حزب الله والسنة الجديدة: الحكم بالتوافق..ولو بلا أكثرية نيابية
كتب منير الربيع في المدن:
هيمنة حزب الله
ونجح أيضاً في استقطاب السنّة إلى ملعبه، عندما تبنى تيار المستقبل خيار ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية في العام 2016. وبعد اعتذار سعد الحريري وفّر الأخير الغطاء اللازم لنجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة. وهذا كان أحد شروط حزب الله الأساسية، كي لا يكرر تجربة حسان دياب، مصراً على تكليف شخصية تحظى بمشروعية سنية، وبدعم رؤساء الحكومة السابقين.
وبتلك المعادلات استمر حزب الله في مساره السياسي منذ انتخاب ميشال عون، فوصل إلى أوج قوته السياسية بفرض حليفه رئيساً، بينما حليفه الآخر هو رئيس للمجلس النيابي، واستفاد من ربط النزاع مع تيار المستقبل. وهذا يستمر مع نجيب ميقاتي الذي أكد أنه لن يدعو لجلسة حكومية طالما يرفض حزب الله عقدها. وعزز حزب الله نفوذه السياسي بالفوز بالأكثرية النيابية، على الرغم من أنه لم يتمكن من تسييرها كما يريد، أو بالحد الأدنى وكما يريد حليفه رئيس الجمهورية.
الحكم بالتوافق
ويُفترض بسنة 2022 أن تكون سنة تجديد الاستحقاقات. بالطبع لا يريد حزب الله خسارة حليف في بعبدا، ولا يريد خسارة الأكثرية النيابية. النقطة الأولى تحتاج إلى حسابات دقيقة. وحزب الله الذي يفضل إيصال حليف له إلى القصر الجمهوري، لكن ذلك لن يكون متاحاً لباسيل. فالوقائع الداخلية والخارجية كلها تفيد أن الحزب لن يكون المتحكم الوحيد بمثل هذا الاستحقاق. أما الأكثرية النيابية فقد يفقدها حزب الله، وهو يتحسب لذلك بالمواقف التي صدرت عن نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، والذي جدد الحرص على العلاقة بالتيار العوني، وعلى اتفاق مار مخايل. وأشار قاسم إلى أن أي أكثرية تفوز بالانتخابات لن تحكم وحدها. وهذا موقف يتلاقى مع موقف أطلقه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قبل فترة، فأشار إلى أن لا أكثرية تتمكن من الحكم، والبلد يحكم بالتوافق.
سنة جديدة كسابقاتها
وللحزب حضور وتأثير في مجالات متعددة. وهو يتحضر لشتى الاحتمالات السياسية الطارئة، ويدرس خياراته في حال كان مصير البلد معلق على طاولة حوار برعاية إقليمية ودولية، للبحث في تطوير النظام أو تعديله.
ومعروف أن الجهات المعنية في حزب الله تجري دراساتها حول الاحتمالات والسيناريوهات. ولا يخفى تأثر حزب الله في أي اتفاق يوقع لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والذي يقود حكماً إلى عملية الترسيم البري، لإرساء الاستقرار في تلك المنطقة. صحيح أن هذه العناوين تحتاج إلى وقت طويل واتفاقات دولية وإقليمية، لكن عند حصولها يكون أثرها بالغاً على حزب الله، ربطاً بمسار التطورات السورية.
وسنة 2022 في جانب أساسي منها ستخيم بأحداثها واستحقاقاتها على حزب الله، الذي سيتعرض للمزيد من الضغوط الخارجية والداخلية ربما. وهو سيلجأ إلى استخدام الضغوط لتعزيز وضعيته السياسية ووضعية حلفائه. وقد تمر السنة الجديدة من دون أن تشهد حسماً في الملفات الأساسية، فتنتقل الأزمات إلى سنوات لاحقة، كما هي الحال منذ سنوات.