الانتخابات البلدية في صيدا وقضائها منسيّة والتحضيرات منصبّة على "النيابية"
كتب محمد دهشة في نداء الوطن:
تخطف الانتخابات النيابية المقررة في أيار القادم كل الاهتمام في الاستحقاقات المقبلة وتحجب الانظار عن الانتخابات البلدية التي تبدو «منسية» في جدول برنامج الربيع اللبناني انتهاء بالانتخابات الرئاسية خريفاً، حتى ان البعض بات يتعاطى معها على انها بحكم المؤجلة.
هذا الاعتقاد السائد بالتأجيل البلدي، انعكس برودة لافتة في التنافس الاستحقاقي، حيث تغيب كل الاجراءات الادارية والتنظيمية واللوجستية وما يتعلق منها بالمهل الدستورية، بدءاً من موعد اجرائها مروراً بفتح ابواب الترشيح وصولاً الى المرشحين انفسهم وحملاتهم، علماً ان الانتخابات البلدية كانت تسبق عادة الانتخابات النيابية وتعتبر «بانوراما» لجهة التحالفات والنتائج والمزاج الشعبي.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ»نداء الوطن» ان الانتخابات البلدية «تقوم على التحالفات السياسية في المبدأ، ولكنها تعتمد بشكل رئيسي على الروابط العائلية، ويبدو ان المسؤولين ليسوا بصدد اثارة هذه النعرات قبل الانتخابات النيابية، خاصة في ظل اجواء مشحونة اصلاً بغضب الشارع وبتغيير المزاج الشعبي، مع استفحال الازمات الاقتصادية والمعيشية وطول أمدها، والعتب الكبير الى حد الغضب على المسؤولين والنواب من عدم ملامستهم لاوجاع الناس».
في صيدا وقرى قضائها، التعامل مع هذا الاستحقاق مختلف بين مدينة وبلدة وأخرى، غالبية رؤساء البلديات مقتنعون انها مؤجلة على الاقل لعام بسبب اجراء الانتخابات النيابية، وغالبيتهم ايضاً قرروا ضمنياً الترشح لخوض غمار الاستحقاق في اي وقت كان، بينما قلة لم تعد تبالي كثيراً اذ قررت عدم الترشح مجدداً على قاعدة بأن المسؤولية كبيرة و»العين بصيرة واليد قصيرة».
وأوضح رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ»نداء الوطن» ان «كل المؤشرات تؤكد تأجيل الانتخابات البلدية التي من المقرر ان تجري وفق الولاية الاخيرة في ربيع العام الجاري، لذلك تغيب اي تحضيرات ادارية او ميدانية، ويتركز الاهتمام على الانتخابات النيابية. وعلى المستوى الشخصي لا يناسبني التأجيل لانني لن أكون مرشحاً في الانتخابات المقبلة فقد بلغت من العمر 83 عاماً، وانه وقت الراحة».
في المقابل، أكد رئيس بلدية البرامية جورج سعد لـ»نداء الوطن» ان «الاجواء السائدة تشير بوضوح الى تأجيل الانتخابات البلدية، اذ ضاقت المهل القانونية من جهة، والاهتمام منصب على الانتخابات النيابية من جهة اخرى، ورغم ذلك نتعاطى مع الاستحقاق بموضوعية وبأنه غير محسوم حتى الآن»، موضحاً ان «النقاش في البلدات اليوم وبين أبنائها يدور حول السؤال هل تُجرى الانتخابات أم تؤجل؟ فاذا حصلت أهلاً وسهلاً، واذا تأجلت فلا حول ولا قوة».