أوساط ديبلوماسية: قرار عربي ودولي بإحالة الطبقة الحاكمة في لبنان إلى التقاعد
كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
سقط هيكل "تيار المستقبل" انتخابياً بعد تعليق زعيمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عمله السياسي، ما سبب اهتزازاً كبيراً في المشهد اللبناني، جاء سقوطه السياسي المدوي في الأعوام الثلاثة الأخيرة، على عدة مراحل منها: بعد انتفاضة 17 تشرين الاول 2019 واستقالة الحريري آنذاك. ثم عند اعتذاره عن مهمّة تشكيل الحكومة في تموز الماضي، وأمام هذا الواقع الجديد باتت الساحة السنيّة متروكة، حيث الخشية لدى البعض من ارتداد هذا الجمهور باتجاه التشدّد الطائفي.
لكن مع اعتذار الحريري، يرى المراقبون السياسيون، انّ التعقيدات باتت أكبر، خصوصاً أنّ المعركة النيابية ستشمل مقاعد كانت محجوزة للتيّار الازرق في السنوات الأربع الماضية، ويُرجّح أيضاً أنّ تكبر كرة الثلج التي رماها الحريري، لتطاول أطرافاً أخرى قد تنضم إلى المقاطعة، ربما هذه التعقيدات قد تدفع الى التساؤل حول مصير الانتخابات او تطييرها!
وفي اطارٍ مُتصّل، يطرح سؤال آخر، هل خرج سعد الحريري -الوريث الشرعي للحريرية السياسية- سيفتح الباب امام شقيقه الاكبر بهاء، بعدما تم دوره في العام 2005، من خلال اتفاق حصل وقتذاك تمّ داخل العائلة دفع سعد ليكون خلفاً لوالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وهنا، تتحدث مصادر سياسية موثوقة، عبر وكالة "أخبار اليوم" عن امكانية ترشح بهاء شخصياً للانتخابات، خصوصا وان الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، و"كل شيء وارد"، مذكرة انّ بهاء ليس بعيداً عن الانتخابات لا بل بدأ منذ اشهر باعداد العدة لخوض الاستحقاق في أكثر من دائرة، من خلال حركة "سوا للبنان". مع العلم ان الصورة ستتبلور بناء على رد فعل الشارع نتيجة تنحي سعد.
في المقابل، يرى محللون ان موقف الحريري قد لا يكون بعيدا عن الاجواء السعودية- الامارتية، حيث هناك اتجاه واضح لمواجهة حزب الله، وبالتالي ربما يكون المجال متاحاً للتعاون مع بهاء الذي اعلن في اكثر من موقف رفضه لسياسات الحزب وهيمنة سلاحه.
ومن جهة أُخرى، ماذا عن بقية الاطراف السياسية وهل تحذو حذو الحريري؟ تجيب أوساط دبلوماسية غربية انّ هناك قناعة دولية وعربية باستحالة قيامة لبنان مع هذه المنظومة السياسية والمالية، وتكشف عبر "اخبار اليوم"، أنّ هناك قراراً عربياً ودولياً بإحالة كل الطبقة الحاكمة في لبنان إلى التقاعد "باللين او بالكرباج" وانّ لبنان مقبل على مرحلة جديدة كلياً، وكل مرحلة لها رجالاتها، وهذا يتطلب انهاء الشق اللبناني من المنظومة التي حكمت منذ التسعينات بعد ما تم انهاء الشق السوري منها في فترة سابقة.