باسيل للحزب والاسد: مستعد للتطبيع مع سوريا.. فادعموني انتخابيا!
جاء في المركزية: في كلمته التلفزيونية المطولة الاحد، برز اعلان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل استعداده لزيارة سوريا، في اطار جهوده لاعادة النازحين الى بلادهم. الا ان هذا الموقف جاء مفاجئا ومثيرا لاكثر من علامة استفهام من حيث الشكل والمضمون والتوقيت بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". ذلك ان هذه القضية سلكت، على يد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزراء الخارجية المحسوبين عليه والحكومات ذات اللون الواحد التي تعاقبت على الحكم في الاشهر الماضية، مسار علاج مختلفا تماما عن ذلك الذي اقترحه باسيل نهاية الاسبوع.
فالعلاج للمعضلة التي يعتبرها العهد المسؤولة الاولى عن الازمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، كان كناية عن رفع للصوت في كل مناسبة دولية وامام كل الزوار الاجانب الذين يزورون بيروت، للمطالبة باعادة النازحين الى المناطق التي باتت آمنة في سوريا وبارسال المساعدات الدولية والاممية اليهم حيث هم في سوريا. والى هذه النداءات، سجلت بعض الزيارات الوزارية الى دمشق لمناقشة ملف العودة، كان ابرزها لوزير الشؤون الاجتماعية في حكومة الرئيس حسان دياب رمزي المشرفية، غير انها لم تحقق اي نتائج حقيقية على صعيد العودة المرجوة.
فما الذي "عدا ما بدا" حتى قرر باسيل اليوم طرح موضوع التوجه شخصيا الى الشام؟! وفق المصادر، هذا الكلام لا علاقة مباشرة له بملف النزوح، بل هو مرتبط بالدرجة الاولى وقبل اي شيء آخر بأغراض شخصية وحسابات رئاسية. فحتى الساعة، لا يزال الفريق البرتقالي يؤمن بأن الخط الممانع هو المنتصر في المنطقة ويرى ان التسويات والاتفاقات الجاري العمل على انضاجها ستصب في مصلحته عموما وفي مصلحة اعادة تعويم نظام بشار الاسد خصوصا، والا فكيف يفسر الانفتاح السعودي والخليجي على دمشق؟
ثانيا، لا زال خيار المسيحية المشرقية القائمة فعليا على تحالف المسيحيين في الدول العربية مع الاقليات الاخرى الموجودة في هذه البلدان، هو الافضل في نظر العهد لكيفية ضمان صمود المسيحيين وبقائهم حيث هم. من هنا، فإنه يعتبر الالتحام بالعلويين الذين يمثلهم نظام الاسد، ضرورة وحاجة.
هذا في ابعاد وخلفيات الكلام. اما في توقيته، فهو يأتي عشية الانتخابات النيابية والرئاسية. ومن خلاله، يريد باسيل إفهامَ الاسد انه جاهز للتحالف معه وللتطبيع بين بيروت ودمشق، ولافضل العلاقات بين الجانبين رغم الفيتوهات الدولية والغربية على ذلك، اذا وافق الرئيس السوري على استنفار حلفائه في لبنان ومَن يمون عليهم هنا، لدعم التيار الوطني الحر في الاستحقاق النيابي وتعزيز حظوظه بعدها في السباق الى بعبدا. كما ان باسيل يتطلع الى استرضاء الحزب ايضا واغرائه. فاذا كان يرى ان صداقة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مع الاسد نقطة قوة يتفوق فيها على باسيل، وتسعفه في الوصول الى القصر، فإن باسيل يبلغ الحزب منذ الآن، انه ايضا قادر على بناء افضل العلاقات مع قصر المهاجرين.اما ملف النزوح السوري، فمجرّد غطاء ويأتي في آخر سلّم اهداف باسيل من زيارة الشام، تختم المصادر.