انتخابات او شراء المقعد النيابي... للمال دوره الاساس
كتبت رانيا شخطورة في اخبار اليوم: الانتخابات النيابية المقبلة تحت المجهر الدولي، يعول عليها لانتاج طبقة سياسية جديدة، وبات البحث عن هذه الوجوه الجديدة للترشح الى المقاعد الـ128 امر اساسي لاحداث التغيير المنشود، كما ان المبعوثين الاجانب الداعمين للمجتمع المدني والـ NGOs، يجرون اللقاءات مع شخصيات راغبة بالترشح من اجل دعمها..
ولكن انطلاقا من القانون الحالي وتركيبة النظام، نصل الى خلاصة مفادها أن "المرشحين غير الميسورين سيواجهون صعوبات في نيل المقاعد النيابية"، بغض النظر عما اذا كانوا يملكون الكفاءة والخبرة والقدرة على الانقاذ، حيث ان الإنفاق الانتخابي غير المتوازن وغير المضبوط، وقد يكون انتشار الفقر والعوز في السنوات الاخيرة مدخلا لـ"شراء المقاعد" بدل الفوز فيها نتيجة للاقتراع.
فوفقا لقانون 2017 كل مرشح ملزم بفتح حساب مصرفي بقيمة 300 مليون ليرة لبنانية، والقانون عينه أتاح له صرف 5 آلاف ليرة لبنانية عن كل ناخب في دائرته.
امام الـ cash flow كلما اقترب الموعد، كلما باتت المعركة معركة المال السياسي بكل المقاييس، وليست معركة التنافس الديمقراطي وتقديم البرامج التي تقنع الناس، اين ستكون امّ المعارك في بلد مقسّم طائفيا!
يرى مرجع سياسي واسع الاطلاع ان "الوضع الأسوأ" سيكون على الساحة السّنية، حيث من بيده مليوني دولار ويستطيع صرفها، يحصد مقعدا، ومن لديه 5 مليون دولار يستطيع اقله ان يحقق فوزا بـ 5 مقاعد من اصل 8 على الساحة الطرابلسية على سبيل المثال.
وعن الاسباب، يعتبر المرجع ان هذه الشخصيات تغطي غياب القيادات السياسية ذات الطابع الواضح وغياب المعارضة الواعدة التي يمكن الاستناد اليها، متوقعا ان مثل هذا الواقع قد يؤدي في المقابل الى مشاركة ضئيلة جدا في الاستحقاق.
واذ يشير الى ان عنصر المال يعود ليلعب دوره الفاعل، يقول: التغيير مطلوب، لكن لغاية اليوم، لا توجد وجوه توحي بالثقة يمكن الرهان عليها أكانت "الثورة" او "المعارضة" قد افرزتها، او أخرى عادت لتثبت نفسها على الساحة السُنية. وفي المقابل الحزب الوحيد الفاعل على الساحة السُنية (اي تيار المستقبل) هو شبه غائب!
اما المزاج الشيعي، فيرى المرجع انه منقسم ما بين بعض المعارضة "الخجولة" والمفرقة التي لا تؤثر، وبعض المعتكفين، وتماسك تحالف حزب الله – "امل"، ولكن في المحصلة النتيجة ستكون نفسها، الا اذا قرر حزب الله ان يخوض المعركة في مواجهة حركة امل من اجل المنافسة بشكل جدي، لكن الوقت لمثل هذه المنافسة لم يحن.
ويقول: على اي حال المعادلة لن تتغير طالما حزب الله هو المسيطر، السبب الرئيس هنا هو وجود السلاح كقوة مهيمنة.
على الساحة المسيحية، يرى المصدر انه حتى اللحظة لم تبرز اي وجوه ممكن ان تحل مكان الاحزاب التقليدية، وبالتالي المنافسة بين هذه الاحزاب ستكون على اشدها كونها لتحديد حجم الكتلة الأكبر تمهيدا لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2022.