بعد مدّ وجزر.. تقارب بين الحريري وسعد
كتب محمد دهشة في" نداء الوطن":
العلاقة بين نائبي صيدا بهية الحريري وأسامة سعد لم تكن يوماً في افضل حال مما عليه اليوم، يميزها التقارب ويسودها التفاهم ويجمعها التوافق على أهمية معالجة الازمات المعيشية والحياتية والخدماتية كافة لابناء المدينة بعيداً من اي خلاف سياسي، وذلك بعد مراحل عديدة وطويلة من المد والجزر.
وتقول مصادر صيداوية لـ "نداء الوطن" ان "التقارب بين الحريري وسعد أملته الظروف غير العادية والأزمات الخانقة التي تعيشها المدينة، وتشكل بلدية صيدا خط الدفاع المتقدم عن المواطن في مواجهتها وتخفيف اعبائها، فنشأ نوع من التفاهم الضمني بعدما أدّى رئيسها المهندس محمد السعودي دوراً اساسياً فيه تحت عنوان مصلحة المدينة وانجاح جهود البلدية في معالجة المشكلات الحياتية الداهمة وخاصة ازمات المازوت ومولدات الاشتراكات الخاصة والبنزين وحقوق المدينة كافة من التغذية بالتيار الكهربائي الى تأمين ديمومة المياه، قبل ان يتحول هذا التفاهم تواصلاً غير مباشر عبر ممثلين عن الطرفين تحت رعاية السعودي، حول كل القضايا الصحية والخدماتية والاجتماعية والحياتية، ثم قواسم مشتركة تمثلت بتناغم مواقف كلا الطرفين من بعض هذه القضايا لجهة الحسم وعدم السماح بتحدي ارادة المدينة وقواها النيابية والسياسية في ما يتعلق بتسعيرة المولدات وبالدولار الاميركي.
وفيما يثير هذا التقارب تساؤلات بين القوى السياسية الصيداوية الاخرى التي بدأت تراقبه عن كثب، لاستشراف آفاقه على ابواب التحضير للانتخابات النيابية المقبلة، خاصة في ظل اعتماد القانون الانتخابي صيدا وجزين دائرة انتخابية واحدة، اعتبر البعض انه أمر طبيعي، اذ من واجب نائبي المدينة تحمّل مسؤولياتهما في مقاربة الملفات الشائكة والتصدي للقضايا الحياتية طالما هما يمثلان رمزين للسلطة التشريعية والرسمية.
بالمقابل، تعبّر اجواء "التيار الازرق" عن ارتياحها الى هذا التفاهم بين الحريري وسعد كنائبين يمثلان المدينة ويضعان الخلاف السياسي جانباً لمصلحتها، بينما انصار "التنظيم" اكثر حذراً، علماً ان التنسيق بين الطرفين بما يتعلق بقضايا المدينة مستمر بشكل شبه يومي او اسبوعي عبر الرئيس السعودي او بالاتصال المباشر اذا دعت الحاجة بعدما كان مقتصراً على التلاقي والمشاركة في مناسبات اجتماعية مختلفة، وتبادل اطراف الحديث فيها.