تحالفات القوى السياسية الإنتخابية تنتظر عودة الحريري إلا القوات...خياراتها على خطها السيادي والوطني
كتبت المركزية : حتى اللحظة يمكن القول إن مشهدية التحالفات الإنتخابية لا تزال سوريالية وليس ضبابية كما يفترضها البعض. فالأحزاب والقوى السياسية بعيدة من مرمى شبك قواعد التحالفات في انتظار شيء ما. بالتوازي تنشط حركة مجموعات المجتمع المدني والثورة في رسم خارطة أولية من خلال عمليات دمج وتوحيد للتوصل إلى مشروع سياسي يمكن أن يتبناّه اكبرعدد من التنظيمات المدنية.
إلا أن النقطة الأساسية التي تعوّل عليها القوى السياسية الرئيسية لتحديد خياراتها التحالفية ترتبط بمسألة تحديد رئيس تيار المستقبل موقفه من المشاركة أو عدمها في الإنتخابات وهي رهن بموعد عودته، هذا إذا كان ثمة قرار بالعودة. فهل يصح القول بأن عملية الربط والحل في التحالفات المجمدة عشية الإنتخابات تنتظر كلمة السرالتي سيعلنها الحريري؟
الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي اوضح عبر "المركزية" أن "مأزق الرئيس الحريري مزدوج سياسيا وماليا وعليه يترتب القرار النهائي الذي سيتخذه من المشاركة في الإنتخابات النيابية. أما مسألة العودة فلا يمكن التبصير بها. لكن في المنطق السياسي يمكن القول أن ابتعاده عن غمار السياسة غير مبرر بصورة منهجية ومنطقية، إلا إذا أراد أن يوجه رسالة للحلفاء القدامى قبل الأخصام". وشدد على أهمية "تحديد الحريري لخياراته السياسية قبل أن يقرر ما إذا كان سيشارك في الإنتخابات أم لا لأن المسألة لم تعد تتوقف على جمع أكبر عدد من النواب كما حصل في الإنتخابات الأخيرة إنما بالخيار المبدئي .من هنا يعتبر الزغبي أن "التحالف الطبيعي والسيادي لتيار المستقبل سيكون مع الإشتراكي والقوات. إلا أن المسألة ليست مرهونة بعودة أو بقرار خوضه المعركة الإنتخابية أم لا إنما بقرار المجلس الدستوري الذي سيتخذه من مسألة الطعن ببعض مواد القانون الذي تقدم به التيار الوطني الحر، والذي من شأنه أن ينقل المشهد الإنتخابي من ضفة إلى أخرى لناحية تحديد موعد إجراء الإنتخابات وتهرب الثنائي حزب الله والعهد من مسألة اقتراع المغتربين على أساس 128 نائبا من خلال حصر الإقتراع الإغترابي في الدائرة 16 أي بتمثيل 6 نواب في القارات الست في العالم".
هذا في العقدة التي تحول حتى اللحظة في تظهير خارطة التحالفات. لكن في المشهد الأمامي يتابع الزغبي " هناك قوى حسمت أمرها لناحية تحديد خياراتها من التحالفات ويأتي في الصدارة حزب القوات اللبنانية" فهو المتحرر الوحيد من بين كل القوى السياسية من عقد التحالفات لأنه يعتمد على طاقاته وقواعده الشعبية وعلى القوى التي تشبه نسيجه. وفي حين ترفض "القوات" التحالف مع قوى من خارج المنطق السيادي والوطني، ثمة قوى وأحزاب اتخذت خيارات سياسية لا تشبهها في الإنتخابات الأخيرة ومنها التيار الوطني الحر بهدف تجميع أكبر عدد من النواب".
وانطلاقا من مبدأ التغيير الذي يعول عليه السياديون في انتخابات الـ2022 يؤكد الزغبي" أن لا تغيير إلا إذا انطلقت عجلة الإنتخابات على أساس سيادي وطني. وهذه الحقيقة لا يدركها إلا حزب القوات من هنا نلاحظ أنه لا يراهن كثيراً على التحالفات ضمن البيئة المسيحية كونه الفريق الأقوى شعبياً وهذا ما أثبتته نتائج الإنتخابات النقابية والجامعات وبالتالي فهو لا يعول كما باقي الأفرقاء على عودة الحريري".
مصادر مطلعة على مسار خطوط التحالفات الإنتخابية تشير إلى انزعاج النائب السابق وليد جنبلاط من غياب الحريري الطويل عن البلاد ويدعوه للعودة. وفي هذا السياق يعتبر الزغبي " أن القراءة في الواقع تؤشر إلى حرص الحزب التقدمي الإشتراكي على التحالف مع المستقبل والقوات وهذا الموقف لافت لأنه يؤكد أن الإشتراكي لن يذهب في التحالف إلى نقيضه في السياسة". وفي غربلة عامة للقوى السياسية يتبين بحسب الزغبي" بأن التحالف بين القوات والإشتراكي هو تحالف وطني وطبيعي ويمكن أن يبني وينسج تحالفات في أكثر من منطقة".
يقرأ محللون أن تحالفات انتخابات 2022 من شأنها أن تحدث هزة في المشهد السياسي خصوصا إذا دخل بري على خط التحالفات مع الإشتراكي والمستقبل. "من يراقب جيدا العلاقة الحساسة بين حزب الله وحركة أمل يتأكد أكثر فأكثر أن التحالف بينهما لن يكون راسخا جدا كما الحال في الإنتخابات السابقة أضف إلى ذلك الصراع القائم بين أمل وحليف حليفه التيار الوطني الحر. وعلى رغم المساعي التي يبذلها الحزب لرأب الصدع بين الفريقين إلا أن المسألة شديدة التعقيد". إنطلاقا من ذلك يختم الزغبي "من المرجح أن يدخل بري في تحالفات موضعية مع قوى محسوبة سابقاً على 14 آذار.لكن هذه المسألة متروكة لما ستؤول إليه مساعي الحزب في شأن المصالحة بين أمل والتيار".