جاء في المركزية:
أشهر قليلة تفصل لبنان واللبنانيين عن الانتخابات النيايبة المحدّد موعدها في الربيع المقبل، بعدما أصبح القانون الانتخابي نافذا. الأنظار والآمال تتركز راهنا على هذه المرحلة المصيرية بعد ما عاناه اللبنانيون من ذلّ وقلق لم يشهد مثله التاريخ، إذ واصلت الأزمات تفاقمها طيلة السنوات الأربع الأخيرة على كلّ المستويات، من دون أي مؤشّرات إيجابية حتّى اللحظة للتخفيف من حدّتها. وبناءً عليه، يبقى التعويل على تغيير الطبقة الحاكمة والاعتماد على البديل كحلّ وحيد لإخراج البلد من جهنّم. فكيف تتحضّر قوى المعارضة وتحديداً "الخطّ التاريخي" لخوض هذا الاستحقاق؟
القيادي في الخط التاريخي نعيم عون، يؤكّد لـ "المركزية" سلوك خطّ المعارضة، مؤكدا التحالف "مع قواها في مختلف المناطق، منها "حزب الكتائب اللبنانية"، "حزب الكتلة الوطنية"، قوى الثورة وغيرها العديد من القوى التغييرية الأخرى...".
ويقول: "قبل البحث في المرشّحين، ندرس أوّلاً واقع الأرض وباتت الصورة كاملة تقريباً عن وضع المناطق حيث المجال متاحا للتغيير، ولنا قيمة مضافة فيها اي حيث يمكن الإعلان عن مرشّحين، وفي مناطق أخرى لا قدرة لنا على تحقيق أهدافنا. على هذا الأساس نختار المرشحّين، حيث تتحكم بالأسماء لعبة الطوائف والمقاعد والتحالفات والمفاوضات"، مشدّداً على أن "أيا منّا غير متحّمس للترشّح في المطلق إلا من ضمن هدف وهو أن نتمكّن من إحداث تغيير فعلي في الوضع السياسي. وعلى عكس ما يثار عن ان التغيير لن يحدث شيئاً، أؤكّد أننا بلد فيه مجموعة أقلّيات فإذا تمكّنت المعارضة من الحصول على 20 نائبا وما فوق يمكنها إحداث فرق جدّي في اللعبة السياسية".
ويستبعد عون "عرقلة العملية الانتخابية لسبب واحد هو أن كلفة التأجيل ستتحمّلها جهة ما، فإن لم تتم ضمن توافق دولي وضمن هدف أكبر فما من قدرة لتحمّل نتائج وتداعيات تأجيل الانتخابات، لذا أرى ان الانتخابات حتمية."
عن نتائج الاقتراع ورغبة الناخبين في التغيير، يعتبر عون أن "الناس لم تدخل بعد في جوّ الانتخابات، وكلّ فريق لديه شروطه لتحقيق الانتصار، وتحدّي المعارضة متمثّل بحاجتها إلى توحيد قيادتها والانطلاق إلى المواطنين بسرعة والإعلان لهم عن مشروعها وهدفها وإظهار نفسها على أنّها قيادة جدّية ليتمكّن الشعب من تقبّلها والسير معها. وعلى عكس كلّ الكلام المتداول ستتمكن من تحقيق هذا الهدف وتتخطّى عتبة الفوضى وغيرها. أما اللبنانييون، فيبدو أنهّم يريدون التغيير، لأنه، في ظلّ الوضع الذي وصلوا إليه، بات واضحاً مثل عين الشمس أن الطبقة السياسية مسؤولة عمّا يعيشونه، إلى جانب عجزها عن إنتاج أية حلول، وإن لم يحصل التغيير فهذا الواقع سيستمر نحو الأسوأ.