القوات والكتائب يلتقيان في الانتخابات؟
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
علاقة الكتائب والقوات، وتحديداً تلك القائمة بين رئيسي الحزبين النائب المستقيل سامي الجميّل والدكتور سمير جعجع تتخطّى الخلاف السياسي التقليدي، نظراً للموروثات التاريخية التي تحكم علاقة الطرفين اللذين يحملان الافكار السياسيّة نفسها.
فالأول شاب طموح له رؤية متمردة على المنظومة القائمة، أما الثاني فيرى نفسه أنه الزعيم السياسي المستقبلي للطائفة المارونية، بحكم خبرته ونضاله الطويلين لتحصيل حقوق الطائفة ولبنان ككل.
كما انّ الكتائب لا تعتبر نفسها في هذا المضمار في حالة مواجهة مبدئية مع القوات اللبنانية تحديداً، ولكنها في موقع خلافي عميق مع التسوية الرئاسية التي حصلت في العام 2016، ومع جميع أركانها بدون إستثناء بالنظر لما كان لها من آثار تدميريّة على الكيان اللبناني.
في المقابل، يرى مراقبون أنّ الهدوء النسبي الذي طفا على السطح مؤخراً بين حزبيّ القوات والكتائب لا يمكن قراءته بعيداً من أجواء الانتخابات النيابية المقرر إجرائها في شهر أيار المقبل، والتي بدأت الماكينات الحزبية تتحرك استعداداً لها، وتشير المعطيات انّ هناك هدنة مستجدّة بين الطرفين لربما تُحضر الى مفاجأةٍ ما.
في المقابل، يرى الكتائبيون أنّ الانتخابات ستكون استفتاء بين فريق السلطة والفريق المعارض، لجسّ نبض الشارع والبناء عليه في إطلاق عملية تغيير شاملة، وفي الوقت عينه ينظر القواتيون الى ان لا إمكانية لأيِّ تلاقٍ أو تحالف مع الكتائب.
لكن في المقلب المنطقي للامور، انّ لوحة الفسيسفاء الانتخابية والتحالفات والتناقضات، ستحوّل المعركة الى "أم المعارك"، وكل له حساباته الخاصة، وفيها معركة "كسر عظم"، ستكون مثلاً على أحد المقعدين المارونيين في دائرة صيدا - جزين بين التيار البرتقالي وبين النائب ابراهيم عازار، ويؤكد المتابعون اننا سنشهد تحالفاً قواتيّاً كتائبيّاً على هذا الصعيد، بوجه تحالف التيّار الحر مدعوماً من الدكتور عبد الرحمن البزري والجماعة الاسلاميّة.
وبحسب الخبراء الانتخابيين إنّ حضور الكتائب الشعبي أضعف من القوات، إنّ كان في دوائر الشمال الثالثة أو زحلة أو بعبدا أو الشوف - عاليه، ما يعني أنّ الأصوات التفضيلية ستؤول إلى مُرشحي القوات، ومن المُمكن أنّ يتفاوضا حول مقعد كسروان، حيث أصواتهما شبه متساوية، فيكون المقعد في هذا القضاء للكتائب ومقعد جبيل للقوات. أما في المتن، ملعب آل الجميّل الرئيسي، فأيّ تحالف، يعني أنّ الكتائب ستخسر مقعداً من حصتها، وهي القادرة على تأمينها بقوتها الذاتية.