حزب الله يستعد للاستحقاق: «باقون» بحجمنا
كتبت ميسم رزق في الأخبار:
قليلاً ما يتطرّق مسؤولو حزب الله إلى تفاصيل الانتخابات النيابية، مكتفين بالتركيز على نقطتين رئيسيتَين: الانتخابات حاصلة، والحزب وضع برنامجاً يُحاكي المرحلة ويتضّمن نقاطاً كثيرة.
النقاش في تطورات السنتين الأخيرتين أمر لا يتجنّبه الحزب، بل يقرّ مسؤولوه بـ«تقصير» يعتبرونه «نقطة ضعف». كما يقرّون بأن الاستياء الذي يسود القواعد الجماهيرية لمختلف القوى السياسية ليس بعيداً عن جمهوره أيضاً، وإن كان هذا الجمهور يحاول العضّ على جرحه. فهو من جهة يعلم المشروع الذي يستهدف المقاومة في الداخل والخارج، كما يعلم أن حزب الله لا يستطيع أن يستثمر قوته الإقليمية للقضاء على جزء كبير من الفساد، سواء داخل بيئته أو في البلاد بصورة عامة، وخصوصاَ أن محاولته لمعالجة أنشطة فساد، يتورّط فيها بعض من في داخل البيئة أو لدى الحلفاء، اصطدمت بعقبات كثيرة. رغم ذلك، «حماسة» الحزب للانتخابات كبيرة، وخصوصاً بعد الـ«ماتراكاج» المتواصل، منذ 17 تشرين 2019، لدقّ الأسافين بين الحزب وبيئته.
مع علمه بهذا الواقع وإدراكه لتأثيرات الأزمة الاقتصادية ــــ المعيشية على مزاج الناس، ورغم ما يُهمس به عن احتمال تطيير الانتخابات، يستكمل حزب الله التحضيرات اللوجستية والسياسية والشعبية لخوض الاستحقاق في أيار بشعار «نحمي ونبني» (وهو العنوان الذي تبنّاه الحزب في انتخابات عام 2018)، مع إضافة كلمة «باقون» (باقون نحمي ونبني). و«باقون» يقصد بها الحزب الاستمرارية بالموازاة بين فعل المقاومة ضد إسرائيل ومحاولة الحدّ من الانهيار الداخلي كي لا تندثر الإنجازات التي تحققت إذا ما انفجرت الجبهة الداخلية، علماً بأن المعركتين مختلفتان، «ولا شك أن الحرب على الفساد أصعب من الحرب ضد إسرائيل». إذ إن للحزب الكثير من الاعتبارات الجوهرية التي تقيّد حركته في الداخل مع حلفائه وأصدقائه، وهو لذلك تحمّل اتهامه بتأمين غطاء للمتورطين في منظومة الفساد. ليس الحزب غافلاً عن هذه النقطة، لكن الفرق أنه «مع إسرائيل لا يوجد حساب حتى للموت، أما الداخل فيحتاج إلى إجراءات مدروسة بدقة».
عملياً، وضع الحزب اللمسات الأخيرة على برنامجه الانتخابي الذي يعبّر عن رؤيته للتطورات الداخلية، أما المواقف من التحالفات السياسية والانتخابية، فلا تزال «قيد الدرس». باستثناء التحالف المحسوم مع «حركة أمل» في كل الدوائر، من المفترض أن يُعقد اجتماع بين قيادتَي حزب الله والتيار الوطني الحر الأسبوع المقبل، «بعدما حُلّت المشاكل الأخيرة»، للاتفاق حول الدوائر التي يُمكن التحالف فيها، أما «الأصدقاء» الآخرون، فخريطة التحالفات تنتظر اتضاح صورة توزيع المقاعد في المناطق.
أسماء مرشحي الحزب هي أيضاً قيد الدرس، ولن يُعلن عنها قبل الشهر المقبل، إلا أن المسؤولين يؤكدون أن «التغيير سيطال بعض الأسماء»، ولا سيما أن هناك نواباً «طالبوا بإعفائهم من الترشح»!
لا يفصل حزب الله بين المشروع السياسي والانتخابي، فهو مشروع واحد يُخاض في مواجهة الحرب الأميركية والخليجية (تحديداً السعودية) التي تسعى الى ضرب صورة حزب الله وتحجيمه في الداخل، إما مباشرة أو من خلال حلفائه، وخاصة أن جهات كثيرة في الداخل والخارج تراهن على الانتخابات لسلب الأكثرية من الحزب وحلفائه، وتصويره كأنه تراجع في شعبية الحزب. مع العلم بأن إحصاءات «استكشافية» أكدت أن حزب الله لا يزال يحافظ على موقعه وحجمه في بيئته، لاعتبارات عديدة، وحتى لدى الكتلة التي لم تحسم خيارها في التصويت، والتي «من المؤكد» أن أصواتها لن تصبّ في مصلحة خصومه، وسيعمل الحزب حتى موعد الانتخابات على استقطابها.
أما في ما يتعلق بالتطورات السياسية العامة في البلاد، ولا سيما انسحاب رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري من العمل السياسي وقراره عدم خوض الانتخابات النيابية القادمة، فيؤكد الحزب أن ذلك «لم يسبّب إرباكاً لديه»، ويرى أن «هناك إمكانية للتحالف مع قوى سياسية وحزبية على الساحة السنّية في عدد من المناطق، من بينها مجموعات مدنية ليس لها ارتباطات بالسفارات».
مع علمه بهذا الواقع وإدراكه لتأثيرات الأزمة الاقتصادية ــــ المعيشية على مزاج الناس، ورغم ما يُهمس به عن احتمال تطيير الانتخابات، يستكمل حزب الله التحضيرات اللوجستية والسياسية والشعبية لخوض الاستحقاق في أيار بشعار «نحمي ونبني» (وهو العنوان الذي تبنّاه الحزب في انتخابات عام 2018)، مع إضافة كلمة «باقون» (باقون نحمي ونبني). و«باقون» يقصد بها الحزب الاستمرارية بالموازاة بين فعل المقاومة ضد إسرائيل ومحاولة الحدّ من الانهيار الداخلي كي لا تندثر الإنجازات التي تحققت إذا ما انفجرت الجبهة الداخلية، علماً بأن المعركتين مختلفتان، «ولا شك أن الحرب على الفساد أصعب من الحرب ضد إسرائيل». إذ إن للحزب الكثير من الاعتبارات الجوهرية التي تقيّد حركته في الداخل مع حلفائه وأصدقائه، وهو لذلك تحمّل اتهامه بتأمين غطاء للمتورطين في منظومة الفساد. ليس الحزب غافلاً عن هذه النقطة، لكن الفرق أنه «مع إسرائيل لا يوجد حساب حتى للموت، أما الداخل فيحتاج إلى إجراءات مدروسة بدقة».
عملياً، وضع الحزب اللمسات الأخيرة على برنامجه الانتخابي الذي يعبّر عن رؤيته للتطورات الداخلية، أما المواقف من التحالفات السياسية والانتخابية، فلا تزال «قيد الدرس». باستثناء التحالف المحسوم مع «حركة أمل» في كل الدوائر، من المفترض أن يُعقد اجتماع بين قيادتَي حزب الله والتيار الوطني الحر الأسبوع المقبل، «بعدما حُلّت المشاكل الأخيرة»، للاتفاق حول الدوائر التي يُمكن التحالف فيها، أما «الأصدقاء» الآخرون، فخريطة التحالفات تنتظر اتضاح صورة توزيع المقاعد في المناطق.
أسماء مرشحي الحزب هي أيضاً قيد الدرس، ولن يُعلن عنها قبل الشهر المقبل، إلا أن المسؤولين يؤكدون أن «التغيير سيطال بعض الأسماء»، ولا سيما أن هناك نواباً «طالبوا بإعفائهم من الترشح»!
لا يفصل حزب الله بين المشروع السياسي والانتخابي، فهو مشروع واحد يُخاض في مواجهة الحرب الأميركية والخليجية (تحديداً السعودية) التي تسعى الى ضرب صورة حزب الله وتحجيمه في الداخل، إما مباشرة أو من خلال حلفائه، وخاصة أن جهات كثيرة في الداخل والخارج تراهن على الانتخابات لسلب الأكثرية من الحزب وحلفائه، وتصويره كأنه تراجع في شعبية الحزب. مع العلم بأن إحصاءات «استكشافية» أكدت أن حزب الله لا يزال يحافظ على موقعه وحجمه في بيئته، لاعتبارات عديدة، وحتى لدى الكتلة التي لم تحسم خيارها في التصويت، والتي «من المؤكد» أن أصواتها لن تصبّ في مصلحة خصومه، وسيعمل الحزب حتى موعد الانتخابات على استقطابها.
أما في ما يتعلق بالتطورات السياسية العامة في البلاد، ولا سيما انسحاب رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري من العمل السياسي وقراره عدم خوض الانتخابات النيابية القادمة، فيؤكد الحزب أن ذلك «لم يسبّب إرباكاً لديه»، ويرى أن «هناك إمكانية للتحالف مع قوى سياسية وحزبية على الساحة السنّية في عدد من المناطق، من بينها مجموعات مدنية ليس لها ارتباطات بالسفارات».