الإغتراب الدرزي تسجّل بكثافة وعين قوى التغيير على مقعدين
كتب عبدالله ملاعب في موقع لبنان الكبير:
بلغ عدد الدروز المسجلين في قوائم وزارة الخارجية والمغتربين للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في أيار من العام المقبل، 14.553 مغتربا ومغتربة أي أكثر من ثلاثة أضعاف العدد الدرزي الذي تسجّل للإقتراع عام 2018 والذي بلغ 4617، صوَّت حوالي 48% منهم لمرشحي الحزب التقدمي الاشتراكي.
اليوم تحتل الطائفة الدرزية، حسب الأرقام الرسمية، مرتبة متقدمة بين الطوائف التي شهدت أكبر نسبة إرتفاع في عدد المغتربين المسجلين منها. ويعود ذلك إلى جملة من الاسباب أبرزها اندثار مقومات الدولة وتداعيات ذلك على المواطنين، مما دفع المغتربين اللبنانيين الدروز وغير الدروز الى تكثيف التسجيل للإقتراع عام 2022. بالاضافة الى السبب اللوجيستي المتمثل بإرتفاع عدد اللبنانيين الذين هاجروا ما بين عامي 2018 و2022، إذ إرتفع عدد المنتشرين الذين يحق لهم التصويت من حوالي 800.000 عام 2018 الى 970.000 اليوم حسب الدولية للمعلومات.
أكثر من 65% من الدروز المسجلين للاقتراع عام 2022 ينتخبون في دائرة الشوف عاليه حيث للطائفة الدرزية أربعة مقاعد نيابية في دائرة متنوعة طائفيا ومذهبيا، إحتلت هذا العام المرتبة الثالثة لجهة أعلى نسبة تسجيل في الاغتراب، إذ تسجل فيها 25.446 مغتربا ومغتربة من مختلف الطوائف. درزيا تحتل هذه الدائرة المرتبة الاولى إذ تسجل فيها 9559 مغتربا، تليها دائرة جبل لبنان الثالثة (2436) حيث للدروز مقعدا واحدا ذهب لهادي أبو الحسن عام 2018، وثالثا تأتي دائرة البقاع الثانية (1141) حيث للدروز مقعدا واحدا أيضا، ذهب لوائل أبو فاعور في الانتخابات الاخيرة.
تسعى القوى التغييرية الدرزية اليوم لتوحيد صفوفها في كافة مناطق نفوذها، إلا أن حظوظها في خرق اللوائح الحزبية قائمة في دائرة الشوف عاليه حيث تسعى معظم التجمعات المعارضة لخوض غمار الانتخابات ضمن لائحة واحدة تضم كل الحركات والتيارات الجديدة كي لا تتكرر تجربة 2018 حين بلغ عدد اللوائح المتنافسة خمس لوائح، منها اثنتان للمجتمع المدني، وحصدت لائحة كلنا وطني عشرة آلاف صوت ولائحة مدنية ثلاثة آلاف صوت، أي أن هذه القوى كانت قادرة على الحصول على حاصل إنتخابي لو اجتمعت في لائحة واحدة. مع العلم أن تحالف هذه القوى اليوم مع الكتائب اللبنانية لن يسعفها حسب مصادر مطلعة، لأنها بذلك تتناقض وخطابها القائم على مبدأ "كلن يعني كلن" ورفض التوريث.
وفي هذا السياق، يوضح عضو المجلس التنفيذي لحركة "منتشرين" سامر مكارم أن قوى التغيير على تواصل مستمر مع الاغتراب وتسعى لتذكيره أنه "انشحط من البلد"، وهي اليوم حسب مكارم تعمل لتحويل غضب المغتربين الى خطة واضحة سواء من حيث الترشيحات التي لن تتنافس فيما بينها ان فشل الاتحاد ضمن لائحة واحدة، أو من حيث القضية العامة التي تحملها قوى التغيير والقائمة على تقديم بديل عمَّا تسميه "أحزاب السلطة".
وفي السياق عينه، تظهر إستطلاعات الرأي في الشوف وعاليه أن التيارات والاحزاب المعارضة قادرة على استحصال مقعد طلال ارسلان في عاليه في ظل تراجع شعبيته وارتفاع الاصوات المؤيدة لقوى التغيير التي ترى أنها قادرة على كسب هذا المقعد في حال التحالف فيما بينها. أما في الشوف، فتسعى التيارات المعارضة لكسب مقعد من المقاعد المارونية الثلاثة التي كانت عام 2018 لكل من جورج عدوان، ماريو عون، وفريد البستاني، وذلك إستنادا الى تراجع شعبية التيار الوطني الحر.
ويقول أمين سر كتلة اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن لـ"لبنان الكبير" ان "الحزب التقدمي الاشتراكي يرى في إرتفاع عدد اللبنانيين المسجلين في الاغتراب للمشاركة في الانتخابات النيابية إشارةً إيجابية بوجود رغبة حقيقية للمغترب بصياغة القرار اللبناني واعادة تشكيل السلطة في لبنان بدءا من السلطة التشريعية". ويذكّر أبو الحسن بالدور الذي لعبته قوى الاصلاح الحقيقية في المجلس النيابي ضد تطيير حق المغتربين بالادلاء بأصواتهم معتبرا ان "اللقاء الديموقراطي دافع عن حق المغترب بالتصويت في دائرته من منطلق وطني بعيدا عن اي حسابات ضيقة، لان ذلك حق للمواطن وواجب علينا ان نوفره". ويضيف: " للمغترب حق اختيار من يشاء ولدينا الثقة بجمهورنا كي لا نقلق، ونحن نحترم إرادة اللبناني".
وردا على سؤال حول ما أُثير بالإعلام لجهة إيجاد الاشتراكي صعوبة في إستقطاب الشباب، قال أبو الحسن: "إن الموضوع يتوقف على طبيعة عناوين الاستحقاق الانتخابي المقبل والصراع هو على هوية لبنان ودوره وسياسته الاقتصادية فعنوان المعركة سيكون بين الخط السيادي الوطني المستقل والخط الآخر وعلى هذا الاساس ستكون الاصطفافات".