بهاء الحريري عائد ليترشح في بيروت؟!
المحيطون بسعد الحريري يرسلون رسائل متناقضة. منهم من يؤكد أنه لم يحسم خياره بعد، ومنهم من يؤكد أنه لن يعود إلى لبنان ولن يترشح. وآخر المواقف أتت على لسان النائبة رولا الطبش التي أكدت أن "الحريري يفكر جديًا بالعزوف عن الترشح شخصياً للانتخابات النيابية المقبلة. ولكن لم يحسم أمره. وهو قريبًا سيكون في لبنان ليصارح الجميع".
الترشح شخصياً
لكن بهاء قرأ بين سطور الانتقادات التي توجه إليه وإلى أخيه، بأنه لا يمكن تزعم السنّة من بعد. وأجرى حساباً انطلاقاً من أن شعبية سعد الحريري تراجعت بعد تركه لبنان وإدارة تياره من بعد. وقرأ بهاء أن عودة سعد من دون رضى سعودي وخليجي سيجعله أسير تحالفاته السابقة، ويصبح مكبلاً برضى الثنائي الشيعي، الذي ينعكس مزيداً من الإحباط السنّي، ويعزز فرص بهاء في الساحة السنّية. وهذا ما دفعه إلى اتخاذ قرار العودة إلى بيروت، حيث تجري التحضيرات لمواكبة هذه العودة، من ضمنها مساعدات ستصل إلى كل بيت في بيروت.
وعلمت "المدن" أن بهاء بدأ يعد العدة للعودة إلى بيروت ليس لمجرد تنظيم ذكرى اغتيال والده في 14 شباط، بل لخوض الانتخابات على الأرض. وهو يعمل على تعيين ممثل رسمي له في لبنان، سيعلن عن اسمه قريباً. وسيفتتح مكتباً خاصاً لبهاء، الأمر الذي يترجم بأنه عازم على ترؤس اللائحة في بيروت في الانتخابات المقبلة.
القوات اللبنانية
القوات اللبنانية سيكون لها مرشح في بيروت الثانية، كما أعلن رئيس الحزب سمير جعجع، يوم أمس الثلاثاء في 11 كانون الثاني، أثناء إطلاق ترشيح الوزير السابق غسان حاصباني في بيروت الأولى عوضاً عن النائب الحالي عماد واكيم. ووفق المعلومات، ستختار القوات شخصية مسيحية للترشح على المقعد الإنجيلي، الذي يعتبر من أضعف المقاعد إلى جانب المقعد الدرزي. الترشيح يأتي في إطار فحص شعبية القوات في هذه الدائرة. لكن القوات لم تحسم ترشيحه على لائحة بهاء، خصوصاً في ظل الخلافات بينه وبين سعد. كما أن المسألة يجب أن تحسم سعودياً. فإلى حد الساعة، لم يحصل بهاء على موافقة سعودية. وجلّ ما لمسه هو عدم وجود ممانعة على تحركه. أي عليه أن يعمل لوحده ويثبت جدارته. كذلك، فحركة "سوا للبنان" تنشط كقوة معارضة، وتتواصل مع مجموعات المعارضة وأحزابها مثل الكتائب اللبنانية.
خلط الأوراق السياسية
ترشح الحريري شخصياً في حال حصل، يعيد خلط الحسابات السياسية كلها، وليس فقط بين قوى المعارضة العاملة على تشكيل لوائح. ووفق مصادر متابعة للمفاوضات الجارية على تشكيل لائحة معارضة، ما زالت الأخيرة غير متفقة على تشكيل لائحة موحدة، حتى أن بعض المجموعات ترفض خوض الانتخابات بلائحة تضم مرشحين لبهاء، فكيف إذا ترشح هو شخصياً؟ تسأل المصادر وتضيف، أن حركة سوا للبنان تطرح نفسها كداعمة لقوى المعارضة، سواء من خلال الدعم المباشر أو البقاء على الحياد في حال كان الدعم مضراً، فكيف يكون الدعم في حال ترشح بهاء؟
وتضيف المصادر أن ثمة نصائح وجهت له من شخصيات تعمل على خط تشكيل لوائح قوى المعارضة، بعدم الترشح شخصياً. وقيل له أن حضوره إلى لبنان يعطي زخماً للوائح التي ستشارك فيها حركة سوا للبنان، لكن الترشح شخصياً قد لا يفيده، لا على مستوى الزعامة التي يطمح إليها، ولا على مستوى الحضور السياسي. فإمكانية فوزه إلى جانب مرشح من هنا أو هناك يضعف حضوره السياسي الذي يطمح إليه، بينما الاكتفاء بترشيح شخصيات مقربة منه ودعم لوائح معارضة، تعطيه الفرصة والوقت لتأسيس مستقبل سياسي في مرحلة ما بعد الانتخابات. كما عليه اختبار رد فعل الشارع السنّي والبيروتي على حركته السياسية سلباً أو إيجاباً، وليس من خلال الترشح شخصياً. وإلى حد الساعة ما زال الجمهور السني البيروتي لا يستسيغ صعوده على حساب سعد.