حزب الله لـ"صفع السفارات" والقوات في بيروت والكتائب تضحّي
تعدّ القوى السياسية اللبنانية، في السلطة وخارجها، عدّتها، تحضيراً للانتخابات النيابية المفترضة في أيار المقبل. وبدأت بعض الأحزاب حركة إطلاق ماكيناتها الانتخابية العامة والمناطقية، أو حتى ورشات العمل والخلوات التنظيمية تمهيداً للاستحقاق الانتخابي. وعندما يعلو صوت صناديق الاقتراع، تكثير الشعارات والعناوين الرنّانة كالعادة، طمعاً بصوت تفضيلي من هنا وبكتلة نيابية وازنة من هناك. وفي هذا الإطار، سأل عدد من المتابعين عن توظيف حزب الله حتى لـ"حسّان" في الاستحقاق الانتخابي، ولو أنّ هذه الطائرة المسيّرة التي دخلت أجواء فلسطين المحتلة وعادت منها سالمة، جاء نشاطها بعيد ساعات عن الإعلان عن تخلّي لبنان عن الخط 29 التفاوضي مع العدو في عملية ترسيم الحدود البحرية.
حسّان الانتخابي
فقد اعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أنّ الانتخابات النيابية "معبراً لإنقاذ البلد" مشيراً أنّ "الطرف الآخر يريدها معبراً لإشعال البلد". وشددّ على أنّ "الانتخابات النيابية قائمة بلا تأخير، ونحن نستعدّ لها وسنخوضها وسنشهد الاقتراع للمقاومة رغم أنف أميركا وأموال دول التطبيع في الخليج"، مضيفاً أنّ "حضورنا القوي في الانتخابات سيوجه صفعة لسفارات التآمر وسيسقط أحلامها ورهاناتها". وقال قاووق خلال احتفال حزبي في عيتيت الجنوبية، إنّ "المعادلات تغيّرت في زمن انتصارات المقاومة، حيث أن المسيرات الإسرائيلية كانت تخترق الأجواء اللبنانية، واليوم أصبحت المسيرات اللبنانية تخترق أجواء الكيان الإسرائيلي". ولفت إلى أنه "لمسيّرة حسان رسالة بليغة جداً جداً أصابت القدرات العسكرية الإسرائيلية بصدمة ومذلّة تاريخية، وقد قرأها العدو وبات الصهاينة غارقين في بحر الذعر لعدم قدرة جيشهم على حمايتهم".
الانتخابات مصيرية
من جهته شدّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على عنوان "المصيرية" التي تحملها الانتخابات النيابية المقبلة، مشيراً إلى أنّ "الانتخابات تحدّد المصير وتتوقّف عند كل ورقة توضع في صناديق الاقتراع". جعجع، خلال ورشة عمل انتخابية لمنسقية بيروت في القوات، هاجم مختلف الأطراف السياسية في السلطة وخارجها، معتبراً أنّ "بقية الأحزاب إما تتثاقل الخطى أو غائبة نهائياً، باستثناء حزب القوات اللبنانية، وبعض المجموعات المستقلة التي تقوم ببعض الخطوات ولكن حركة بلا بركة". وفي هذا الإطار أضاف أنّ "بعض المرشحين والمجموعات، ولو أنهم جيّدون، لكنهم هم كناية عن أدوات للعرقلة حتى لا ننال أكثرية نيابية، وهذه العرقلة ستتفاقم في كل المناطق اللبنانية حتى موعد الانتخابات النيابية".
المواقع الشرعية
وفي السياق، أكد جعجع على أنه "لو نالت القوات في الانتخابات الماضية الكتلة الأكبر لما كنا عشنا ما نعيشه وكانت اللعبة النيابية والوزارية تغيرّت"، مشدداً على أنه "ليس هدف القوات نيل كتلة نيابية وازنة لزيادة عدد نوابها بل الأمر متعلّق بمصير البلد خلال الأربع سنوات المقبلة". وتابع مشيراً إلى "أننا سنشهد المزيد من الانحدار والانهيار في حال بقيت السلطة الحالية، إلا إذا وُجد من يضع حداً لها للبدء بعملية النهوض، وهذا الأمر لن يتحقق بتغيير بسيط في عدد المقاعد النيابية بل يتطلب كتلاً وازنة". ولفت جعجع إلى أنّ "المواقع الشرعية هي الأقوى في أي مكان وزمان" مبدياً أسفه "لغياب حسّ المسؤولية لدى معظم المسؤولين منذ سنوات ففرّغوا المواقع من مسؤولياتها، ليأتي قاضٍ واحد وهو القاضي طارق البيطار كي يذكّر بهذه المراكز حين قام بمهامه، الأمر الذي أزعج المتضررين من أدائه، فحبذا لو نجد مسؤولين آخرين يحذون حذوه".
الكتائب وويلات حزب الله
وعلى مستوى آخر، أكد رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميّل على أنه "بعد 4 سنوات من الانتخابات و8 سنوات على التسوية سلّمونا بلداً منهاراً، وسلّموا البلد لحزب الله ودمّروا حياتنا واقتصادنا وضربوا قدرة الناس على الحياة ودهوروا الليرة وصرفوا أموالنا ولم يتركوا من مال الناس شيئاً"، مشدداً على أن موعد المعركة اقترب وعلى الكتائبيين مواجهة السلطة والانهيار والأزمات في صناديق الاقتراع. وقال الجميل خلال لقاء عام لماكينة الكتائب الانتخابية، إنّ البلد وصل "إلى مكان يقال فيه إنّ الحزب سمح للدولة أن تتابع مفاوضات الترسيم لأنه يسمح والدولة تسمع الكلمة، المسؤولون ضيّعوا كل شيء، ومؤخراً ضيّعوا رياض سلامة". وتابع مشيراً إلى أنّ "حزب الله سيّر طيراناً فوق إسرائيل ويورطنا بويلات وويلات وما مِن رئيس الجمهورية أو الحكومة أو مجلس النواب يسأل من كلفكم وبقرار من وباستراتيجية من لأن القرار عند حزب الله وليس عند الدولة".
الكتائب وحيدة
وتابع الجميّل لافتاً إلى أنه "لدينا مشكلة مع حزب الله لأنه يقيّد سيادة الدولة وليس لأنه يحمي المنظومة فقط، التغيير يتطلب وضوحاً في الرؤية، ومشروعنا متكامل"، مضيفاً أنّ السلطة السياسية استسلمت لإرادة حزب الله "والكتائب وحدها واجهته، وواجهت أيضاً التسوية وعزل لبنان عن محيطه. وانتخاب ميشال عون رئيساً قرار جامع للمنظومة واجهته الكتائب لوحدها. وقانون الانتخابات الذي أعطى الأكثرية لحزب الله أيضاً". وأكد على أنه "لم نصل إلى هنا بالصدفة، بل بسبب من ارتكبوا الأخطاء وأفلسوا البلد. من هنا علينا أن نحاسبهم أو نعطيهم براءة ذمة ليكملوا على من بقي. كنا بمفردنا قبل 17 تشرين وقبل الثورة، وواجهنا وحدنا وفصلنا بين المنظومة والمعارضة منذ ذلك الحين".
مصلحة المعارضة والتغيير
وقال الجميّل إنّ حزب الكتائب يحمل اليوم مشروعاً تغييراً مشدداً على أنّ "التغيير يتطلّب تضحية، ونحن مستعدون للتضحية لنربح المعركة وبرهنا عن ذلك في البترون". واعتبر أنّ "من يريد أن تربح القوى التغييرية عليه أن يضحي لأن مستقبل البلد والأجيال على المحك والوقت ليس للولدنات والنظر إلى ما سنحصل عليها، لا أريد أن أعرف من هو أبوه وجده، بل أريد أن أعرف إن كان مقتنعاً بضرورة المواجهة وتغيير البلد نحو الأفضل وبسيادة لبنان ونقله إلى مرحلة جديدة. هناك من يريد أن يحكم على اللون والجنس والعائلة والماضي ومن جدك وجدتك". وأضاف أنّ "التغيير يتطلّب ألا ننغش بالأقوال، فلا يقنعنا أحد بأنّ معركته ضد رياض سلامة وهو من مدّد له، لكن ليس لديه ما يقوله، أو أنّ اتفاق مار مخايل شيطاني لكنه أوصله إلى بعبدا". وتابع مؤكداً على أنّ "التغيير يتطلّب إرادة وقدرة. فإما أننا في مواجهة المنظومة أو إننا جزء منها ويحتاج إلى التنظيم والانتشار". فدعا الكتائبيين في لبنان والاغتراب إلى تحمّل مسؤولية المواجهة مشيراً إلى أنه "أمامنا 3 أشهر ممنوع فيها النوم وأدعو كل اللبنانيين والقوى التي لديها الهدف نفسه إلى وضع أيدينا بأيدي بعض لنكسر الخوف الذي يحاولون أن يضعوه في ما بيننا".