مرشح؟ إتصل بنا
انتخابات «رابطة الثانوي»: مساع لتوحيد المعارضة وحزب الله بيضة القبان

انتخابات «رابطة الثانوي»: مساع لتوحيد المعارضة وحزب الله بيضة القبان

كتبت فاتن الحاج في الأخبار:

 

لم تنطلق بعد عجلة المفاوضات التي ستحسم التحالفات في انتخابات الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، المقرر إجراؤها في 16 كانون الثاني المقبل. وفي حين تنتظر قواعد الأساتذة الثانويين المنهكين من الأزمة الاقتصادية المستمرة إنتاج هيئة تصون استقلالية القرار النقابي، يبدو أن أحزاب السلطة ستسعى إلى إعادة إنتاج التوافق السياسي نفسه القائم على المحاصصة، من خلال اعتماد صيغة ائتلافية، وإن كان يعترض ذلك، خلال الدورة الانتخابية الحالية، الكثير من الفيتوات. التيار الوطني الحر يرفض خوض المعركة ترشيحاً واقتراعاً على لائحة واحدة مع تيار المستقبل وحركة أمل.

المسؤول التربوي المركزي روك مهنا قال إن هذا الموقف «محسوم» وقد تشاور به مع التعبئة التربوية في حزب الله وسيبلغ ممثليها بذلك في جلسة رسمية قريبة، مشيراً إلى أن التيار لا يستطيع أن يكون موجوداً في ائتلاف نقابي يأتي برئيس رابطة «يزايد بالسياسة». حزب القوات اللبنانية لن يكون هو الآخر جزءاً من لائحة تضم حزب الله. في هذا الوقت، لم يقرر حزب الله (القوة الانتخابية الأقوى هذا العام) ما إذا كان سيقود ائتلاف الأحزاب أم سيتحالف مع التيار الوطني الحر أو مع أطراف أخرى. لكن مصادر التعبئة التربوية أشارت إلى أن الحزب هو بيضة القبان، وإذا قرر السير في التحالف السابق بمعزل عن مشاركة التيار الحر سيربح المعركة بلا نقاش. أما حركة أمل فلا مانع لديها من ائتلاف واسع يضم معظم القوى لا سيما حزب الله وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، ولا تضع فيتو على أي جهة بما فيها التيار الوطني الحر، كما قال مسؤول المكتب التربوي المركزي علي مشيك.
في المقابل، تسعى المجموعات المستقلة المعارضة إلى تنظيم صفوفها بعد التقدم الذي أحرزته في انتخابات مجلس المندوبين (الهيئة الناخبة التي تضم أكثر من 580 مندوباً) لتشكيل لائحة مكتملة في مواجهة أحزاب السلطة واستعادة رابطة «القرار النقابي المستقل». القيادي في التيار النقابي المستقل، جورج سعادة، يرفع لاءات ثلاثاً: لا تواصل، لا تفاوض، لا تحالف مع أي من أحزاب السلطة، مشيراً إلى أن «الوضع لم يعد يحتمل أن نمسك العصا من المنتصف كما كنا نفعل قبل عام 2014، وقد تداعينا كقوى معارضة إلى اجتماع يعقد مساء اليوم لتوحيد الجهود لبناء جبهة تدافع عن الحقوق وتحمي المكتسبات». وقال إن «التيار اتبع سياسة اليد الممدودة لكل المعارضين منذ أيلول الماضي حيث على القوى النقابية الديموقراطية والمستقلة عن أحزاب السلطة التلاقي وانتخاب قيادة نقابية مستقلة وتحرير الرابطة من قبضة المنظومة الحاكمة وأذرعها النقابية، بعدما حولت الأستاذ الثانوي إلى متسول لدى الجهات المانحة». سعادة نفى أن تكون الحسابات الانتخابية (pointages) انتهت، «لكن قوى المعارضة حققت تقدماً ملموساً يبشر بفوز كبير».

لقاء النقابيين الثانويين الذي سيشارك في اجتماع المعارضة لا يوافق على اللاءات الثلاث بل يدعو، بحسب عضو اللقاء حسن مظلوم، إلى «خطاب نقابي مرن لجهة الانفتاح على جميع الأساتذة المندوبين بمعزل عن أحزابهم السياسية مع نقد تجربة الرابطة السابقة وتحميلها كل المسؤولية عن الوضع الذي وصل إليه الأستاذ. وشرط ذلك أن يؤيد الأستاذ البرنامج النقابي الذي تضعه مجموعات المعارضة النقابية وأن يكون مستعداً لأن يقاتل في سبيل تحقيقه، وأن يجري اختيار وجوه نقابية معروفة لخوض معركة الهيئة الإدارية».
لجنة الأقضية (تضم أساتذة عينوا في شباط 2018 وواجهوا إقصاء من الهيئة الإدارية الحالية لرابطة الثانوي) تنضم هي الأخرى إلى الإطار المعارض للنهج النقابي الحالي، علماً بأن الأساتذة المنضوين في اللجنة شاركوا في انتخابات مجلس المندوبين وحرموا من الترشح لعضوية الهيئة الإدارية، بعد التعديل الذي أجرته الرابطة على النظام الداخلي والذي يشترط مرور ثلاث سنوات على التعيين. لكن التيار النقابي المستقل وعد اللجنة، بحسب سعادة، بأن يتولى أساتذتها منصب «مقرري مكاتب فروع في المحافظات» في الفروع التي ستذهب إلى المعارضة النقابية.