السياديون يرصّون الصف: هل يتوحّدون انتخابيا لانقاذ هوية لبنان؟
من حيث الشكل والمضمون والتوقيت، كان اجتماع الجبهة السيادية امس وما صدر عنه لافتا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". على صعيد الصورة، وبعد انفراط عقد قوى 14 اذار، تبدو الجبهة التي تضم على طاولة واحدة مكوّنات واحزابا وشخصيات "سيادية" متنوّعة، من خلفيات مناطقية ومذهبية متنوّعة ايضا، بدأت تتمأسس فعليا، و عُودُها آخذ في الاشتداد. اما من حيث المضمون، فقد تمكّنت هذه الاطراف، من الالتقاء على مواقف مشتركة جامعة بينها سياسيا، وعلى قراءة شبه موحّدة لواقع لبنان وأسباب أزماته وكيفية حلّها، ولموقعه ودوره اقليميا ودوليا.
بيان "الجبهة" الذي تلاه رئيس حركة الاستقلال ايلي محفوض، جاء فيه "في ظلّ تفاقم الأزمة المعيشية الضاغطة وإفقار اللبنانيين وتهجيرهم لم يتوانَ رئيس الجمهورية في إبداء الرغبة بتمديد ولايته ورفض تسليم القصر الجمهوري رغم كلّ المآسي التي يتخبّط بها الوطن". وأضاف: نرفض معادلة "مدّدلي تمدّدلك" بين الرئاسة ومجلس النواب وهذا التمديد هو لاحتلال الدولة بفعل الاستقواء بالسلاح وقد أوصل هذا الاحتلال الوطن والجمهورية إلى ما بعد قعر جهنّم والتمديد لأيّ من مكوّنات الطاقم الحالي في لبنان يعني التمديد للإحتلال الإيراني وأدواته في الداخل. وتابع: أيّ تمديد سيتم التعامل معه كانقلاب وعليه تُعلن "الجبهة السيادية من أجل لبنان" مقاومة أيّ شكل من أشكال التمديد للمجلس النيابي والدفع بقوة لإجراء الانتخابات النيابية من دون إبطاء". وأعلنت "الجبهة": سنرفض وسنقاوم كلّ محاولة للتمديد لرئيس الجمهورية وأي محاولة التفاف لتمديد الإقامة في القصر الجمهوري تحت أيّ ظرف أو ذريعة".
اللواء اشرف ريفي كان حاضرا، تماما كما ممثلة للرئيس ميشال سليمان هي الوزيرة السابقة اليس شبطيني. حزب الوطنيين الاحرار ايضا شارك، كما حزب القوات اللبنانية بما ومن يمثّل وطنيا ومسيحيا، تتابع المصادر. وقد قال ممثل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط في كلمته "البلد ليس بخير لأنّ ثنائي مار مخايل خطف اللبنانيين واستطاع أن يوصل رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون إلى سدّة الرئاسة بعدما تخلّى عن العديد من التزاماته". وتابع: عون يجلس في رئاسة الجمهورية والقرارات المصيريّة في مكان آخر مع الأسف ونحن نريد الانتخابات لأنّها واجب وطني وهي مصيريّة لنقرّر أيّ بلد نريد ولإسقاط ثنائية مار مخايل ونريد الحفاظ على المؤسسات و”بدنا نعيش بلبنان يلّي بيشبهنا". وأضاف "الانتخابات يمكنها أن تُغيّر إذا استطعنا أن نُدخل إلى مجلس النواب أكثرية "نظيفة" لرفع هيمنة “حزب الله" عن الوطن ونوصل بذلك رسالة للمجتمع الدولي بأنّ هناك فئة كبيرة من اللبنانيين ترفض هيمنة السلاح". وتوجه لنعيم قاسم قائلًا "لا يمكننا العيش بشروطٍ ممانعة و”إنتو أخدتو البلد على جهنّم وبثقافتكم دمّرتوا الوطن". ولفت الحواط إلى أن "بعد الانتخابات لا بدّ من تشكيل حكومة من أشخاص وطنيين سياديين لا يعملون من أجل أجندات خارجيّة ثمّ رئيس جمهورية يشبه السياديين ويؤمن بالمؤسسات والدستور "لا رئيس بساير وبساوم مغطّى منظومة أوصلت البلد إلى الفقر والتعتير".
بحسب المصادر، هذه الاجتماعات يجب ان تُكثّف بهدف خلق توازن مع "الحالة الصفراء" التي فرضها حزب الله على لبنان ونقله البلاد من موقع الى اخر اقليميا، وهي توجّه رسالة ايجابية ومشجّعة للعرب والخليجيين والمجتمع الدولي، الرافضين جرَّ بيروت الى الخندق الايراني، بأن ثمة في لبنان قوى حيّة تقول "لا" للحزب. كما انها تخلق جوّا "سياديا" في الداخل عشية الانتخابات التي ممنوعٌ تأجيلها، وهي – اي الاجتماعات – تستنفر الرأي العام للتصدي لاي محاولة لتطيير الاستحقاق.
لكن يبقى الاهم، ان تُتوّج هذه اللقاءات برصّ للصف السيادي قبل الانتخابات، وبشبك الايدي بين هذه "الجبهات" العديدة، وبين كلّ مؤمن بأولوية رفع الوصاية الايرانية عن لبنان... فتخوض هذه القوى الانتخابات جنبا الى جنب، لتحقّق التغيير المرجوّ وتنقذَ لبنان شعبا واقتصادا وكيانا وهويّة. ففي الاتحاد قوّة، اما تعدُّد الرؤوس واللوائح، وتشتُّت الصفوف والاصوات، فسيقدّم الاغلبية الى الحزب من جديد، على طبق من فضّة.. وعندها لا ينفع الندم، تختم المصادر.