مرشح؟ إتصل بنا
إما تتفق جبهات المعارضة أو يقع المسيحيون بحضن باسيل

إما تتفق جبهات المعارضة أو يقع المسيحيون بحضن باسيل

تشخيص أهداف المرحلة الحالية في لبنان أساسي، لمعرفة كيفية إدارة قوى المعارضة الانتخابات. لا يوجد تشخيص مشترك أو متفق عليه بين فكرة تحرير الدولة من سلطة سلاح حزب الله وداعميه، بما يقتضيه من براغماتية في التحالفات الانتخابية، وبين الوضوح والنقاء الثوري الرافض للتحالف مع القوى التقليدية، المتمثلة بحزب الكتائب والحزب الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري وزعامات وشخصيات مثل ميشال معوض ونعمة افرام وغيرها. 

جبهات المعارضة
في النقاشات الدائرة بين المجموعات "الثورية" والأحزاب التقليدية في جبهتي "13 نيسان" (تحالف وطني وبيروت مدينتي والمرصد الشعبي لمحاربة الفساد ولحقي وغيرها..) و"جبهة المعارضة اللبنانية" (الكتائب وحركة الاستقلال ولقاء تشرين وتقدم وخط أحمر وغيرها...) لإمكانية تشكيل لوائح موحدة في لبنان، ما زالت عقدة تشخيص المرحلة أساسية. في كل جبهة يوجد مجموعات بتوجهات تختلف عن باقي المجموعات. لكن بشكل عام في "جبهة المعارضة" الميل هو لتشكيل لوائح واحدة في كل لبنان تحت شعار سياسي وانتخابي واحد. أما في جبهة 13 نيسان فثمة اقتراحات لحصر المعركة في 12 دائرة من أصل 15 وترك الثلاث الأخرى، لعدم خلق صدام مع الأحزاب التقليدية، أي الكتائب وأسامة سعد والحزب الشيوعي. فأساس الفكرة هو توحيد قوى الثورة في لبنان من دون العداء مع الأحزاب التقليدية. لكن في المقابل يوجد مجموعات ترفض هذا المقترح وتسعى للوضوح والنقاء الثوري. 

معركة مسيحية-مسيحية
لا تكترث قوى "الثورة" إلى أن معركة الانتخابات المقبلة هي في الأساس مسيحية-مسيحية، ما يستدعي اختيار شركاء مسيحيين لخوض الانتخابات إلى جانبهم، وعدم تركهم رهن تطرف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. فشد العصب المسيحي بأسلوب باسيل سيقابله المزيد من التطرف والمزايدة عليه من أخصامه المسيحيين الآخرين، أي الكتائب والقوات اللبنانية، كما حصل يوم أمس على خلفية قرار منح الفلسطينيين حق العمل في مهن كانت ممنوعة عليهم. ما يستدعي من "قوى الثورة" التعامل مع الانتخابات ببراغماتية في كيفية إدارة معركتها، وعدم جر أحزاب مسيحية إلى تطرف باسيل، كما تقول مصادر مطلعة على المفاوضات.   

القوى التقليدية
يقوم اقتراح بعض مجموعات "13 نيسان" على مبدأ أنه في الأماكن التي يوجد لقوى الثورة حيثية شعبية تخاض المعاركة بلائحة واحدة، مع استثناء دائرة صيدا-جزين والمتن والجنوب الثالثة. ففي هذه الدوائر الثلاث لن تشكِّل قوى الثورة لوائح.. وتُترك على قاعدة تفضيل فوز الكتائب على التيار الوطني والقوات اللبنانية في المتن، والشيوعي على حزب الله وحركة أمل في الجنوب وأسامة سعد على الحريري في صيدا. 

لكن هل يترشح أي شخص من مجموعات الثورة على لائحة الجميّل في المتن أو الشيوعي أو سعد في الجنوب؟ العمل جارٍ على تذليل هذه العقبة. والمقترح يقضي بعدم ترشيح أي شخص من "قوى الثورة" على هذه اللوائح. لكن ثمة مساعي لحل هذه المعضلة، كما تقول مصادر مطلعة على النقاشات. 

المزيد من الدوائر
تلقفت جبهة المعارضة هذا المقترح وحصلت بعض النقاشات حوله، وتوسعت لائحة الدوائر لتصبح نحو ست دوائر، وتضم بيروت الأولى والشمال الثالثة وكسروان. اعتبرت الجبهة أن المقترح يجنب سامي جميل وأسامة سعد والحزب الشيوعي، وبالتالي من الأفضل تجنيب باقي القوى في الدوائر الثلاثة الأخرى المعركة: ميشال معوض في الشمال ونعمة افرام في كسروان والكتائب في بيروت. أي عملياً تصبح المعركة واضحة في تسع أو عشر دوائر، وتترك في الدوائر الأخرى مع ترحيب فوز أي من تلك القوى فيها. 

تشكيل منتدى انتخابي
حيال هذا التناقض بين الجبهتين، ثمة مقترح آخر بدأت تطرحه بعض المجموعات للخلاص من التناقض الحاد بين الجبهتين، يقتضي بانضمام نحو أربعة مجموعات من كل جبهة لتشكيل منتدى انتخابي، لوضع الأسس السياسية لكيفية خوض المعركة على مبدأ السيادة ونبذ الطائفية ومكافحة الفساد وضد كل قوى المنظومة السياسية. ومع الوقت يتسع ليطال الجميع بما فيه القوى التقليدية وتخاض الانتخابات في كل لبنان بلوائح موحدة. 

تشتت الأصوات
المجموعات في الجبهتين تنطلقان من أنه يجب حل الخلافات والتناقضات كي تتشكل لوائح موحدة. لكن التناقضات في بعض الدوائر التي فيها إشكاليات ستدفع المجموعات والجبهات إلى تشكيل أكثر من لائحة في الدائرة الواحدة، طالما لا يوجد إمكانية لتوحدها، مثل دوائر صيدا والشمال الثالثة وبعبدا وربما دوائر أخرى. على أن هذا المقترح يؤدي إلى تشتت الأصوات ليس أكثر، حتى لو كانت فكرته الأساسية تشكيل لوائح بوجه المنظومة وليس في صراع بينها بعضها البعض. 

 

المدن