الإسرائيليون انتخبوا...نتنياهو عائد بشرط الائتلاف
لم تأت الإنتخابات الإسرائيلية بمفاجآت كبيرة، حيث تمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من حجز الحصة الأكبر من بين المتنافسين على صعيد المقاعد البرلمانية لكن وعلى الرغم من ذلك فإن مؤيدي نتنياهو لن يستطيعوا تشكيل حكومة من دون دعم كتل أخرى.
ومن المقرر ان تستانف الليلة عملية فرز الأصوات في المظاريف المزدوجة وعددها 450 ألفا. ويستدل من عدّ الأصوات في المظاريف العادية ان المعسكر المؤيد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حصل على 52 مقعدا مقابل 56 لمعارضيه .
وفي حال انضمام يمينا مع مقاعده السبعة الى المعسكر المؤيد لنتنياهو فهذا لا يضمن لنتنياهو البقاء على سدة الحكم إذ ان هذا المعسكر سيحصل على 59 مقعدا فيما سينال المعسكر المعارض لنتنياهو 61 مقعدا مع انضمام القائمة العربية الموحدة مع مقاعدها الخمسة إليه.
وهذه هي الصورة الانتخابية الآخذة في التبلور:
الليكود 30 مقعدا
يش عاتيد 18
شاس 9
كاحول لافان 8
يهادوت هاتورة والعمل ويمينا 7 مقاعد لكل منها
القائمة المشتركة وهتسيونوت هدتيت وتكفا حداشا ويسرائيل بيتينو 6 مقاعد لكل منها
ويختتم ميرتس والقائمة الموحدة القائمة مع 5 مقاعد لكل منهما .
وقد فتحت صناديق الإقتراع، الثلثاء في 23 آذار 2021، لـ 6.5 مليون ناخب إسرائيلي للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية عامة هي الرابعة في غضون سنتين، وقد تمت الدعوة إليها اثر انهيار "حكومة الوحدة الوطنية" التي تشكلت في كانون الأول 2020.
وكانت عمليات الاقتراع في الانتخابات الثلاثة الماضية قد انتهت دون حسم الأغلبية لصالح طرف محدد. كما أن استطلاعات الرأي الأخيرة كانت قد أشارت إلى احتمالات تكرار الجمود نفسه الذي عكسته نتائج الجولات السابقة وأن تأتي بنتائج لا تحسم الأغلبية.
فهذه المرة جرت الانتخابات والإسرائيليون بالكاد يخرجون من حالة إغلاق فُرضت للحد من انتشار فيروس كورونا، كما أنها أتت قبل أسبوعين من استئناف محاكمة نتنياهو في قضايا فساد.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة، لكنه ينكرها جميعها قائلا إن الدوافع وراءها سياسية بالأساس.
وتشير نتائج غير نهائية للانتخابات الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمامه عمل شاق لتأمين ما يكفي من المقاعد حتى يتمكن من البقاء في السلطة.
وبعد فرز نحو 90 في المئة من أصوات الانتخابات، التي جرت الثلاثاء، أحرز تكتل اليمين الذي يقوده نتنياهو 59 مقعدا، أي أقل بمقعدين اثنين من العدد الذي يمنحه الأغلبية وحق تشكيل حكومة.
وفي تطور مفاجئ، ترجح التوقعات فوز حزب القائمة العربية الموحدة "رعم" بخمسة مقاعد، ما يؤهله لتحديد الحزب الذي سوف يشكل الحكومة في حالة التحالف معه في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
ولم يعلن "رعم" حتى الآن موقفه من دعم نتنياهو -كحليف غير طبيعي- لتشكيل حكومة، ولا موقفه من الأحزاب المعارضة التي تسعى للإطاحة بنتنياهو من السلطة.
وإذا لم يتمكن أي من الفريقين من تشكيل ائتلاف أغلبية في البرلمان، فقد تتوجه إسرائيل إلى انتخابات هي الخامسة منذ نيسان 2019.
وتعتمد الانتخابات في إسرائيل نظام التمثيل النسبي والذي يجعل من الصعب على حزب واحد أن يفوز بأغلبية صريحة في الانتخابات.
وبحسب لجنة الانتخابات المركزية، أحرز حزب الليكود اليميني بقيادة نتنياهو 24.2 في المئة من أصوات الناخبين حتى الآن، بينما حلّ حزب الوسط المعارض "يش عتيد" بقيادة يائير لابيد في المركز الثاني بنسبة 13.9 في المئة.
وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن يسفر الفرز عن إحراز الليكود 30 مقعدا من 120 هي مجموع مقاعد الكنيست، وأن يحصل "يش عتيد" على 17 من هذه المقاعد.
ومن المتوقع حصول حلفاء نتنياهو في حزبَي "شاس" و "يهودات هتوراه"، اليمينييْن المتطرفيْن على تسعة، وسبعة مقاعد على الترتيب؛ بينما من المتوقع حصول حزب "أزرق وأبيض"، من تيار الوسط بقيادة وزير الدفاع بيني غانتس، على ثمانية مقاعد. أمّا حزب "العمل"، ممثل يسار الوسط، وحزب "يمينا"، القومي، وحزب "إسرائيل بيتنا"، فمن المتوقع حصول كل منها على سبعة مقاعد.
وتشير التوقعات إلى حصول القائمة المشتركة لـتحالف الأحزاب العربية، وحزب "الأمل الجديد" بقيادة جدعون ساعر، الحليف المنقلب على نتنياهو، وتحالف الصهيونية الدينية في اليمين المتطرف على ستة مقاعد لكل.
بينما من المتوقع حصول كل من حزب "ميرتس" و"رعم" في اليسارعلى خمسة مقاعد.
الأحزاب المرجٍّحة
من غير المتوقع إعلان النتائج النهائية للانتخابات قبل نهاية الأسبوع الجاري. لكن يبدو أن كلا من نتنياهو وخصومه السياسيين سيطلبون الدعم من حزبي "يمينا" و"رعم" لتأمين أغلبية مؤهّلة لتشكيل حكومة.
وانشق حزب "رعم" عن القائمة المشتركة في وقت سابق من العام الجاري. وقال زعيمه منصور عباس إنه منفتح على العمل مع نتنياهو لتلبية احتياجات المواطنين العرب في إسرائيل، الذين يشكلون نحو 20 في المئة تعداد السكان.
وفي تصريحات أدلى بها صباح الأربعاء، قال عباس إنه لا يستبعد الانضمام لأي ائتلاف .. "لا نأخذ جانب أي فصيل؛ نحن على استعداد للتعامل مع الجميع."
ولم يحدث أبدا أن شارك حزب عربي في حكومة بإسرائيل. ولا تشارك الأحزاب العربية نتنياهو أيديولوجيته اليمينية.
أما حزب "يمينا" فهو بقيادة نفتالي بينيت، تلميذ نتنياهو ووزير دفاعه السابق، وتربطهما علاقة صعبة.
ومثل عباس، لم يعلن بينيت عن الجانب الذي سيدعمه.
وقال بينيت عقب انتهاء التصويت ليل الثلاثاء: "سأفعل ما أراه خيرًا لدولة إسرائيل."
وأكد على أنه أخبر نتنياهو أن حزب اليمين الجديد سينتظر النتائج النهائية قبل أن يقرر خطوته التالية.
وقد تحصل أحزاب المعارضة الأخرى على 60 مقعدا.
ما أهمية النتيجة؟
ستحدد النتائج النهائية لهذه الانتخابات مَن يتولى المسؤولية إسرائيل، في إحدى دول الشرق الأوسط التي تعتبرها الولايات المتحدة أحد أهم حلفائها.
وسترسم الحكومة المقبلة شكل العلاقات مع الفلسطينيين والعرب.
ويرفض نتنياهو قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، والقدس، وغزة. بينما يدعم نتنياهو قيام مستوطنات يهودية في الضفة، والقدس الشرقية المحتلة. ويعتبر القانون الدولي تلك المستوطنات غير شرعية، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وإذا ما تولت شؤون إسرائيل حكومة تنتمي إلى الوسط أو يسار الوسط، فستكون هذه الحكومة، حسبما هو مرجح، أكثر انفتاحا على إحياء المفاوضات المتوقفة مع الفلسطينيين وقد تنظر في التخلي عن أراضٍ مقابل السلام.
علاوة على ذلك، ستؤثر نتائج الانتخابات على إجراءات محاكمة نتنياهو بتهم فساد ينكرها جميعا، والتي من المقرر استئنافها في غضون أسبوعين. ويتوقع محللون محاولة عرقلة سير المحاكمة حال قدوم حكومة يمينية.
ويتعهد نتنياهو بتشكيل حكومة يمينية بقيادة حزب الليكود.
ونتنياهو، 71 عاما، هو أطول رؤساء الحكومات الإسرائيلية بقاء في منصبه.ويتولى نتنياهو السلطة بشكل مستمر منذ عام 2009. وكان قد شغل هذا المنصب لمدة ثلاث سنوات في أواخر التسعينيات.
وقال نتنياهو، في تغريدة على تويتر ليل الثلاثاء: "مواطني إسرائيل_ شكرا لكم .. لقد منحتم اليمين وحزب الليكود تحت قيادتي فوزا كبيرا. ليكود هو الحزب الأكبر حتى الآن".
وتابع :"من الواضح أن غالبية الإسرائيليين من اليمين، ويريدون حكومة قوية ومستقرة من اليمين".
وبلغت نسبة الإقبال على التصويت حوالي 67.2 في المئة من إجمالي الناخبين، وهي نسبة متدنية مقارنة بالانتخابات السابقة، لكن البعض ينظر إليها على أنها بمثابة استفتاء على قيادة نتنياهو للبلاد.ولم يتمكن أي من قادة الأحزاب من تشكيل ائتلاف مستقر بعد الانتخابات العامة الثلاثة السابقة.
وانهارت حكومة الوحدة الوطنية الحالية، التي كانت نتيجة اتفاق لتقاسم السلطة مع وزير الدفاع بيني غانتس، في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد سبعة أشهر فقط من تشكيلها.
وركزت حملة نتنياهو الانتخابية على حملة توزيع لقاح كورونا وتحقيق نجاح ملموس في معدلات تطيعم المواطنين ضد الفيروس، بالإضافة إلى التأكيد على نجاحه الدبلوماسي في تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية.
لكن خصوم نتنياهو من مختلف الأطياف السياسية يدفعون بأنه لا ينبغي أن يظل في منصبه أثناء محاكمته بتهم الفساد. وهي الاتهامات التي ينفيها نتنياهو تماما.