الكتلة الوطنية خارج الإنتخابات لأول مرّة بفعل سوء الأمانة
وكأن العميد العنيد ريمون إدّه يسأل من عليائه ما الذي حلّ بالوزنات التي ائتمنتكم الحفاظ عليها ؟ كيف لحزب الأوادم الذي لم تلطخ أيديه بدماء الأبرياء ولا بمال السرقات والصفقات أن يحذف من الميدان الإنتخابي في الإنتخابات النيابية للعام 2018 ؟ لأول مرة في تاريخ لبنان الحديث يخرج حزب العميد ريمون إده رسميا من حلبة السباق للدخول إلى الندوة البرلمانية فيما طيفه يرفرف على الكثير من الخطب الإنتخابية والمشاريع المقدمة من خلال الولوج إلى أفكار العميد العنيدة وصبوها إلى الدولة الحقّة.
مؤسف بالفعل الإهتراء الذي أصاب هذا الحزب العريق، والذي أوصل إلى شبه غياب تام عن الساحة الوطنية، اهتراء أخذ منحى انحداريا تراكميا منذ قرر من نصّب نفسه وريثا سياسيا للعميد، أي السيد كارلوس إده، أن يحكم قبضته على رقبة الحزب ليقطع عنه النفس السياسي ويشاهده يلفظ أنفاسه الأخيرة ببطئ شديد. لم يقوى الأعداء على إسكات صوت الكتلة الوطنية في أصعب الظروف ورغم النفي والإبعاد ومحاولات الإسكات، لم يتوقف العمل السياسي في الحزب. لكن كارلوس فعلها وبدم بارد وحقق الهدف الذي لاطالما سعى إليه أعداء لبنان وأخصام العميد أن يروا الحياة السياسية اللبنانية من دون الكتلة. وما يزيد في القلب حسرة هو وجود الهامات والشخصيات السياسية المرموقة من مدرسة العميد، والمشهود لها بحضورها الوطني لمجرد أنها عرفته وتتلمذت على يديه، تبقى هذه الشخصيات محرومة من الحركة الحزبية في داخل الحزب لكونها تمكنت من فرض نفسها على الساحة الوطنية وتشكل في مكان ما خطرا على تركة كارلوس إده.
يعاني محبو العميد العنيد من حرمان سياسي يمتزج بشوق لمنبر الحق والصوت العالي نصرة للبنان المؤسسات ودولة القانون. يشتاقون لخمرة النضال النظيف وخبز التضحيات الجلال التي تقاسموها مع العميد ريمون إده وحرموا منها اليوم. وأمام هذا الواقع المرير للحزب الكبير، "يدور العميد ريمون إده في قبره" بفعل من يغتاله سياسيا ومعنويا اليوم وكل يوم يمر وحزبه خارج معركة استعادة الدولة... يلوّح بيديه ويقول: "سلمولي عالأوادم بلبنان".