"تنويم" مغناطيسي إنتخابي ينتهي بالصّراخ... الأمن لكم إذا كان البلد لنا!
كتب انطون الفتى في "أخبار اليوم":
بينما يرسّم العالم العربي حدود عودته الى لبنان مستقبلاً، بتوافُق مع الغرب والعالم، يتلهّى اللبنانيون بالحماسة الزائدة في أُطُر عدّة، من بينها التحضير للإنتخابات النيابية في الداخل والخارج، تماماً كما لو كنّا بلداً خارج الاحتلال، والسّعي للتقصّي عن مستقبل حكومة تصريف الأعمال "الأصيلة"، التي لا "تمون" على الاجتماع ولو "عا غدا"، فضلاً عن متابعة الكوارث الإنسانية والمعيشية اليومية، باجتماعات عقيمة، مثل من "يبحث عن عقله".
حرب أهلية
هذا كلّه فيما الفريق اللبناني المُسانِد والمُسوِّق والمُثبِّت للاحتلال الإيراني للبنان، يستفيد من هدر الوقت لاستجماع أوراقه، وأنفاسه، وطاقاته، لما قبل الإنتخابات وما بعدها، وفي إعداد العدّة للصّراخ الواضح بعد إعلان نتائجها، في إطار المناداة إما بفوزه، أو بأن بعض من في الداخل، الى جانب الخارج، يلعبون بنيران الحرب الأهليّة.
تغييب
لننتقل الى العراق، حيث نسمع أمين عام كتائب "حزب الله" العراقي أبو حسين الحميداوي، "يُهدّد" رئيسة بعثة الأمم المتحدة جينين -هينيس بلاسخارت، قائلاً:"رسالتنا الى الدول والمؤسّسات التي عملت على إيصال الحال إلى ما هو عليه الآن، وساهمت في التزوير وسرقة إرادة الشعب العراقي بالتعاون مع جهات محلية، نقول لهم إن رهانكم على تغييب فئة مؤثّرة وفاعلة من الشعب، سيخيب بلا شك، وإن رغبتكم في إشعال الحرب الداخلية ستفشل بجهود العقلاء"، متحدّثاً عن قاعدة أسّستها ما سمّاها "المقاومة"، وهي:"إما أن ينعم الجميع بالأمن والخير، أو يُحرَم الجميع منهما".
وانطلاقاً ممّا سبق، نفهم أن هذه القاعدة نفسها، قابلة للتعميم على أي ساحة من ساحات المنطقة عند الحاجة، ولبنان من ضمنها طبعاً، انطلاقاً من أن خسارة الإنتخابات ديموقراطياً هي "تغييب" و"تزوير"، في قاموس القيّمين على تلك القاعدة.
"تنويم"
شروط العودة الخليجية الى لبنان باتت واضحة، وهي أن حلّ الأزمات يبدأ من داخل لبنان نفسه، ومن قِبَل اللبنانيين أنفسهم، على صعيد تغيير سلوك "حزب الله" تجاه حرب اليمن، والعلاقات اللبنانية - الخليجية، وإجراء مراجعة سلطوية لبنانية لكلّ ذلك.
وبين جمود المقاربات، والطروحات، و"تنويم" كل شيء لبنانياً الى ما بعد الإنتخابات، نرى بوضوح من هو عاجز عن "انتزاع" جلسات حكومية بلا أي شروط تُفرَض عليه، ومن لن يتمكّن من ترجمة أي نتائج "تحريرية" للإنتخابات النيابية، لأي شيء، بينما هو يغرق في مستنقعات فريق يعدّ كلّ أوراقه مرتاحاً، للمضيّ في رسم معالِم مستقبل البلد، وملفاته الساخنة، وللقيام بكلّ ما سيُعلنه مُنتصراً في "نيابية" 2022، حتى ولو لم يحصد إلا أصوات بيئته، وحدها.
تجريد الاحتلال
رأى النائب السابق فارس سعيد أنه "مهما كانت نتائج الإنتخابات النيابية، وحتى لو أدّت الى ما هو غير مُرضٍ لمصلحة فريق "حزب الله" - "التيار الوطني الحرّ"، فما سيحدث هو أن "الحزب" سينقلب على نتائجها، تماماً كما حصل في العراق، وذلك إذا أُجرِيَت في ظلّ سلطة عاجزة سياسياً وقضائياً وإدارياً ومالياً".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "مهمّة المُعارضين، وكل الذين يعتبرون أن لبنان يرزح تحت الإحتلال الايراني، هو تجريد هذا الاحتلال ممّا تبقّى من السلطة التي تؤمّن له الحماية، أي المطالبة فوراً باستقالة رئيس الجمهورية (ميشال عون)، ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي)، ورئيس مجلس النواب (نبيه بري). ومن دون تحقيق ذلك، لا فاعلية لأي شيء".
عمل أمني
وعن المستقبل المُحتَمَل لبعض الملفات الميدانية الداخلية، ومن بينها أحداث الطيّونة، لا سيّما قبل الإنتخابات النيابية، أجاب سعيد:"استمرار إصرار "حزب الله" على اتّهام فريق "القوات اللبنانية" بأنه افتعل تلك الأحداث، هو أمر مُقلِق".
وختم:"اتّهام "الحزب" لـ "القوات" غير صحيح، لأن أهل عين الرمانة هم الذين دافعوا عن أنفسهم، بعدما تعرّضوا لغَزْوَة عسكرية. ولكن إصرار "حزب الله" على موقفه، يُظهِر وكأنه يحضّر لعمل أمني، بحجّة الثّأر".