التحالف الانتخابي "القواتي- الاشتراكي" هل يتمدد الى الساحة السنية؟
في أول شباط الجاري أعلن "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب القوات اللبنانية" تحالفهما في الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك خلال زيارة قام بها عضوا "اللقاء الديمقراطي" النائبان أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، موفدين من رئيس الحزب وليد جنبلاط، إلى معراب. وبعد اللقاء أكد شهيب أن ما يجمعهما "نظرة مشتركة لنرى وطنا ننتمي اليه تسوده العدالة والحرية وكرامة الانسان لا منصة او ساحة لآخرين، من هنا أهمية الاستحقاق الانتخابي المقبل قريبا الذي نراه فرصة كقوى سيادية مع شخصيات وقوى وطنية من اجل التغيير الحقيقي والعدالة الاجتماعية ومن اجل السيادة وحماية الدستور وصون الحريات".
وفي 11 شباط، عقد اجتماع ثان في معراب بين جعجع وكل من النائب المستقيل مروان حمادة واكرم شهيب، موفدين من جنبلاط، وتمحور اللقاء حول ضرورة تثبيت التحالف السياسي بين الجانبين، واستكمال الاتصالات لإنجاز اللوائح في الأيام المقبلة.
تؤكد مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان اللقاءات مستمرة بين الفريقين لبحث الموضوع الانتخابي في الجبل، وتأكيد التنسيق والتعاون، لكن موضوع تشكيل لوائح مشتركة في الشوف وعالية وبعبدا لم يحسم بعد، حيث تشير المعلومات الى تشكيل لوائح مستقلة ضمن التعاون بين الحزبين.
وفي هذا الإطار، يؤكد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله لـ"المركزية" ان "ما يربطنا بالقوات ليس فقط الانتخابات إنما ايضا مصالحة الجبل بين البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والعيش الواحد والحفاظ عليه، إضافة إلى عناوين سيادية وطنية مشتركة. لذلك تتجه الاجواء نحو حلف انتخابي مع القوات في الجبل تحديدا. تبقى بعض اللمسات التي تحتاج الى بعض الوقت لإنهائها في بعض المناطق وبعض المرشحين".
وردا على سؤال حول التحالف في الشوف وعاليه وبعبدا يجيب: "عندما نتحدث عن تحالف انتخابي، لا يمكن أن يتم هذا التعاون من دون لوائح مشتركة، خاصة في ظل هذا النظام الانتخابي، بغية تأمين حواصل انتخابية أكبر للفوز بعدد أكبر من النواب، وهذا ينطبق على جميع الافرقاء".
وعما إذا كان هناك من زيارة قريبة لجنبلاط الى معراب للقاء جعجع يقول عبدالله: "أؤكد ان الزيارات قطعت شوطا كبيرا، واللقاءات دورية بين المندوبين من الطرفين الذين يتعاطون في الموضوع الانتخابي، كما أننا ننسق مع المعنيين بالملف الانتخابي في "القوات" على صعيد مركزي ونعالج كافة الامور".
ولكن...ماذا عن التحالف القواتي- الاشتراكي مع قيادات سنية وهل هو واقعي، اذ اعتبرت أوساط سياسية أن "بعد عزوف الرئيس سعد الحريري وتياره عن العمل السياسي وبعد المؤتمر الصحافي للرئيس فؤاد السنيوره وقوله ان موضوع ترشحه هو قيد درس جدي، بات من الممكن احياء تحالف انتخابي سيادي بين "القوات" و"الاشتراكي" والسنيورة وبعض القوى السياسية من المجتمع المدني. وتؤكد الاوساط أن الاتصالات مستمرة بانتظار إشارة من الخارج بعد مبادرة الكويت، وخصوصا من السعودية التي لم تعط جوابا حتى الآن، لافتة الى ان مسؤولين من الاشتراكي والقوات وشخصية مقربة من السنيورة سيزورون الرياض قريبا للبحث في استنهاض الحالة السنية انتخابيا". وحول الموضوع يقول عبدالله: "في ظل الجو العام المهيمن من الطبيعي ان يكون هناك جو تنسيقي على صعيد الساحة الاقليمية العربية الوطنية بعد اعتكاف الرئيس الحريري. إنما فيما يخص التحالف مع السنة، ليس هذا المطروح. هناك ساحة سنية، قسم كبير منها كان يعطي ولاءه لتيار المستقبل. لكن بما ان تيار المستقبل غير منخرط في العملية الانتخابية، فإن البيئة التي كانت تحتضنه ستفرز شخصيات، يجب ان نكون الى جانبها ومتحالفين معها، لكن ليس في إطار "المستقبل" أو أي إطار آخر، انما أشخاص من هذه البيئة التي تشبهنا أكان في اقليم الخروب او راشيا او بيروت. أما عن زيارة الوفد الى السعودية فلا معلومات لدي حول الموضوع".
ويشير عبدالله الى ان "الاهم ان تتحضر الآليات الانتخابية وان تكون الامور التقنية جاهزة، خاصة في اقلام دوائر النفوس وعدم التأخر في إصدار بطاقات الهوية، خاصة في هذا الجو الاستثنائي حيث يعتكف الموظفون عن العمل ويداومون مرة في الاسبوع. والامر نفسه ينطبق على الاغتراب، حيث تجب معالجة وتصحيح الاخطاء العفوية او المدروسة في بعض الاحيان كما حصل عام 2018".
ويختم: "هذا استحقاق دستوري يجب ان يحصل في موعده ومحطة لكل الافرقاء السياسيين أكان في السلطة او الاحزاب التقليدية او الحراك الثوري الجديد. على الفريق السياسي الذي أصبح هناك شك بشرعيته، ان يجدد شرعيته ويُظهر حجمه، كما ان على الفرقاء الجدد على الساحة السياسية الذين يعتبرون انفسهم بديلا عن السلطة الحالية، ان يثبتوا انفسهم أيضاً، ونتمنى ان يدخلوا الى المجلس النيابي ويقوموا بتغيير خارج إطار الاحزاب التقليدية".