باسيل ينقل المعركة إلى عقر دار فرنجية... "زغرتا لمين؟"
كتب ألان سركيس في نداء الوطن:
يحتلّ كل قضاء من أقضية دائرة الشمال الثالثة مساحة كبيرة من الإهتمام لأن كل صوت تفضيلي مهمّ لأي لائحة.
تُعتبر زغرتا من أهم الأقضية المارونية، والجميع يقرأ عن زعامة الراحلَين حميد فرنجية والبونا سمعان الدويهي، وقد أفرزت رئيسين للجمهورية، الأول سليمان فرنجية، والثاني هو الشهيد رينيه معوّض الذي دفع حياته ثمن مواقفه.
إستفاد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من وجود جيش الإحتلال السوري وعلاقته المتينة مع آل الأسد، وبنى زعامة قوية مستنداً إلى الإرث التاريخي والنفوذ السوري والخدمات التي أُغدقت عليه، لكن بعد 2005 تبدّل المشهد الزغرتاوي، فزاد حضور آل معوّض خصوصاً بعد استلام رئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوّض مفتاح القيادة، ومن ثمّ دخول «التيار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» إلى الساحة الزغرتاوية.
وفي السياق، فإن فرنجية لم يعد بإمكانه القول «زغرتا لي»، فهو استطاع مواجهة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في إنتخابات 2009 رافضاً ترشيح العميد فايز كرم على لائحته، فاستوعب عون الموضوع ولم يشأ فتح معركة مع من كان يعتبره بمثابة ابن له.
لكن أن يحاول فرنجية سرقة حلم الرئاسة من عون على غفلة في خريف 2015 فهذا غير مقبول عونياً، إذ إن هذا الأمر فجّر العلاقة بينهما، في حين صبّ فرنجية كل غضبه على رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل.
وتختلف المعادلة بين الأمس واليوم، إذ إن القانون النسبي بدّل التوازنات وأصبح الخرق في زغرتا متاحاً.
وإذا كان «حزب الله» حاول جمع الحليفين، إلا أن المعلومات تؤكد أن لا تحالف إنتخابياً بين باسيل وفرنجية بل معركة مفتوحة، خصوصاً وأن العونيين باتوا يعتبرون أن فرنجية هو أداة في يد رئيس مجلس النواب نبيه برّي يحرّكها ساعة يشاء ويستعملها لمحاربة باسيل.
في آخر إنتخابات تحالف «التيار» في دائرة الشمال الثالثة مع معوض كانت المفاجأة بحصول مرشحه في القضاء بيار رفول على 3749 صوتاً تفضيلياً، أما اليوم فيحاول باسيل شدّ همة «التيار» في زغرتا، فمن جهة يريد مواجهة فرنجية في عقر داره، ومن جهة ثانية يعمل على رفع حاصله الإنتخابي. ومن أجل كل هذه الأمور، يدرس باسيل خياراته جيداً، فهو سيرشّح 3 مرشحين في زغرتا، وهناك إحتمال أن يكون اثنان منهم حزبيين، أي إعادة ترشيح رفول وترشيح العميد فايز كرم إبن زغرتا.
ويأتي ترشيح كرم كضربة تسدّد إلى فرنجية حتى لو لم يكن بإمكانه الوصول إلى البرلمان، فهناك إمتعاض من آل كرم تجاه فرنجية لحرمانهم من مقعد نيابي لأن ترشيح النائب السابق سليم كرم سيأتي كرافعة للائحة فرنجية، فالأصوات التفضيلية للمردة ستصب عند النائبين طوني فرنجية وإسطفان الدويهي وبالتالي فإن سليم كرم سيخسر تلقائياً.
ويستفيد باسيل من هذه الثغرة للتجييش زغرتاوياً ضدّ فرنجية ولكسب أكبر عدد من الأصوات مستخدماً عنواناً «كسّيباً» هو تآمر فرنجية مع بري عليه، وبالتالي فإن باسيل لن يترك الساحة الزغرتاوية لفرنجية.
من المفترض أن يحسم «التيار» أسماء مرشحيه آخر هذا الشهر في كل الأقضية، ويبقى انتظار ما إذا كان سيخوض إنتخابات زغرتا بمرشح حزبي واحد أو اثنين، لكن الأكيد أن باسيل لن يترك فرنجية ينعم بالراحة في زغرتا حتى لو كلّفه الأمر دعم ترشيح أحد المرشحين من آل فرنجية، لأن هذه الراحة ستجلب له المتاعب في البترون وكل دائرة الشمال الثالثة، فالقصة تخطت منطق الصراع على الرئاسة بل أصبحت في مكان آخر.