الانتخابات العراقية..هل يترشح الكاظمي ام يحتفظ بموقع رئاسة الحكومة؟
حث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مواطني بلاده على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المبكرة الشهر المقبل. وخاطب العراقيين في تغريدة عبر "تويتر" قائلاً: "دعوتي لكم أن تسارعوا إلى استحصال بطاقة الناخب من أجل مستقبلكم ومستقبل أبنائكم"، لافتاً الى ان "أصواتكم أمانة لا تهدروها، من يسعى إلى الإصلاح والتغيير للأفضل عليه العمل على المشاركة الواسعة في الانتخابات"، مؤكداً ان "أصواتكم مستقبل العراق".
وتأتي هذه الدعوة قبل أسبوعين على موعد الاقتراع المقرر في 10 تشرين الأول المقبل. ووفق أرقام مفوضية الانتخابات في 31 تموز، فإن 3249 مرشحا يمثلون 21 تحالفا و109 أحزاب، إلى جانب مستقلين، سيخوضون سباق الانتخابات للفوز بـ329 مقعدا في البرلمان العراقي.
وتتوزع التحالفات السياسية، بين الشيعة والسنّة، وهي: تحالف الصدر الذي يطالب بإخراج القوات الاميركية وبتطبيع العلاقات مع العرب واقامة علاقات جيدة مع الاكراد واحزاب السنة. وتحالف "الفتح" الذي هو على علاقة جيدة بإيران، إنما أضعفته التظاهرات الشعبية لتورطه بجرائم قتل، كما أنه ينفذ اجندة ايران في العراق. وتحالف "قوى الدولة الوطنية" شكله عمار الحكيم وحيدر العبادي خصم تحالف "الفتح"، ويدعو لاخضاع الميليشيات الى الدولة، علاقته جيدة مع تحالف الصدر والاكراد.
اما التحالفات السنية فتتوزع على الشكل التالي: تحالف العزم يقوده خميس الخنجر، وهو على لائحة العقوبات بتهمة الفساد ويرتبط بعلاقة وثيقة مع ايران. وتحالف "تقدم" الذي أنشأه رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي، ويتمتع بعلاقة طيبة مع السعودية. وتحالف المشروع الوطني يقوده النجفي، وهو على علاقة جيدة بتركيا. اما التحالفات الكردية فتتوزع على الحزب الديموقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني مدعوم ايرانياً لأنه ضد العلاقة مع العرب والولايات المتحدة. كيف ستتوزع التحالفات لمواجهة الانتخابات وهل سيكون شعار العراق اولا هو الشعار الذي ستخوض معظم التحالفات الانتخابات تحته؟ وهل يعزف الكاظمي عن الترشح للانتخابات النيابية بعدما امتنع عن تشكيل تحالف انتخابي حتى الان، ويتجه لابرام اتفاق مع مقتدى الصدر ينسحب بموجبه من الانتخابات شرط اعادة انتخابه رئيسا للحكومة لولاية ثانية؟
مصادر مطلعة أكدت لـ"المركزية" "ان الكاظمي قد يترشح لكنه حتى الساعة لم يحسم أمره. وقد يتم الاتفاق معه كي يشكل الحكومة والا يترشح الى الانتخابات"، مشيرة الى ان أهمية الكاظمي انه مستقل في حين ان الآخرين لديهم توجهات سياسية، فنوري المالكي وهو رئيس حكومة سابق مثلا يتبع ايران وهو ايراني الهوى مئة في المئة، أما الصدر فمتمرد، ولديه الكثير من "الطلعات" و"النزلات" ويتمتع بعلاقات وثيقة مع ايران إضافة الى علاقاته العربية، لكن في الداخل العراقي يعتبرونه متطرفا متأرجح في مواقفه".
واشارت الى ان الامور لم تحسم حتى الساعة حول الانتخابات، والكاظمي يدرس الوضع بدقة، وقد يترشح كما قد يعزف عن الترشح. والسبب أنه قد يعود رئيسا للحكومة بسبب علاقاته الجيدة مع الولايات المتحدة والسعودية والدول العربية اضافة الى علاقاته مع ايران التي لا يمكنه قطعها. فالايرانيون يعلمون ان الود ليس كبيرا بينهم وبين الكاظمي، لكن رغم ذلك، اذا حصلت تسوية في العراق او في المنطقة ككل، فقد يأتي رئيسا للحكومة لولاية ثانية بفضل علاقاته الجيدة مع كل الاطراف وليس كغيره الذين تقتصر علاقاتهم على طرف دون آخر. كما ان حكومته نجحت في تعرية الفساد، صحيح انه لم يتمكن من القضاء عليه، لكنه على الأقل دل على مكامن الخلل ويسعى الى معالجة الأمور بحكمة وروية ويسير بانتباه بين الألغام منعاً لانفجارها، هو الذي تمكن من إحداث نقلة على اتجاهات عدة، مستتثمرًا علاقاته الشخصية مع رؤساء الدول وقادتها، وهو ما انعكس سريعًا على الوضع الداخلي، حيث بدأ بإصلاحات جدّية لواقع الاقتصاد، وعقد حزمة تفاهمات واتفاقات في هذا الإطار، فضلًا عن الحراك الدبلوماسي المكثف لإبعاد العراق عن سياسة المحاور، وتحويله إلى نقطة التقاء.