المعركة العونية بالمتن كاثوليكية: إدي المعلوف لكسر ملحم رياشي
كتب وليد حسين في المدن:
إدارة توزيع الأصوات
رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع يعرف كيف يخوض معركته. يعلم بالخلافات الموجودة بين مرشحي "التيار" وجشع كنعان لحصد الأصوات وعدم قدرة "القيادة" على إدارة معركة توزيع الأصوات. لذا قرر التحدي بالمقعد الكاثوليكي الذي يعتبر أهم المقاعد للتيار نظراً لأن الذي يحتله اليوم ابن الأوفياء للعونية، النائب إدغار المعلوف، كما تقول مصادر "التيار".
هذا التحدي يدفع قيادة "التيار" إلى حسم القرار وتسلم زمام الأمور في كيفية إدارة توزيع الأصوات، كما تقول المصادر. فخوف كنعان الدائم الذي يدفعه لحشد الأصوات التفضيلية لشخصه غير مبرر. بل العكس صحيح، هذا الخوف من شأنه سقوط مرشحين أساسيين على حساب فوز مرشحين آخرين على لائحة التيار. لذا يريد "التيار" إدارة المعركة استراتيجياً كي يفوز المرشحون الأساسيون. وهذا لا يتم إلا من خلال إدارة ذكية لتوزيع الأصوات على المرشحين.
لا تضحية بكنعان
وتضيف المصادر أن كنعان شخص "جشع" بطلب الأصوات كلها له، ما يؤدي إلى مشاكل مع باقي مرشحي "التيار"، بينما المطلوب التنسيق الجيد مع القيادة لإدارة المعركة. ورغم أن كنعان من بين كل نواب التيار الأكثر تراجعاً، حسب الإحصاءات الداخلية، إلا أن "التيار" لا يريد التضحية به ولا بغيره من المرشحين. بل يريد تعاون الجميع، خصوصاً أن المعركة، كما تبدو حالياً في المتن، ستكون بين الأحزاب، في ظل تشتت وتضعضع المعارضة. وهذا يرفع حظوظ "التيار" بحصد المزيد من المقاعد، طالما أنه ما زال الأقوى في المتن، رغم تراجع شعبيته، كما تعترف المصادر.
معركة المقعد الكاثوليكي
ووفق المصادر يريد "التيار" خوض معركة المقعد الكاثوليكي، وستكون الأمور سهلة على المستوى الداخلي في حال لم يترشح الوزير والنائب الياس بو صعب. وهو سيحسم قراره النهائي خلال أسبوع، مع ترجيح عزوفه عن الترشح ودعم لائحة التيار وتحديداً المعلوف. وقد بحث بو صعب في السابق عن خيار دعم لائحة شبابية معارضة، تحدث الفرق في الدائرة وفي لبنان، في ظل الامتعاض الشعبي من الأحزاب. وانتظر تشكيل لائحة من القوى التغييرية لدعمها من خلال عزوفه عن الترشح، أو دعمها مباشرة، لكن لم تتشكل أي نواة لائحة، تحمل هذه المواصفات.
وتضيف المصادر أن بو صعب قد يعود ويترشح على لائحة التيار، خصوصاً أن هناك تمنيات عليه من باسيل والرئيس عون بأن يخوض المعركة ترشحاً. لكنه ما زال يدرس خياراته، مؤكداً عدم ممارسة ضغوط عليه من أي طرف داخلي أو خارجي، لا شرقاً ولا غرباً، للترشيح من عدمه.
مصادر أخرى تؤكد أن بو صعب يريد الترشح لكنه "يتغنج" لتخفيف تكاليف الحملة الانتخابية التي سيلقيها باسيل على عاتقه من ناحيه، ولوضع حدود لمطامع كنعان من ناحية ثانية. ويستفيد باسيل من هذا الغنج لفرض شروط على كنعان.
كنج-كنعان
لكن في حال عدم ترشح بو صعب يسهل على التيار خوض معركة المقعد الكاثوليكي للنائب المعلوف. إذ يصار إلى ترشيح القيادي هشام كنج (معتكف منذ أكثر من أسبوع بسبب مشاكل داخلية) عن المقعد الأرثوذكسي عوضاً عن بو صعب، ويتم تجيير الأصوات للمعلوف. لكن هذا الخيار قد يؤدي إلى نشوب مشكلة بين كنج وكنعان، في حال لم يقبل الأخير بإدارة قيادة "التيار" استراتيجية توزيع الأصوات التفضيلية. ورغم أن كنعان له قاعدة شعبية خاصة إلا أن أصواته الحزبية، حسب معادلة توزع المجموعات الحزبية في التيار، متداخلة مع أصوات كنج، بينما أصوات المعلوف مختلفة حزبياً عنهما.
يعترف التيار بتراجع شعبيته لكنه يعول على ضعف قوى المعارضة وضعف الشخصيات والزعمات المحلية، وهناك تواصل مع حزب الطاشناق لتشكيل لائحة مشتركة، كما تؤكد المصادر. لكن مصادر متابعة للشأن الانتخابي بالمتن أكدت أن المتمول سركيس سركيس والطاشناق وميشال المر، حفيد الراحل ميشال المر، يعملون على وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لائحة مشتركة، وستنضم إليها شخصية خرجت من التيار الوطني الحر، وسط توقعات برفع حظوظ اللائحة لحصد مقعدين.