تمام سلام لـ"المدن": لتتنحَّ الطبقة السياسة كلّها أمام الشباب
استقلاليتي
يقول سلام لـ"المدن" حان الوقت للتنحي عن المقعد. وهذا لا يعني وقف العمل السياسي أو ممارسة نشاطي، فهو لم يكن يوماً مرتبطاً بالمقعد النيابي. لأنني بدأت العمل بالسياسة قبل أن أكون نائباً، وحتى عندما انسحبت في العام 1992 لم أغب عن المشهد.
كان توقيت موقف سلام لافتاً جداً، إذ أعلن عزوفه عن الترشح بالتزامن مع الإعلان عن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان. ولدى سؤاله عن السبب يقول: "إن الأمر أكثر من طبيعي، وهذا تأكيد مني على استقلالية قراري. ولأنه بحال قرر الحريري إعلان عزوفه وجاء موقفي بعده، سيذهب موقفي في أدراج موقف الحريري. وهذا ما لا أريده".
ولكن هل يمثّل موقفك هذا إفساحاً للطريق أمام القرار الذي سيعلنه الحريري؟ يجيب: "كثر قالوا ذلك، وهو غير صحيح. قراري واضح. ومنذ فترة، كتبت البيان الذي أصدرته، آن لنا أن ننسحب إفساحاً في المجال أمام الآخرين".
بيروت ولّادة
لتمام سلام حضور في وجدان البيارتة. هو إبن البيت العتيق، الذي وصل إلى رئاسة الحكومة. لدى سؤاله عن تداعيات قراره في بيروت يقول: "بيروت ولّادة، ولا يمكن للشخصيات السياسية أن تربط السياسة ومصيرها بشخصها. هناك الكثير من الأشخاص والشباب القادرين على العمل السياسي، الزمن تغير وعلينا أن نعترف بذلك. ومن يقول إن الشباب ليس لديهم الخبرة الكافية، أقول لهم إنه لا بد من إفساح المجال أمامهم، ليختبروا الحياة ويتعلموا في هذا المعترك، فلا أحد جاء مكتسباً العلم من دون التجربة".
وصية صائب بك
يستعيد تمام سلام وصية كان قد أوصاه بها والده الرئيس الراحل صائب سلام، ويقول: "هذه هي الحياة، وصلت إلى السابعة والسبعين من عمري، وآن لي أن أترجل. قال لي والدي إن أهم ما يمكن للرجل فعله في الحياة العامة، هو أن يعرف متى يختار وقت الخروج من السياسة، بخلاف الواقع السياسي في عالمنا الشرقي. الأهم هو اختيار توقيت الخروج. في العام 1975 أعلن والدي "طلّقتها بالثلاث"، وقرر إفساح المجال أمام الآخرين، وعلى الإنسان أن يعرف حدوده، وأن هناك وجوهاً شابة لا بد لها أن تبرز وتتنامى".
قرار سعد الحريري
"يعيش لبنان ضغطاً كبيراً لا يرحم، ولا يمكن أن أبقى في الواجهة"، مضيفاً: "أنا مع "كلن يعني كلن"، علينا إزالة الجميع بغثهم وثمينهم، ولا بد من الإتيان بطبقة سياسية جديدة، والتاريخ يفرض التغيير والوجوه الجديدة". ويعتبر سلام "أن وقع القرار الذي سيتخذه الرئيس سعد الحريري سيكون مدوياً جداً، لأن كل الترجيحات تشير إلى أنه اتخذ قراره بالعزوف. وهو يأتي إلى لبنان لأجل ذلك، في إطار فتح نافذة لنفسه لإعلان قراره".
لا وراثة
ولكن من سيكون البديل؟ يجيب سلام نافياً علمه بذلك، ويقول: "هناك قوى وشخصيات عديدة تتحضر، سواء شخصيات سياسية أو قوى الثورة". ويعتبر سلام أنه أطلع رؤساء الحكومة السابقين وغيرهم بقراره.
ويتوجه سلام للسياسيين بالقول: "لا بد للجميع من أن يتنحوا، ويفسحوا المجال أمام إدخال دماء جديدة". ورداً حول التساؤلات إذا كان سيرشح نجله، فينفي ذلك قائلاً: "أنا لا أؤيد خيار الوراثة، فأنا لم آت بفعل الوراثة، وعندما طلب مني والدي أن أتعين نائباً في العام 1992 رفضت ذلك، وقلت له إما أُنتخَب أو لا أريد ذلك. وعندما انسحبت من الانتخابات، كان ذلك انسجاماً مع موقفي الرافض لمقاطعة المسيحيين للانتخابات, فأنا تمسكت حينها بالبعد الوطني. وفي العام 1996، ترشحت وحيداً وفزت في مواجهة لائحة الرئيس رفيق الحريري. وحينها كان والدي منذ سنوات في سويسرا ولم يكن في لبنان. وفي العام 2000 خسرت الانتخابات لكنني استمريت في العمل السياسي".
ينفي سلام أي رغبة في إدخال نجله بالحياة السياسية على الرغم من أنه مسيس، ولكن الوقت لا يسمح بذلك ولن أقول له: "حط رأسك بين الروس"، "ولا يمكنني أن أضغط عليه في هذا المجال".