الياس المرّ يعترف بعدم نضوج ابنه
ليس بالأمر الجديد في المشهد السياسي التقليدي أن يتسلق أي وريث سياسي سلّم السلطة على ظهر من سبقه في ما يعرف بالبيت السياسي. وغالبا ما يسعى الغلام الداخل على حلبة السياسة، من باب "أنا ابن فلان وحفيد علّان"، إلى محاولة الايحاء بأنه ناضج ما فيه الكفاية وهو سيّد قراره وليس مجرّد أداة بيد اهله.
إلا أن السيد الياس المر ونجله ميشال لم يتكبدا عناء محاولة الايحاء بأن الأخير مفطوم سياسيا، إذ يصر المرّ الأب على عدم ثقته بابنه وهو ما بات مؤكدا بفعل ملازمته في كل خطوة يقوم بها.
لو كان "ميشال الياس ميشال المرّ" ناضج ما فيه الكفاية بعين أهله، لما استدعى مرافقته والده الياس المرّ وعمّته ميرنا المرّ أبو شرف إلى مركز الطاشناق وحصر الكلمة السياسية بعد اللقاء بالأب فقط والتزام الابن الصمت والمراقبة.
ولو كان المرّ الأب يثق بـ"ميشال الياس ميشال المرّ" لما تردد في السماح له بأن يزور رئيس الجمهورية ميشال عون من دون مواكبة وحضور وإشراف الأهل.
ولو كان المرّ الأب يثق بحنكة "ميشال الياس ميشال المرّ" لما فكّر مرتين قبل السماح لابنه بزيارة الرئيس نبيه برّي وترك الأمور لـ"ميشال الياس ميشال المرّ" لكي يبادر ويناور ويبهر الرئيس برّي بحنكته السياسية.
لو كان المرّ الأب يثق بـ "ميشال الياس ميشال المرّ" لالتزم الصمت في إعلان الترشيح واكتفى بالتأمل بخطاب "ميشال الياس ميشال المرّ" وما له من وقع مزلزل على الساحة الوطنية والاقليمية وما تضمنه من مبادرات ورؤى سياسية .
وقد أتى احتفال إعلان الترشيح ليؤكد المؤكد، إذ أصر الياس المرّ بأن تكون كلمته فوق كلمة ميشال الحفيد، إضافة إلى توسطه الحضور في المؤتمر الصحافي.
وهنا نسأل إذا كانت هذه حدود ثقة الأب بابنه فكيف لنا أن نثق نحن به ونسلّمه مستقبل أولادنا وبلادنا؟ لقد مرَّ علينا الكثير من الويلات في هذا البلد وعشنا ومازلنا نعيش الزمن المرّ منذ عقود وحتى يومنا هذا، وبعد كل ما جرى من تدمير وتفجير وانهيار اقتصادي هل لدينا ترف إضاعة الفرص الأخيرة كرمى لعيون رواد الحضانة السياسية؟
طانيوس شاهين