انتخابات باليدّ… ولا عشرة حريري على رأس الشجرة!
كتب الزميل شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
يرتكز رئيس التيار الوطني الحّر النائب جبران باسيل على استراتيجية تيئيس الرئيس المكلّف سعد الحريري ومحاولة دفعه إلى التسليم باستحالة تأليف حكومة تحظى بتوقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لينتصر بمستقبله السياسي “الواقف على المِحكّ”.
وساطة مهددة
ففي حسابات باسيل، "انّ الحكومة المقبلة ستتسلم مقاليد الحكم بعد الرئيس عون، وستكون المشرفة على الانتخابات النيابية، وبالتالي من الواضح اعتماده على إجهاض كلّ الوساطات بما فيها المبادرة المترنحة التي يقودها "الخليلين" (المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي لأمين عام حزب الله حسين الخليل) الواقفة على "كفّ عفريت".
ولطالما كل الزيارات الى "البياضة" والضغوطات على باسيل لنّ تفضي إلى ولادة حكومة تستجيب لمطالبه، تحت ذرائع ومسميات تحاكي تحصيل حقوق المسيحيين ووحدة المعايير"في التأليف".
وفي المقلب الآخر، ترى اوساط التيار الوطني الحرّ، "انّ الحريري هو الذي يحاول إحراجنا لإخراجنا من المعادلة السياسية عبر تهميش موقع رئاسة الجمهورية والتمثيل الشعبي للتيار، في حين انه ينسج تفاهمات تحت الطاولة مع المكونات الاخرى على حدّ زعمها".
24 ساعة
الحكومة تتألف خلال 24 ساعة شرط تجديد التسوية السياسية ـ الرئاسية مع باسيل، هذا ما تجزمه مصادر سياسية مراقبة، وتعتبر "انّ الحريري يرفضها مطلقاً، لأنّ ما يفصل عن موعد الإنتخابات النيابية أقل من سنة، وبالتالي لا يستوجب تعديل خطابه السياسي ولا تقديم تنازلات مجانية، وكل مؤشرات الشارع السني تجعله يمضي في هذه الإتجاه بما في ذلك التشجيع العربي والدولي الذي يصب في الخانة ذاتها".
حكومة مكوناتها حاقدة
ورأت في حديثها الى "اخبار اليوم" أن حكومة الحريري المنتظرة وفق ما تسير عليه حتى هذه اللحظة لا تختلف كثيراً عن حكومة حسان دياب، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون.
فكِلاهما "عشرينية" بعدما تخلى الرئيس المكلف عن مطلبه بأنّ تكون مؤلفة فقط من 18 وزيراً، وساير رئيس الجمهورية لتصبح حكومة الـ 24، وان نجح موفد الثنائي الشيعي (امل وحزب الله) في تذليل العقبات، هذا على وقع عمليات "الروتشة والترقيع"، التي ترجح ولادة حكومة عرجاء بفعل الخصومة الحادّة الى درجة الحقد بين كافة المكونات السياسية المتمثلة."
الاعتذار لإعلان الانتصار
وبحسب المصادر عينها، "انّ الغرض من ذلك وضع اليدّ على الانتخابات النيابية، في اعتماد أسلوب اللجوء الى إغراءات الناس بخدمات ووعود بتوظيفات انتخابية، وآخرها اللعب على الوتر الشعبوي فيما خصّ البطاقة التمويلية".
ولفتت، الى "انّ ما سيميّز الانتخابات هذه المرة هو اعتماد أسلوب نافر في التطاول على الشخصيات والتهجّم الشخصي والتهديد بفتح ملفات شخصية، في حين انّ بعض أركان السلطة يعلمون اكثر من غيرهم انّ بيوتهم من زجاج وانّ ملفاتهم حافلة بالارتكابات".
وختمت: "انّ استمرار الحريري في التكليف، لن يخدم مصلحة باسيل الذي يعمل الى استحواذ زمامها، وعمد ايضاً بكل الوسائل المتاحة، في "دفش" الاخير الى الاعتذار من ثم اعلان الانتصار، فالاتيان برئيس يضع تطلعات رئيس التيّار وطموحاته ضمن اولوياته في زمن الانتخابات عامةً".