"القوات" ونديم الجميّل "يُطلّقان" إنتخابياً... والعين على فرعون
كتب ألان سركيس في نداء الوطن:
تشتدّ الحماسة في معركة بيروت الأولى، إذ إن «خياطة» اللوائح تجري على قدم وساق، وسط حالة من التشويق ستكشف الأيام والأسابيع المقبلة خيوطها.
ستكون معركة المقاعد المسيحية الثمانية في بيروت الأولى من الأشدّ، ففي هذه الدائرة التي دُمّر قسم كبير منها في انفجار 4 آب، هناك عناوين عدّة وأحداث تجرى مراقبتها، وهذه الأمور تتمثّل في قدرة المجتمع المدني على التواجد والخرق، إذ إنه نجح فقط في الخرق في آخر إنتخابات في هذه الدائرة وفازت النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، لذلك فإن الأنظار تتّجه إلى قدرة المجتمع المدني على التوحّد أولاً والخرق ثانياً.
أما المعركة الثانية في هذه الدائرة فتتمثل في مدى قدرة «التيار الوطني الحرّ» على الحفاظ على وجوده، فقد حصد في العام 2018 بالتحالف مع «الطاشناق» والراحل مسعود الأشقر وتيار «المستقبل» 4 مقاعد.
وبالنسبة إلى المعركة الداخلية الثالثة، فتتمثّل بمدى حفاظ «الطاشناق» على سلطته داخل البيئة الأرمنية وهي بالطبع تنخفض عن برج حمود والمتن، فعند بداية موجات الهجرة الأرمنية بعد المجازر إلى لبنان، سكن مَن والى «الطاشناق» في المتن، بينما تمركزت بقيّة الأطراف في بيروت، ودخل «الطاشناق» بقوة إلى بيروت، لكنّ لأحزاب اليمين المسيحي والمعارضة الأرمنية تواجدها أيضاً.
أما المعركة الرابعة فهي إثبات «القوات اللبنانية» أنها من صلب نسيج الأشرفية وقادرة على الفوز بالمقعد الأرثوذكسي للمرة الثانية نظراً إلى ما لهذا المقعد من رمزية كبيرة، في حين سيحاول النائب المستقيل نديم الجميل الحفاظ على وجوده أينما حلّ.
وبالنسبة إلى المعركة الخامسة، فهي تتمثل بقدرة القوى البيروتية على إثبات حضورها، من فرعون إلى الصحناوي وكذلك معرفة إتجاه مؤيدي مسعود الأشقر.
وفي المعلومات الإنتخابية فإن الطلاق الحبّي وقع بين «القوات» ونديم الجميل، إذ إن كل مكوّن سيكون على لائحة، وبات واضحاً أن الجميل سيتحالف مع رجل الأعمال أنطون الصحناوي، وهناك حديث مع الجو الموالي للأشقر كي ينضم أحد المرشحين إلى لائحتهما.
ومن جهة «القوات»، فان نجم اللائحة يبقى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني الذي يتواجد في المجتمع الأرثوذكسي وبين القواتيين وأهالي الدائرة، وتجرى مفاوضات جدية مع فرعون لضمه إلى اللائحة خصوصاً ان أنطون الصحناوي سيدعم النائب جان طالوزيان المرشح عن مقعد الأرمن الكاثوليك، وبالتالي فإن انطون الصحناوي لن ينافس فرعون كاثوليكياً.
ويُجري فرعون حساباته جيداً، وقد يكون مفاجأة الدائرة من حيث انضمامه إلى «القوات» أو عزوفه عن الترشيح، في حين أن خوضه المعركة مع «القوات» سيرفع حظوظ فرعون واللائحة بتثبيت حاصلين.
وتبقى معركة فرعون مع مرشح «التيار الوطني الحرّ» الكاثوليكي نقولا الصحناوي الذي انفصل عن «الطاشناق» إنتخابياً، إذ ستكون هناك لائحة للأخير وأخرى لـ»التيار»، وسط الحديث عن إمكان مدّ الحزب الأرمني للصحناوي ببعض الأصوات في حال أظهرت الأرقام أنه غير قادر على الوصول للحاصل لوحده.
وبالنسبة إلى المجتمع المدني، فإن الأكيد أن يعقوبيان ستقود لائحة، في حين أن هناك مخاوف من تشتت قوى المجتمع المدني وتشكيل أكثر من لائحة ما يضرّ بمعركتهم ويُجزّئ الأصوات، خصوصاً وأن دعم «الكتائب» سيذهب إلى نديم الجميل.
ولا بدّ من النظر إلى نسبة التصويت، وهل ستكون متدنية مثل الإنتخابات الماضية أم انه يتم العمل على رفعها خصوصاً وأن اعتكاف تيار «المستقبل» ومن يدور في فلكه لن يترجم على الأرض؟ من هنا فإن كل الإحتمالات مفتوحة على مصراعيها.