حذار المال الانتخابي...فلنقترع للبنان عالم أول
مع بدء العد العكسي للاستحقاق الإنتخابي في الخامس عشر من أيار المقبل، و فيما يعوّل الكثيرون على هذا الاستحقاق لإعادة تصويب الأمور في البلاد من الناحية الاقتصادية والسياسية، تنشط كل الأساليب الهادفة الى جمع أكبر عدد من الأصوات، منها القانوني ومنها ما هو ملتوي ومخالف للقانون.
ومن بين الدوائر التي تشهد واحدة من أصعب المعارك، هي دائرة المتن الشمالي، حيث يتنافس المستقل والقواتي والكتائبي والعوني والعملة الصعبة في بعض الأحيان.
ومع انسحاب مرشحين بارزين في هذه الدائرة، برزت ظاهرة محاولة شراء الأصوات من قبل بعض المرشحين على شكل مساعدات او حتى نقدا.
ومع أن توثيق هذه المخالفات ليس بالسهل، إلا ان تداول الموضوع بين القرى والبلدات بات شبه علني، كما وان البعض أصبح يفاوض على السعر الأفضل.
وفي هذه الإطار يقول مرشح مجموعة نعم لبنان عن المقعد الارثوذكسي في دائرة المتن الشمالي المهندس هاني صليبا ان محاولة شراء الأصوات هي مخالفة للقانون وضربة لمبدأ الديمقراطية وسرية الاقتراع، ومحاولة إغراء الناس في ظل هذه الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة، هي بمثابة سرقة أي أمل بصنع مستقبل أفضل للناس.
كما وأن بعض من يحاول شراء الأصوات في المتن وغيرها من الدوائر هو من ضمن التركيبة التي سرقت أموال الناس على مدى عقود وبالتالي هذه الأموال هي أصلا من جيب الناس.
وأضاف صليبا، ان من مسؤولية الدولة اللبنانية والهيئات الرقابية محاولة ضبط الموضوع ووقفه ولكن أيضا من مسؤولية المواطن أن يعي أن شراء الأصوات هو كجرم الخطف. فمن يحاول تغرير الناس بمبلغ مالي هو كمن يخطف قرارهم ويرسم مستقبلهم على قياسه ويجبرهم على تحمل نتيجة قراراته وتداعياتها على مدى أربع سنوات وفي بعض الأحيان قد تكون لهذه التداعيات أثر أكبر من السنين.
ويقول صليبا اننا نمر بظرف صعب جدا والخروج منه ليس بالسهل لكن الأكيد، ان يبيع المواطن صوته لمن يتكل على ماله للفوز وليس على مشروعه ورؤيته، خطأ جسيم، وقد يكون مميت. فالفرصة لانقاذ البلد قائمة وممكنة فقط اذا تم اختيار وانتخاب من هو كفوء ونظيف، وليس من يتبع أساليب زمن الوصاية البائدة التي أوصلت المنظومة الفاسدة المتمسكة بمقاليد الحكم والمسؤولة عن انهيار البلد ودماره.
الخدمات هي مسؤولية الدولية وجب ان تكون مجانية للمواطن ودون منة من أحد. لكن السياسيين الفاسدين يستفيدون من غياب الدولة ليحجزوا أصواتنا خدمة لمصالحهم. فلنقترع لمن يريد دولة قوية قادرة على تأمين حاجاتنا دون مقابل ودعونا لا نقترع لمن يريد اغراقنا بالخدمات لنصفق له. فلنتحرر من التبعية.
حذار من الغش الانتخابي، إن انتخاب وجوه جديدة تنتمي لنفس المحاور السياسية الفاسدة ليس تغييرا ولا تجديدا. فلننتخب لنهج جديد قائم على رؤية اقتصادية ناجحة وقوية لبناء دولة حرّة متحررة من غطرسة الفاسدين والفاشلين. فلنقترع للبنان أفضل، لاقتصاد ناجح، لبلد عالم أول . فلنحرر ضمائرنا من سطوة المال والسلطة لننقذ لبنان ومستقبلنا.