بهاء لم ينكفئ بانكفاء سعد...مجلس أمناء وممثلون في المناطق لـ"سوا"
جاء في المركزية:
منذ نحو عامين وفي شكل مفاجئ، اقتحم النجل الاكبر للرئيس رفيق الحريري الشيخ بهاء الحريري المشهدين السياسي والاعلامي في لبنان بعد انكفاء استمر منذ اغتيال والده وتسلم شقيقه الرئيس سعد الحريري زعامة البيت الحريريّ، علما ان احدا من اللبنانيين لم يكن يعرفه قبل جريمة الاغتيال التي روّعت لبنان والعالم وقضت على حلم التيار الازرق بنقل الوطن الى مصاف الدول المزدهرة والمتألقة. بحركة "سوا للبنان" اطل بهاء على الاستحقاق الانتخابي، من الزاوية الاجتماعية اولا، ثم عبر حملة اعلانات ضخمة حيث انتشرت اللافتات الدعائية للحركة على طول الاوتوسترادات الساحلية وتركزت في شكل خاص في المناطق التي دعمت ثورة 17 تشرين التي اعلن دعمها، توازيا مع منصة "صوت بيروت انترناشيونال" التي تعكس بوضوح اجندة الرجل السياسية ومواقفه من القوى المحلية في الميدان السياسي اللبناني.
رجل الاعمال الذي استثمر ثروة والده، او نصيبه منها في مشاريع استثمارية في لبنان والعالم، بعيدا من عالم السياسة، كثف اطلالاته اللبنانية اعلاميا من دون ان يطل من لبنان، حتى في الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده، التي كان يمكن ان تشكل مناسبة انتخابية له، الا ان احياء الذكرى عائليا و"مستقبليا" قد يكون حال دون الخطوة ، خصوصا ان مشروعه السياسي غير متطابق مع مشروع العائلة، ولم تتضح معالمه بالوضوح المطلوب ليحصد التأييد الشعبي الكافي لنجاحه، اضافة الى ان الصفعة السياسية التي تلقاها التيار الازرق بتعليق رئيسه العمل السياسي كما اي نشاط للتيار، بما خلف من تداعيات في الشارع السني قد يكون فعل فعله ايضا في مجال التراجع "البهائي" ولو نسبيا الى حين انقشاع الرؤية وتظهّر توجهات هذا الشارع وميوله الانتخابية في صناديق 15 ايار.
كثيرة هي الاحاديث التي انتشرت في الاونة الاخيرة عن فقدان بهاء حماسه الانتخابي ورهانه على التغيير في الانتخابات وحتى عن تهاوي مشروعه الذي ضخ لاجله حتى اليوم ملايين الدولارات على الارجح، وذهبت الى اعتبار ان الرجل بُعيد تعليق شقيقه نشاط التيار السياسي لم يعد راغبا بترشيح شخصيات عدة في مناطق لبانية متفرقة وان ممثليه السياسيين في لبنان غادروا البلاد. غير ان مصادر عليمة نفت عبر "المركزية" كل ما يثار عن انكفاء او تراجع واكدت ان خلافا لما يُكتب، مشروع بهاء الحريري مستمر وحركة سوا للبنان" انجزت هيكليتها الادارية وعينت مجلس امناء، على ان يتم تعيين ممثلين له في المناطق كي ينسقوا في ما بينهم في المعركة الانتخابية التي يستعد لها عبر مرشحين من جانبه من دون أن يترشح هو شخصيا، علما ان هذا الخيار لم يكن مطروحا في الاساس. وعزت المصادر الحملة التي يتعرض لها الى الحسد السياسي، معتبرة ان انكفاء تيار المستقبل عن الانتخابات لا يعني وقوف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان طرفا في النزاع بين المستقبل وبهاء الحريري، الذي يدعم ترشيح ممثله في العاصمة على رأس لائحة.. ولفتت الى ان ايا من الدول الخليجية لم يدعم المرشحين للانتخابات، بل سيتعامل مع القوى التي يفرزها الاستحقاق النيابي ويحدد الموقف بناء على نتائجها.
فهل لبهاء الحريري من حظوظ انتخابية قد تملأ الفراغ السني الذي خلفه "كسوف" الشقيق والتيار الازرق على قاعدة "مات الملك عاش الملك" ام ان الطموحات والآمال المعقودة على تأمين حيثية معينة تبقي الحالة الحريرية ولو من بوابة اخرى، على قيد الحياة، مجرد تمنيات؟