دار الفتوى تدعو للمشاركة بالانتخابات و"تشجيع" سنّي لنواف سلام!
لكن هذا الأمر استدعى إصدار بيان جديد من تيار المستقبل يشير إلى أن قرار التيار يتعلق بالحزبيين ترشيحاً وانتخاباً، ولكنه لا يعني جمهور التيار الذي له حرية الاختيار والقرار.
دار الفتوى
يأتي موقف المستقبل، بعد موقف لافت لمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، في ذكرى الإسراء والمعراج، شدد فيه على وجوب المشاركة في الانتخابات وعدم المقاطعة، وقال: "نحن نفارق التردد والحيرة، وندعو الجميع للنزول إلى صناديق الاقتراع. فالتصويت الكثيف، هو رسالة أمل ورجاء، وإيمان بمستقبل الوطن والدولة. وإذا لم نعمل بإيماننا وبأملنا فبماذا نعمل؟ نحن اللبنانيين أهل حق، وأقوياء بتضامننا ووحدتنا، وبمحافظتنا على تطبيق دستورنا، وتعزيز هذا المفهوم. فالأجواء على الساحة اللبنانية تشوبها شوائب عديدة، نخشى استغلالها من كل من يريد بلبنان شراً داخلياً وخارجياً، فالخطر يداهمنا، ويغزو مؤسساتنا الرسمية والخاصة، والمعالجة هي مسؤولية الجميع، ولا تتحقق إلا بالتعاون والتضامن، لا بتبادل الاتهامات والانتقادات والكيديات، التي تزيد الشرخ عمقاً بين أبناء الوطن الواحد. فبالحكمة والوعي والعمل الوطني الجاد المخلص، ضمن إطار الدولة التي تحافظ على الجميع من دون تفرقة أو تمييز، لاستعادة الناس ثقتهم بوطنهم، خصوصاً وأننا أمام استحقاقات عديدة، وفي طليعتها الانتخابات النيابية وصولا إلى الانتخابات الرئاسية، وبهذا يتحقق الإصلاح المنشود، الذي يطالب به الجميع".
تشجيع سعودي
وحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن مفتي الجمهورية كان قد تلقى اتصال تهنئة من السفير السعودي وليد البخاري بذكرى الإسراء والمعراج، وفهمت الإشارة بأنها نوع من التحفيز السعودي على ضرورة اتخاذ دريان موقفاً واضحاً. وهنا تشير المصادر إلى أن الرئيس فؤاد السنيورة أيضاً تلقى اتصال تهنئة من السفير السعودي، في إشارة واضحة للعلاقة مع الرجل، وتقول المعلومات إن الاشارة تضمنت نوعاً من الموافقة على الحركة التي يقوم بها السنيورة تحضيراً للانتخابات.
وتكشف المعلومات أن الهدف من موقف دريان والسنيورة وغيرهما، هو عدم ترك الساحة السنّية فارغة، ما سيؤدي إلى تمكين حزب الله من تسجيل اختراقات. ولذلك، لا بد من تحفيز السنّة على المشاركة في العملية الانتخابية وعدم المقاطعة، لأنها ستخدم الحزب فقط. وفي هذا السياق، تقول المصادر إن السنيورة سيستكمل اتصالاته لحسم قراره، فيما هناك الكثير من اللبنانيين والبيارتة تحديداَ ينتظرون من نواف سلام أن يحسم قراره، ليترأس هو اللائحة في بيروت. فهو سيكون قادراً على الحصول على دعم رؤساء الحكومة وعدم ممانعتهم، وكذلك هو يمثّل عنصر ثقة لدى المجتمع المدني وقوى الثورة والتغيير.
بيان "المستقبل"
وقد أصدر "تيار المستقبل" تعميماً، أشار فيه إلى أنه "تأكيداً على التعميم الصادر عن التيار بخصوص المشاركة في الانتخابات النيابية والترشح لها، والصادر بتاريخ 14 شباط 2022، والذي يحدد الموجبات التنظيمية في حالة مشاركة منتسب أو منتسبة إلى تيار المستقبل في الحملات الانتخابية لأي من المرشحين، وإنفاذاً للقرار الصادر في هذا الشأن عن الرئيس سعد الحريري، وتوضيحاً لمراجعات عشرات المنتسبين إلى التيار بخصوص المشاركة في الحملات الانتخابية أو عدمها، يعلن الآتي:
أولاً- إن قرار تعليق العمل بالاستحقاقات السياسية والانتخابية وعدم الترشح للانتخابات النيابية أو المشاركة بأنشطتها يشمل حصراً الحزبيين والحزبيات في تيار المستقبل، وهو لا يعني جمهور التيار الذي له حرية القرار والاختيار.
ثانياً- يتوجب على أعضاء التيار استناداً لهذا القرار الامتناع عن التسويق لمشاريع انتخابية أو لأي من المرشحين، وعدم المشاركة في أي نشاطات أو ماكينات انتخابية.
ثالثاً- على كل منتسب أو منتسبة إلى تيار المستقبل في حال العزم على المشاركة بأي نشاط انتخابي، تقديم استقالة خطية إلى الهيئة التي ينتمي/تنتمي إليها أو إلى هيئة الشؤون التنظيمية المركزية.
رابعاً- يؤكد التيار على مضمون التوجهات التي أعلنها الرئيس سعد الحريري في الاجتماع الاخير لكتلة المستقبل النيابية، ويتمنى على كافة الحزبيين والأصدقاء الراغبين بالترشح الالتزام بها، خصوصاً لجهة الامتناع عن استخدام شعارات التيار وادبياته المعروفة".