تستعرّ الخطابات والممارسات "القمعية" كلما إقترب موعد الإستحقاق النيابي لا سيّما من أركان السلطة بإتجاه المُعارضين وقوى التغيير، وتستخدم أدواتها المختلفة لعرقلة أي نشاط إنتخابي لا يصبّ في مصلحتها.
وآخر الفصول "القمعية" لأدوات السلطة ما قام به رئيس بلدية أنطلياس ايلي أبو جودة وخلافًا للقانون بالضغط على سكان بناية في أنطلياس من أجل إزالة لافتة مُؤيدة لمجموعة "نعم لبنان" ومُرشحها في المتن المهندس هاني صليبا.
ويُوضح المستشار السياسي لمجموعة "نعم لبنان" جيلبر رزق لـ"ليبانون ديبايت" ملابسات القضية، ويقول: "أحبَّ أحد المُناصرين أنْ يُعبّر عن تأييده للمُرشّح هاني صليبا فوضع صورته على حائط المبنى الذي يقطنه بعد أخذ الإذن من "لجنة البناية" ليتفاجأ بأمر من رئيس البلدية لإزالة الصورة، تحت تهديد الغرامة المالية إذا لم يقم بإزالتها، رغم أن ذلك لا علاقة له بالدعاية الإنتخابية بل هي مُجرد تعبير عن رأي شخصي".
ويضع رزق "هذا التصرف في إطار الضغط على الناس حتى لا يُعبّروا عن تأييدهم لقوى التغيير"، ويُحذّر من "عودة لغة القمع والضغط السياسي في المتن من أطراف معروفة، ويقول: "هذا الفريق السياسي ما زال يظن أنّ رستم غزالي لا يزال في "فيلا جبر"، لكنه مُخطئ بالمجموعة".
وإذْ يأسف رزق لما حصل، فقد تقدم "بكتاب إلى رئيس البلدية فنّد فيه المواد الذي ذكرها الدستور حول حرية التعبير وكذلك الشرعة العالمية لحقوق الإنسان وحتى ميثاق جامعة الدول العربية التي تُشدد على حرية التعبير السياسي".
وهَل تمّ الاتصال بوزير الداخلية؟ يُوضح أنّ "المجموعة توجّهت الآن إلى رئيس البلدية وفي حال إستمر في الإفراط والتعسف في إستعمال السلطة لأسباب سياسية من رئيس البلدية ستلجأ المجموعة حتماً إلى وزير الداخلية".
إلّا أنّ المجموعة تضع اليوم، كما يُوضح رزق، يضع "هذا الموضوع أمام الرأي العام اللبناني أولاً والرأي العام "المتني" ثانياً فهل يُريد أنْ نعود إلى النهج السابق وإبتزاز الناس لصالح المنظومة الفاسدة والتي نحاول أن نتخلص من هذا النهج".