الانتخابات الايرانية...تغيير رؤساء لا سياسات!
اعتباراً من السابعة من صباح الثامن عشر من الشهر الجاري وحتى الثانية بعد منتصف الليل، سيتّجه الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الثامن منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979. تحل انتخابات الرئاسة الإيرانية هذا العام في توقيت محوري تمر فيه إيران، وفي خضم استحقاقات وتحديات داخلية وخارجية.
40 شخصاً استوفوا المعايير الأساسية للمجلس من أصل 592 سجّلوا أسماءهم كمرشحين هذا العام، وتمت الموافقة على 7 منهم فقط، تدور المنافسة حول منصب الرئيس بينهم وهم، سعيد جليلي، محسن رضائي، إبراهيم رئيسي، علي رضا زاكاني، أمير حسين قاضي زاده هاشمي، محسن مهر علي زاده وعبد الناصر همتي. وتشير استطلاعات الرأي إلى تصدّر المرشّح إبراهيم رئيسي، فيما يأتي المرشّح محسن رضائي في المرتبة الثانية. فهل من تغييرات مرتقبة في المشهد الايراني؟
العميد الركن أمين حطيط أكد لـ"المركزية" ان "المشهد الايراني تمكن قراءته من عناوين ثلاثة رئيسية، الاول العنوان الاستراتيجي العام والسياسة العامة للدولة بخطها الاستراتيجي وهو غير قابل للاخذ والردّ او للتغيير لأن من يرسم الاستراتيجية ليست الحكومة او رئيسها بل المرشد الاعلى مع معاونيه ومجالس الامن القومي ومجلس تشخيص مصلحة النظام. وهذا العنوان، بفعل طبيعة رسمه، فيه استقرار، وبالتالي فإن انتخاب الرئيس لا يغيّر، لا يقدّم ولا يؤخّر".
أضاف: "العنوان الثاني هو الانتخابي، وهنا ينقسم الايرانيون الى ثلاث فئات: فئتين كبيرتين وفئة وسطية. الفئة الاولى الكبيرة هي فئة المحافظين الذين يقولون بأنهم يعملون بوحي وتوجيهات المرشد وتقوم سياستهم دائماً على التشدد في تطبيق الشريعة وفي التعامل مع الغرب لدرجة عدم التعاون، هناك إرادة لدى المتشددين تصل الى رفض التعامل او التعاون مع الغرب. والفئة الاساسية الثانية هي فئة الاصلاحيين، لكن ذلك لا يعني العزلة او عدم التعامل مع الغرب بل الحاجة تقوم برسم سياسة واقعية عملية تأخذ بالمبادئ دون ان تخرج عنها، وتعمل بالامكانات والواقع ولا تعادي المرشد لكن لها استقلالية الى حدّ ما برسم سياستها، فهي لا تتطابق كليا مع المرشد إنما لا تناقضه. أما الفئة الثالثة فلا تنتمي الى اي من الفئتين ودائما ما توصف بالنخبة المحايدة، وتتألف من عدة طبقات من المجتمع، مواقفها ليست مع هذا او ذاك من الفريقين الاول والثاني، لكنها تؤيد او تعارض على اساس الموضوع والمصلحة، عددها غير كبير إنما مهمة وتؤخذ في الاعتبار".
وأشار حطيط الى ان "الصراع الرئيسي والحاد هو بين الفئتين الاولى والثانية، اي الاصلاحيون والمحافظون وفي بعض الاوقات يتعدى الصراع الضوابط والخطوط الحمر، كما هو حاصل حالياً، وحيث بدأت الاتهامات خاصة من المحافظين الذين خسروا الانتخابات مرتين في مواجهة الاصلاحيين، ويعتبرون انه آن الاوان ان يربحوا مجددا في الانتخابات الرئاسية".
وتابع: "العنوان الثالث هو المسألة الداخلية والادارة الداخلية للبلاد وهنا ليس هناك التزام بشخص معين، والخيار متروك حتى ضمن الاصلاحيين والمحافظين لكل شخص كي يتخذ الموقف الذي يناسبه من الملفات الفرعية الداخلية. هذا العنوان مرن يختلف جذرياً عن العنوان الاول الاستراتيجي الثابت والمستقر كما يختلف أيضاً عن العنوان الانتخابي حيث الانقسام".
ورأى حطيط ان "سياسة ايران الخارجية تُقرأ من العنوان الاول الاستراتيجي، اما العنوانان الثاني والثالث فإن المتغيرات هي للسياسة الداخلية وبالتالي لن يؤثر من يكون رئيس جمهورية على علاقة ايران وروابطها مع الخارج، لا مع لبنان ولا الاقليم ولا روسيا ولا الصين، ومن أتى سيكمل بالسياسة نفسها لأن السياسة هي استراتيجية وليست تكتيكا".
اما عن مفاوضات فيينا، فاعتبر "ان الاصلاحيين يحاولون انهاء المفاوضات قبل تاريخ الانتخابات لأنهم يتصورون ان نجاحهم بعودة الاتفاق ورفع العقوبات سينعكس في صناديق الاقتراع لصالحهم".