أمل تحالف العونيين بالبقاع وتستبدل جابر وعسيران جنوباً
كتب محمد علوش في المدن:
وتتجه حركة أمل إلى إعلان أسماء مرشحيها قبل نهاية الأسبوع الحالي، أو مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير. فقيادة الحركة بدأت بوضع اللمسات الأخيرة على أسماء مرشحيها ليل 2 آذار، وتُشير المعلومات إلى أن التغيير يطال عدداً محدوداً من النواب الحاليين.
التغيير حاجة!
لا يخفى على رئيس حركة أمل نبيه برّي أن التغيير في الوجوه النيابية بات مطلباً للقاعدة الشعبية للحركة. وبالتالي، يجب التعامل مع هذا المطلب بجدية في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، مع العلم أن المطلب يعود الى العام 2018، إلا أن تبدّل الظروف يجعله أكثر إلحاحاً اليوم.
هذا بالشكل، أما بالمضمون فقد لا يكون التغيير متاحاً في كثير من الحالات. لذلك توجه التفكير نحو تغيير الوجوه "القريبة" من الحركة، والتي تترشح على لائحتها في الانتخابات، مثل ياسين جابر وعلي عسيران وأنور الخليل. ويمكن القول أن معايير التغيير التي استندت عليها قيادة الحركة هي: المزاج الشعبي، ضعف الحيثية الشعبية، والأقل ضرراً.
جابرٌ بدل جابرٍ
أعلن أمس النائب ياسين جابر عزوفه عن الترشح في تغريدة قال فيها: "بعد سنوات في الحياة السياسية والعمل بجهد وجدية لأجل لبنان أفضل، تحزنني حالة الانهيار التي وصلنا إليها مع غياب أي رؤية للخروج من الأزمة. لذلك ولأسباب خاصة، قررت العزوف عن الترشيح للانتخابات، شاكراً كل من دعمني طوال هذه السنوات، خاصةً دولة الرئيس نبيه برّي". ترك جابر مقعده ليُثير التساؤلات حول البديل، إلا أن مصادر متابعة تكشف عبر "المدن" أن بديل ياسين جابر سيكون من آل جابر أيضاً، ولن يكون مرشحاً حزبياً، أي لا ينتمي تنظيمياً إلى الحركة، والإسم المطروح هو ناصر جابر، وهو رجل أعمال لبناني موجود حالياً في أفريقيا، وسيعود إلى لبنان خلال الساعات القليلة المقبلة قبل إعلان الأسماء.
لم يخرج جابر-الذي لم يشكر حركة أمل وجماهيرها التي كانت تصوّت له في الاستحقاقات النيابية السابقة- من النادي النيابي "سعيداً"، بل خرج بسبب رغبة برّي بالتغيير، تقول المصادر، مشيرة إلى أن فكرة تبديل ياسين جابر قديمة، مع العلم أن هناك من ربطها بتولّي جابر البديل حقيبة المال في حكومات مقبلة، إلا أن هذه الفكرة ليست أكيدة. وتؤكد المصادر أن الرجل لم يتلقّ وعداً بحقيبة المال من برّي.
تثبيت مقاعد وتغيير أخرى
أما باقي المرشحين، فلا تزال الصورة غير نهائية حول بعضهم. وتكشف المصادر عن توجه غير نهائي لترشيح المحامي والموظف في المجلس النيابي أشرف بيضون، إبن مدينة بنت جبيل، بدلاً من النائب علي بزّي، كما يتم البحث عن شخصية جديدة من منطقة الزهراني ومحيطها لترشيحها عن المقعد الذي يشغله اليوم النائب علي عسيران.
ما يسري على جابر يسري على عسيران لناحية أسباب التغيير. أما البديل فلن يكون العثور عليه بالزهراني سهلاً، فبرّي يريد شخصية غير حزبية من المنطقة، اجتماعية، وتملك حيثية شعبية جيدة، وسمعة حسنة. وتؤكد المصادر أن قرار تبديل عسيران أصبح نهائياً شرط إيجاد من يملك هذه المواصفات، علماً أن الطامحين كثر، والمقربون من رئيس المجلس يحاولون إقناعه بأسماء بديلة.
وفي بيروت، تتجه الأمور لبقاء النائب محمد خواجة إلى جانب النائب أمين شري، كذلك الأمر في بعبدا مع النائب فادي علامة، وقد ترشّح رسمياً كلّ من: علي حسن خليل، قاسم هاشم، عناية عز الدين، هاني قبيسي، قبلان قبلان، غازي زعيتر. إضافة إلى ذلك، من المعلوم أن هناك مقاعد غير شيعية في دائرة مرجعيون حاصبيا. وتم في الأيام الماضية تسريب خبر ترشيح المصرفي ورجل الأعمال الدرزي مروان خير الدين بدلاً من النائب أنور الخليل. وهنا تؤكد المصادر أن اختيار المرشح الدرزي على متن لائحة التنمية والتحرير يخضع لاعتبارات خاصة مرتبطة بالبيت الدرزي. وبالتالي فإن خيار ترشيح خير الدين، الذي جاء بعد استبعاد نجل أنور الخليل بسبب "سياسته التي قرر انتهاجها بعد حراك 2019"، هو خيار مشترك بين حركة أمل والقوى السياسية الدرزية، علماً أن خير الدين يملك علاقات عائلية مع أنور الخليل من جهة، والنائب طلال أرسلان من جهة ثانية، كما له علاقات جيدة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
أملي وعوني معاً بالبقاع الغربي
بالنسبة إلى جديد التحالفات، يبدو حسب المصادر، أن الأزمة التي كانت تُعيق تواجد حركة أمل والتيار الوطني الحر على متن لائحة واحدة في دائرة البقاع الغربي- راشيا، قد حُلت. وسيكون مرشح الحركة عن المقعد الشيعي قبلان قبلان، على متن لائحة واحدة تضم مرشح التيار الوطني الحر الماروني، والمرشح إيلي الفرزلي، والمرشح حسن مراد، نجل عبد الرحيم مراد.
وتُشير المصادر إلى أن التحدي أمام قيادة الحركة اليوم هو تسويق التغيير لدى جمهورها. فهذا الجمهور متعطش لأسماء بخلفيات تنظيمية قريبة منه. فهل يحقق التغيير الأهداف المرسومة له؟