يتعدى الاهتمام بالانتخابات النيابية والرهان على إحداث نتائجها التغيير المنشود في النهج السياسي القائم الاطار المحلي والحدود ليصل الى كبرى الدول الاقليمية والدولية، ويبلغ عتبات مجلس الامن الدولي الذي شدد منذ ايام في بيان حول الوضع في لبنان، على اهمية اجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة كما هو مقرر في الخامس عشر من ايار المقبل، ودعا الحكومة الى تمكين هيئة الاشراف على الاستحقاق من تنفيذ مهامها.
ما هو جلي ان المكونات السياسية اللبنانية على اختلافها باتت متأهبة لخوض غمارالمعركة الديموقراطية، التي لن تحدث تغييرا كبيرا في لعبة التوازنات الداخلية امام قانون انتخابي قائم على الصوت التفضيلي يفتقد الحد الادنى من القدرة على تغيير الواقع الحالي، ولا تستفيد منه سوى القوى المعدة لهذا القانون، ما يلغي كل مطلب جدي بالتغيير على ما تؤكد مراكز الدراسات والاحصاءات التي استعانت بها بعثات دبلوماسية، والتي التقت جميعها على ان التغيير إن حصل، سيكون ضيقا وفي دوائر محدودة بما يسقط الرهان على تغيير جدي وجذري.
اما في ما خص التعاون الانتخابي وما صدر في هذا السياق عن المستقبل والقوات والطاشناق والتيار، الملاحظ انه لم يصدر حتى الآن عن حركة أمل اي بيان يؤكد ما نشر عن تحالف انتخابي بين الحركة والحزب والعونيين. صحيح ان احد نواب حزب الله ألمح الى ذلك في احدى المناسبات الاجتماعية، لكن السؤال هل من اجتماع بين قيادتي الحزب وامل لبلورة خارطة التحالفات ضمن فريق الممانعة وقوى الثامن من اذار يسبق الاطلالة الاعلامية المرتقبة للامين العام السيد حسن نصرالله المفترض ان يحدد فيها موقف الحزب من الاستحقاقات؟
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله يقول لـ"المركزية": "إن التفاهم بين الثنائي الوطني قائم وبعمق على كل الامور. هناك اجتماعات شبه يومية بين الجانبين من اجل وضع خارطة طريق التعاون والترشيحات على مستوى كل لبنان وهذا طبيعي ومن ضمن الاستعدادات التي يقوم بها كل فريق وهذا حق لنا كما للفريق الآخر. هناك أجتماعات تعقد لصياغة التحالفات بين حزبي القوات والتقدمي وحتى بين القوات والفريق السني المتمثل بالرئيس السنيورة ونحن نضع ذلك في اطار التنافس الانتخابي الديموقراطي.
اما بالنسبة الى التعاون مع التيار الحر فحتى الساعة لم يعقد أي اجتماع بين الجانبين على رغم المساعي المبذولة الرامية لتوسيع اطار التفاهمات ليشمل كل قوى ما يعرف بالثامن من أذار وازالة التباينات القديمة التي سجلت في الدورة السابقة أو المستجد منها".
واذ يعترف بوجود تشكيك في اجراء الانتخابات يتمنى أن تحصل "لأنه لا يجوز تعطيل الاستحقاقات خصوصا أن لا شيء سويا بين الرئاسات والسلطات، فالحكومة كما المجلس النيابي والبلد برمته تختصر جميعا من قبل أشخاص عددهم لا يتعدى اصابع اليد الواحدة للاسف".
ويختم: لقد صرفوا المليارات هباء على الكهرباء والسدود، ويمكنني القول أنني لم اجد يوما نفسي ومكاني في المجلس النيابي، وأنني في صدد أعادة التفكير وتقييم كل المرحلة".