مرشح؟ إتصل بنا
بعد انكفاء الحريري: باسيل يفتح اتصالاته مع الجماعات الإسلامية

بعد انكفاء الحريري: باسيل يفتح اتصالاته مع الجماعات الإسلامية

كتبت جنى بركات في المدن:

مع إعلان الرئيس سعد الحريري انسحابه (وتيار المستقبل) من الحياة السياسية وعزوفه عن الانتخابات النيابية، فتح الباب أمام تحالفات جديدة غير مسبوقة نتيجة "الفراغ السنّي" الذي سيخلّفه هذا القرار، واستغلاله للحسابات الانتخابية، وبدأ ذلك مع فتح رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل "أنفاق" التواصل مع الجماعات الإسلامية السنّية، أبرزها جمعية المشاريع (الأحباش) والجماعة الإسلامية.

لقاء باسيل-الأحباش
عُقد منذ أسبوع تقريباً اجتماع شبه سرّي بين جبران باسيل ورئيس جميعة المشاريع الاسلامية، الشيخ حسام قراقيرة. وكان ذلك بعد أيام من إعلان الحريري اعتزاله للحياة السياسية. وتشير المعلومات لـ"المدن" إلى أن هذا اللقاء يتجاوز الانتخابات النيابية إلى "التنسيق" السياسي.

ويحاول باسيل قطف ثمار انسحاب "المستقبل" عبر التقرّب من الشارع السنّي، خصوصاً وأن الوضع اليوم يختلف عن ما كان عليه في انتخابات الـ2018 حين كانت العلاقة بين الحريري وباسيل في أوجّها. أمّا اليوم، فالصراع محتدم بين الاثنين. ولذا، هو يسعى اليوم إلى تأمين صوت سنّي معارض يضمنه في الأصوات الانتخابية أوّلاً، وفي الحياة السياسية ثانياً.

على أي حال، ما من مصلحة لباسيل بالتحالف مع الأحباش في بيروت الثانية. وتفيد المعلومات بأن "المشاريع" يتوجّهون إلى تشكيل لائحة بمفردهم من دون دعم حليفهم، حزب الله. فهم يستطيعون تأمين حاصل بغنى عن دعم الحزب. ففي انتخابات 2018 لم يتجاوز عدد الشيعة المقترعين للنائب الحالي عدنان طرابلسي 300 صوت. لذلك، ونظراً لوضع التيار الوطني الحرّ المحرج، ليس من مصلحة باسيل التخلّي عن تحالفه مع حزب الله.

التباحث بين قراقيرة وباسيل لم يكن مثمراً كفاية. إذ لم يتوصّل لأي نتيجة ملموسة حتى الآن. رغم ذلك، يعمل باسيل جاهداً لإيجاد تجاذب مع القوى السنيّة "الممانعة" لتشكيل حصانة سياسية في المستقبل.

الوطني الحرّ والإسلاميون شمالاً
يُعتبر الشّمال، خصوصاً طرابلس وعكّار، مركز التجمّع الأساسي لجمعية المشاريع بعد العاصمة بيروت. ومن هنا، ينطلق باسيل في حواره مع الطرف الأخير، كون المنطقة الأكثر فائدة ومكسباً هي عكّار.

فرغم الوجود الكثيف لمناصري تيار المستقبل في عكّار، إلاّ أنّ اللائحة المعارضة والتي تضمّ التيار الوطني الحرّ، ما زالت تعتبر أساسية في المعركة. ففي الانتخابات الأخيرة (2018) تمكّنت لائحة التيار الوطني الحرّ من إحراز 34 ألف صوت، بينهم 16 ألف سنّي معارض، في حين أن الحاصل كان 19.150. وهذا يعني أنّ اللائحة حصدت أكثر من حاصلين.

اليوم، ومع انسحاب المستقبل، يعوّل باسيل على ضمّ الأصوات السنيّة المعارضة. بمعنى أنّه إذا نجح كسب أصوات الممانعة السنيّة، أمثال الأحباش، إضافة إلى الشخصيات السنية كعبد الرّحيم مراد، فلن يوفّرها. وأوضح مصدر انتخابي لـ"المدن" أن الوضع في الشمال شديد الحساسية. فمن الممكن أن يفكّر باسيل بتقليص حاصله مقابل وهب الأصوات للأحباش، فيتحسّن حال التيار الوطني الحرّ في عكّار.

الجماعة الاسلامية: لا تحالف مع باسيل
مثلما يحاول باسيل فتح أبواب الحوار مع الأحباش، كذلك يتّجه نحو الجماعة الإسلامية، التي يمكن أن يستفيد من أصواتها في الإقليم، وكذلك في الشّمال، خصوصاً وأن الجماعة لم تحدّد حتى اللحظة تحالفاتها بالكامل، نظراً للتناقض داخل صفوفها.

وحسب نائب مدير المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية علي ياسين، فقد أكّد لـ"المدن" على أن التحالف مع التيار الوطني شبه مستحيل، حتى لو حاول باسيل التواصل معهم. وأردف قائلاً إن السبب لذلك يعود إلى محاولة التيار الوطني الحرّ الانقلاب على النظام اللبناني، عبر عدم احترام الطائف أولاً، وغرقهم في الفساد والتعطيل المستمر ثانياً.

في المقابل، أوضح ياسين أن الجماعة الإسلامية منفتحة على التحالفات مع أي طرف حتى حزب الله (!) مبرّراً ذلك بتركيبة القانون الانتخابي النسبي، الذي يجبرهم على ذلك. ولفت ياسين لـ"المدن" إلى أن الجماعة الإسلامية تعمل على بناء أكبر مروحة تحالفات مع جمعيات وشخصيات سنيّة مثل جمعية الارشاد والاصلاح الإسلامية، والفتوّة والاتحاد. وعلى صعيد الشخصيات، فلا مانع لديهم من التحالف مع نجيب ميقاتي، فؤاد المخزومي أو أشرف ريفي. لكن عدم التحالف مع جبران باسيل وتياره، من المسلّمات.