حملة انتخابية وطنية للمعارضة: لوائح وهيئة مركزية لإدارة المعركة
كتب وليد حسين في المدن:
لا رفاهية للانتظار
وفيما تعيش مجموعات معارضة تخبطها المعتاد بين بعض المجموعات التي تريد خوض الانتخابات من دون التحالف مع الأحزاب المعارضة، تطلق هذه المجموعات التي ذكرناها آنفاً ندائها الأخير للتوحد، وتطلق بعدها الحملة الانتخابية بمن حضر، وذلك بغية تشكل مروحة واسعة لانضمام الأحزاب والشخصيات المعارضة مثل حزب الكتائب والحزب الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري ونعمة افرام وميشال معوض والخط التاريخي للتيار الوطني الحر وغيرهم.
وفق مصادر متابعة، لم يعد من رفاهية لانتظار كل مجموعات الثورة في لبنان، خصوصاً في ظل وجود أكثر من 400 مجموعة، بعضها موجود بالاسم فحسب، وليس لديها أي معرفة للوقائع على الأرض وطبيعة أحجام القوى، ولا ماكينات انتخابية تصارع بها أحزاب السلطة. فالبحث في جنس الملائكة (رفض وقبول الآخر أي الأحزاب والشخصيات المعارضة) والتعويل على موجة شعبية جارفة (تنجيم أكثر منه وقائع)، فيما المواطن يموت أصلاً بعيداً عن أبواب المستشفيات، لم يعد مقبولاً. بل يجب الإقدام على خطوة تعطي المواطن الثقة بوجود معارضة قوية تستفيد من النقمة الشعبية.
علامة انتخابية وطنية
لذا، تقرَّر إطلاق هذه المبادرة في الثامن من شباط للدعوة إلى توحيد صفوف المعارضة في لوائح مشتركة في كل لبنان. يليها إطلاق "علامة" انتخابية موحدة في كل لبنان، في النصف الثاني من الشهر الجاري. ويصار بعدها إلى إطلاق الحملة الانتخابية في لبنان وفي دول الاغتراب.
وبعيداً من الإشكاليات المعتادة عند بعض المجموعات، الرافضة للتحالف مع الأحزاب مثل حزب الكتائب، بات الإشكاليات محصورة عند بعض المجموعات حول كيفية خوض الانتخابات في لائحة وطنية أو ترك المجال لخصوصية المناطق. بمعنى آخر إطلاق حملة وطنية مشتركة في الدوائر التي لا يوجد فيها خلافات، وترك الدوائر الأخرى للمرحلة المقبلة. ويصار إلى وضع شعار واحد في لبنان وشعار آخر مستوحى منه على صعيد المناطق، مثل شعار "لبنان ينتفض" في 17 تشرين، والذي انبثق عنه "صيدا تنتفض" و"صور تنتفض" وهلم جرا.
معارضة وقوى تغييرية
الهدف هو تجميع المعارضة كلها، كي تتشكل موجة شعبية في كل لبنان، تصوت للمعارضة ضد أحزاب السلطة. لكن مجموعات مثل لحقي وشبكة مدى والمرصد الشعبي لمكافحة الفساد وبيروت مدينتي (أو "مدينتي")، ما زالت غير موافقة على هذا الإعلان، والعمل جار لتذليل العقبات معها.
ستكون هذه المجموعات التي تطلق النداء أمام اختبار انضمام معظم المجموعات والأحزاب والشخصيات المعارضة قبل إطلاق الحملة الانتخابية الوطنية. أي المشاركة في وضع ورقة سياسية وبرنامج انتخابي موحد وتشكيل هيئة مركزية لإدارة المعركة وهيئات محلية موازية. ووفق المصادر، ثمة إيجابية في التعامل مع هذا الحدث من الجميع. وسيلقى دعماً مادياً ولوجستياً من منصة "كلنا إرادة".
أما منصة "نحو الوطن" (التي تقدم الدعم اللوجستي) فلديها مقاربة مختلفة في كيفية خوض الانتخابات. وتؤكد مصادرها أن لا خلافات سياسية مع هذه المجموعات المعارضة بقدر الخلاف على الاستراتيجية الانتخابية: ضرورة خوض مجموعات الثورة الانتخابات كقوى تغييرية صرف بعيداً عن الأحزاب التقليدية، لكسب التأييد الشعبي الناقم على الأحزاب.
ورقة سياسية مشتركة
ووفق المصادر تعمل المجموعات على صياغة مسودة الورقة السياسية، التي ستعرض على المجموعات والأحزاب، بعد إطلاق النداء، تتضمن مبادئ عامة للبرنامج الانتخابي، مثل الحفاظ على السيادة الوطنية (حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية وعدم التدخل في شؤون الدول العربية..) والانتقال إلى الدولة المدنية وتطبيق الدستور اللبناني، والعدالة الاجتماعية، ومبدأ المحاسبة: التدقيق الجنائي واستعادة الأموال المنهوبة واستقلالية القضاء.
وسيصار إلى وضع آلية عمل مشتركة لإدارة العملية الانتخابية وفق مبدأ اللامركزية في تشكيل اللوائح، بينما التنسيق للإعلان والإعلام الانتخابي يدار مركزياً من هيئة مشتركة.