استحقاق 2022 لا يشبه أي استحقاق آخر في لبنان
كتب شادي هيلانة في وكالة أخبار اليوم:
بدأت الطبقة السياسية ذاتها تعّد العدة لخوض الاستحقاق الاكثر ضراوة أي انتخابات 2022.
مرة كل 4 سنوات، يرتفع منسوب الإنسانية لدى هذه الطبقة. لكن هذه المرة بطريقة مختلفة عن سابقاتها إنه موسم دعم الجيوب الفارغة والمعيشة الصعبة، التي قد تصل لدى بعض المرشحين إلى حدود شراء المواطن علناً، وعلى "عينك يا تاجر".
انها الطبقة نفسها الموصوفة بالخدّاعة والسمعة السيئة، سياسياً وأخلاقياً، من فرط الاتهامات المساقة إليها في ملفات الفساد وإهدار المال العام وإخفاء الأدلة حول انفجار المرفأ وتدمير النقد الوطني وإفقار المجتمع وتحلُل الدولة.
عُدنا نسمع العبارات ذاتها "نريد الدولة" و "مكافحة الفساد" و"وقف الانهيار" و"معاً للإنقاذ" الأكثر استخداماً، حتى تصاب بالذهول وأنت تتساءل: إذا كانوا جميعهم ضد الفساد فمن الفاسد؟فجأة، تحُلّ "النِعَم" على الجميع مساعدات، خدمات، من كل الأشكال والأنواع. هكذا تكرُج دفعة واحدة.ستأتينا هذه النِعم وسنحتار كيف نتلقّاها ومن أين؟ وستحتار هذه الطبقة كيف ستوزع خدماتها الانتخابية بعد مواسم الشحّ، على من يفترض أنهم ناخبوهم. وبما أنه موسم، يدسّ من اعتاد هذه الطريقة في اختيار الناس له، يده في جيبه، ويخرجها بما تيسّر من أموال، ربما عشرون دولاراً تكفي ليدسّها بدوره في جيوب البائسين والفقراء - تلك الجيوب التي أفرغتها هذه الطبقة "السيئة السمعة" المسؤولة عمّا وصلنا اليه - كانوا قد انتُخبوا في موسمٍ سابقٍ و"الناس بعد ما تعلموا"!
سيدّة الفوز في الانتخابات، كرتونة الاعاشة التي تحتوي على ما يحتاج اليه الناس في هذه الايام العصيبة: الأرزّ والعدس وزيت الزيتون وحتّى الزيت النباتي، وجديد الكرتونة هناك بطاقة، بدأ الترويج لها بإسم "البطاقة التمويلية"، إضافةً إلى دولارات أخرى "فريش"، سيدفعها مندوبو المرشحين مباشرة، أحياناً على "الراس"وأحياناً للمفتاح الانتخابي الذي يمثل "مجموعة" رؤوس وكل ذلك لأنه بدنا صوتك بأيّ ثمن و"نكمل علّبقيوا"
في التحالفات، بدأنا نلحظ تموضعات سياسية جديدة ربما تترجم في الإنتخابات النيابية، التي ستخاض على قاعدة سعي كل فريق إلى إدارة معركته الخاصة بعيداً عن حلفائه في معظم الدوائر، خصوصاً المسيحية منها، حيث ستكون المعركة الأشرس بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية للفوز بالعدد الأكبر من المقاعد، كمقدِمة لخوض معركة انتخابات رئاسة الجمهورية.
فعلاً استحقاق 2022، لا يشبه أي استحقاق آخر شهده لبنان، اذ ينطلق على قاعدة: لا اسلحة فيه، ولا قضية، لا شهداء بل المال وهو "الوجه الابشع".