أين الحريري وميقاتي من جبهة السنيورة - دريان السنّية؟
كتب مايز عبيد في نداء الوطن:
يبدو أن المؤتمر الصحافي للرئيس فؤاد السنيورة ومن ثم حركته في السياقين السياسي والإنتخابي، بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي، لم يأتِ من فراغ، وليس مقطوعاً من شجرة. فرغم أن الرئيس نجيب ميقاتي وأوساطه وكذلك دار الفتوى وأوساطها لا يقدّمون أي معطيات بخصوص الحركة السنّية على الصعيد الإنتخابي، إلا أن هناك حراكاً انتخابياً جدياً يحصل، عرابه بشكل أساسي الرئيس السنيورة، بدأت تتبلور معالمه شيئاً فشيئاً، ولم تعد أخباره سراً مخفياً.
ففي معلومات لـ «نداء الوطن» أن السنيورة وتحت مظلة دار الفتوى والمفتي عبد اللطيف دريان الذي يؤيّد المشاركة السنية الواسعة في الإنتخابات، بدأ حركة مشاورات واسعة النطاق منذ أيام، في أكثر من منطقة ذات الأغلبية السنية، وبطبيعة الحال في دوائر الشمال لا سيما الدائرتين الأولى (عكار) والثانية (طرابلس، المنية، الضنية)».
وتضيف المعلومات أن الرئيس ميقاتي الذي أعطى موافقة مبدئية في البداية على حراك السنيورة - دريان، وظهر مع السنيورة عند ضريح الحريري في 14 شباط، لم يدخل بعد في صلب الأسماء والتفاصيل مع الأخير، وهو ينتظر قبل إعلان أي موقف بالدعم النهائي لهذه الجبهة أو إعلان البراءة منها، أن يتضح له الموقف السعودي - الخليجي النهائي، وموقف الرئيس الحريري، وهل تنوي السعودية فعلاً تأييد هذا الحراك السياسي الإنتخابي أم لا، علماً أن الأجواء السعودية وأمام أكثر من طرف شمالي حاول التواصل معها، كانت تتراوح بين التريث أو الإعلان بعدم الرغبة بتقديم أي دعم أو تأييد لأي حراك، إلى أن أُعلن في اليومين الأخيرين عن تبرع السعودية بمبلغ 36 مليون دولار للبنان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، وهو الخبر الذي فسّره طباخو الإنتخابات في طرابلس على أنه دخول مقنع للمملكة على خط الإنتخابات، وقد تكون الخطوة الأولى في هذا التوقيت بالذات.
وتشير المعلومات أيضاً إلى أن السنيورة انتدب في الشمال كلاً من النائبين السابقين كاظم الخير وأحمد فتفت لقربه من الإثنين، للعمل على التواصل باسم هذه الجبهة السنية مع شخصيات شمالية لتشكيل لوائح انتخابية، ولعدم ترك الساحة السنية لأي طرف أو حزب آخر في مثل هذه الظروف الصعبة، ولمنع تمدد «حزب الله» في مناطقها، مع التأكيد لهذه الشخصيات بأن السعودية ودار الفتوى تدعمان توجه السنيورة هذا.
ومن الأسماء المتقدمة المطروحة للمشاركة في هذه اللائحة، أو ضمن هذه الجبهة في دائرة الشمال الثانية، كريم كبارة نجل النائب محمد كبارة، المحامي خالد صبح وهو شخصية طرابلسية ليست بعيدة عن جو الرئيس ميقاتي وتيار «المستقبل» وتحظى بتأييد واسع في مناطق طرابلس الشعبية وغير الشعبية، سليمان عبيد نجل النائب الراحل جان عبيد، وكاظم الخير عن المنية، وعن الضنية سامي فتفت؛ علماً أن المحادثات مع النائب جهاد الصمد قائمة وهو ليس ببعيد، وقد تمايز أكثر من مرة عن نواب «اللقاء التشاوري» وحليفه فيصل كرامي بالتحديد، وهذا ما يفسّر عدم إعطاء الصمد الكلمة النهائية لفيصل كرامي بالتحالف معه ووضع العصي في طريق حلفهما المحتمل، بالرغم من استعمال «حزب الله» مَونَته على الطرفين في هذا الإتجاه.
هذه الجبهة أو هذا الحلف المستجد لم يُهضم لدى «المستقبل» والذي يملك القاعدة الشعبية الأوسع في مناطق طرابلس، الضنية والمنية، سيما وأن هناك نواباً من كتلته قيد الإنضمام، وآخرين يحاولون، والشخصيات المطروحة ليست بعيدة عن الجو الأزرق بطبيعة الحال.
وعلمت «نداء الوطن» أن أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري ستكون له زيارة في الساعات القادمة إلى أبو ظبي، للقاء الرئيس سعد الحريري وبحث التطورات على الساحة الطرابلسية، ولمعرفة التوجه العام لـ»المستقبل»، وهل سينضم إلى هذا الحلف؟ أم ستكون له لوائح أخرى؟ أم سيبقى على موقفه الرافض خوض الإنتخابات؟