التيار العوني حسم أمره: مرشحون فعليون و"سنّيدة"
كتب وليد حسين في المدن:
يصارع التيار الوطني الحر للحفاظ على مقعد نيابي في جزين والمقعد الثالث في المتن والمقعد الثاني في كسروان-جبيل. فالخلافات بين المرشحين الحزبيين والحلفاء كبيرة في هذه الدوائر وتحول دون تمكن "التيار" من الاحتفاظ بهذه المقاعد. ففي جزين، لم يتمكن "التيار" من جمع أصوات النائب زياد أسود مع أصوات أمل أبو زيد للبحث عن حليف سند في صيدا للفوز بمقعد ماروني. وفي جبيل لم يتمكن من جمع أصوات النائب السابق وليد خوري مع أصوات النائب سيمون أبي رميا لرفع حظوظ اللائحة لنيل حاصلين انتخابيين، بعد إيجاد مرشحين سند للوزيرة السابقة ندى البستاني في كسروان. وفي المتن يصعب إرضاء النائب إبراهيم كنعان لخوض معركة المقعد الكاثوليكي من خلال دعم النائب ادغار المعلوف بوجه مرشح القوات الوزير السابق ملحم رياشي. هذا فضلاً عن حاجة "التيار" لحليف متني يعزز نيل اللائحة الحاصل الثالث.
أسود مرشح التيار
لذا، تقرر أخيراً إرضاء زياد أسود من خلال تثبيته كمرشح وحيد لـ"التيار" في جزين، وإبراهيم كنعان كمرشح أساسي لترؤس اللائحة في المتن، وتكريس سيمون أبي رميا كمرشح وحيد لـ"التيار" في جبيل، وفق ما أكدت مصادر بـ"التيار" لـ"المدن".
وتضيف المصادر بأن ترشيح أسود في جزين يرضي القاعدة الحزبية التي تناصر النائب الجزيني، فيما يذهب أمل أبو زيد لخوض معركته إلى جانب إبراهيم عازار والثنائي الشيعي. وبهذه الطريقة يرضي "التيار" الخصمين ويتجنب الصراعات داخل الحزب.
تسليم مفاتيح جزين لحزب الله
لكن استراتيجياً، الفوز في جزين وفق معادلة الأصوات سيكون من نصيب أبو زيد، لأن لائحة الثنائي الشيعي تنال حاصلين، فتذهب حكماً للمقعدين المارونيين في جزين، على حساب خسارة المرشح السني السند (باللغة الانتخابية العامية مرشح سدّة) في صيدا. أما ترشيح أسود فيكون مجرد إرضاء له لـ"حرق" أصوات أهالي جزين المدينة. فأهالي جزين يصوتون عادة لابن المدينة كي يكون النائب من حصتهم. ويصوتون لعازار ولمرشح آخر من المدينة ضمن لائحة قوية قادرة على تأمين نجاحه. وفي حال رشحت القوات ابن المدينة سعيد الأسمر يكسب جزءاً كبيراً من أصوات أهالي المدينة في حال عدم ترشح أسود. لذا، يُعتبر ترشّح أسود مجرد استراتيجية لحرق الأصوات، في سبيل إسقاط مرشح القوات.
وتعلق مصادر معارضة لـ"التيار"، بأن ترشيح أسود لفوز أبو زيد، يعني تسليم مفتاح مدينة جزين لحزب الله، الذي سينتزع نائباً من المدينة، لصالح أبو زيد ابن بلدة مليخ. ولن يعود هذا المقعد إلى جزين لعشرات السنوات.
جبيل وكسروان
وأسوة بجزين، يخوض التيار المعركة في جبيل بالنائب أبي رميا، ويتم إرضاء النائب السابق وليد الخوري بترشحه على لائحة فريد الخازن، كما أكدت مصادر "التيار".
ولتعويض جزء من أصوات الخوري، قد يكون المرشح السند جان لوي قرداحي في ساحل جبيل. لكن التيار يحتاج إلى مرشحين سند في كسروان لرفع حظوظ اللائحة إلى حاصلين. ولذا قرر "التيار" دعم الوزيرة ندى البستاني بترشيح مالك أبي نصر لتمويل اللائحة أولاً واستقطاب أصوات والده ثانياً، وكذلك ترشيح رئيس بلدية غزير السابق إبراهيم الحداد. ومع مرشح حزب الله في جبيل رائد برّو يقترب حظ اللائحة من المقعد الثالث.
التخلي عن المعلوف
أما في المتن فقد حُسم ترشيح النائب الياس بو صعب عن المقعد الأرثوذكسي على أن يترأس النائب إبراهيم كنعان اللائحة. وتضيف المصادر بأن ترؤس كنعان اللائحة يفتح المجال للمرشح المتمول سركيس سركيس للدخول إليها. فالتيار بحاجة لحليف وممول كي يرفع حظوظ لائحته للمنافسة على المقعد الثالث، والذي وفق معادلة توزع قوة باقي الأحزاب، سيكون مارونياً، ما يناسب سركيس. وهذا يعني التضحية بإدي المعلوف عن المقعد الكاثوليكي، طالما أن المعركة على هذا المقعد ستؤدي إلى صراعات لا تنتهي.
لكن مصادر متابعة لتشكيل اللوائح في المتن، أكدت أن سركيس ما زال يرفض الدخول إلى اللائحة. ويشترط ترشيح "التيار" القيادي هشام كنج عن المقعد الأرثوذكسي الثاني إلى جانب بو صعب. فوفق بعض الحسابات ما زال نصيب "التيار" يدور حول حاصلين انتخابيين. وبترشيح كنج يضمن سركيس توزيع "التيار" أصواته على أربعة مرشحين، ما يعزز فرص نجاحه وعدم تكرار تجربة انتخابات العام 2018، عندما انتهى به المطاف إلى مجرد مرشح سند.