روكز: سأترشح في كسروان
مطلق أي كلام عن محدلة الإنتخابات النيابية يبدو هزيلا وضبابيا في ظل الإنهيار الإقتصادي والهم المعيشي الذي بدأ يأكل من لحم اللبناني الحي وقريبا من علة وجوده وكيانه. وإذا سلمنا بأن الطبقة السياسية وبعض الأحزاب يدور في فلك كوكب لا يشبه إلا تركيبة المنظومة التي خطفت البشر والحجر إلا أن ثمة استحقاقا مصيريا قد لا يسير بالتوازي مع واقع جهنم لكنه على الأقل يشكل خشبة خلاص، اللهم إذا كانت هناك نية لدى الناخب في التغيير.
مصادر سياسية كسروانية كشفت لـ"المركزية" أن مشهدية الثقل التي كانت تمثلها عاصمة الموارنة لا تزال ضبابية علما أن المعركة الإنتخابية النيابية في هذه الدائرة تكتسب أهمية خاصة نظرا إلى تركيبتها السكانية المتجانسة التي تتميز بالزعامات والبيوتات السياسية والحضور القوي للأحزاب التي تتنافس على المقاعد النيابية، فتستحق عن جدارة توصيفها بـ"أم المعارك الانتخابية". ومع الكلام عن تغيّر كبير في مزاج الكسروانيين لا سيما المزاج البرتقالي، لا تزال صورة التحالفات والمرشحين ضبابية بحسب المصادر إلا أن خارطة الطريق لبعض اللوائح باتت شبه واضحة .
بالنسبة إلى التيار الوطني الحر إسمان فقط شبه مؤكدين على اللائحة هما الوزيرة السابقة ندى البستاني وكاتب العدل المتقاعد طوني كريدي. وتكشف المصادر أن مساعي ضم رئيس بلدية غزير السابق ابراهيم الحداد إلى لائحة التيار باءت بالفشل والمساعي منكبة للبحث عن بديل لا بل بدلاء. لكن الثابت أن ثمة تغييرا فاضحا في المزاج الكسرواني البرتقالي نتيجة الخيبات التي تلقاها من العهد ونوابه في الدائرة إضافة إلى استبعاد نواب كانوا يشكلون نقطة ارتكاز شعبية ووطنية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر النائب روجيه عازار الذي استبدله التيار بقرار من رئيسه النائب جبران باسيل بالوزيرة السابقة البستاني وهذا ما يؤشر إلى أن نسبة حظوظ التيار ستقتصر في هذه الدورة على نائب واحد في عرين الموارنة. ومن الأسباب التي ساهمت في إحداث تغيير في المزاج الكسرواني خطاب بكركي الذي لم يعد يتلاءم مع الخطاب البرتقالي لا بل يناقضه. وكلنا يدرك مدى تأثير خطاب بكركي على الناخب الكسرواني وفق المصادر.
القوات اللبنانية لا تزال عند مرشحها الحزبي النائب شوقي الدكاش اما المرشح الدكتور أنطوان صفير فقد أعلن ترشحه على اللائحة وهو يشكل حيثية كسروانية كونه ينتمي إلى عائلة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير ومقربا من بكركي ورجال الإكليروس إضافة إلى كونه شخصية تشريعية ولها تاريخها في مجال القانون والتشريعات والإعلام. وثمة كلام عن انضمام مدير مستشفى البوار الحكومي السابق الدكتور شربل عازار إلى اللائحة لكن لا شيء نهائيا.
القوى المدنية وتنظيمات المجتمع المدني تدخل بقوة على خط المنافسة الكسروانية والتي ستتحالف مع قوى سياسية تتلاقى معها على المبادئ والخيارات والطروحات والمشاريع الانتخابية. ومن الأسماء المحسومة على هذه اللوائح جوزفين زغيب التي خاضت تجربة انتخابات 2018 ولم يكتب لها الفوز، والوزير السابق يوسف سلامة.
على لائحة الكتائب يندرج إسم النائب نعمت افرام وجولي دكاش زوجة رئيس بلدية فاريا السابق. وتلفت المصادر إلى أن أصوات الكتائبيين ستتشتت في هذه الدورة على رغم المسافات الجغرافية الفاصلة بين دائرة الشمال الثانية بعد تحالف الكتائب مع مجد حرب واستبعاد إبن رئيس الحزب الراحل سامر سعادة. ومع انضمام رئيس إقليم كسروان السابق شاكر سلامة الذي قدم استقالته من الحزب إلى لائحة فريد الخازن فمن المرجح أن يزداد الشرخ ومن المرجح أن يحصد العدد الأوفر من الأصوات من حساب لائحة الحزب.
السؤال الذي لا يزال يحير الناخب الكسرواني، وهو الأكثر تداولا في أوساط عاصمة دائرة كسروان ـــــ جبيل (جبل لبنان الأولى) التي تنتخب وحدها نحو ثلث المقاعد المارونية (8 مقاعد)، أين سيكون النائب شامل روكز وهل سيشكل لائحة في كسروان أم المتن؟
يقول روكز الملتزم قاعدة الصمت لـ"المركزية": "سأترشح عن المقعد الماروني في كسروان. هذا الأمر بات محسوما التزاما مني باحترام الناخب الكسرواني الذي منحني الثقة على مدى أربعة أعوام، علما أنني كنت شكلت لائحة مستقلين شبه كاملة في المتن. لكنني لن أتراجع عن مبادئي وساترشح في كسروان".
وعن اللائحة المستقلة يؤكد روكز "أن محاولات عديدة جرت لتركيب لائحة من المستقلين لكنني واجهت صعوبة لا بل استحالة نظرا إلى طبيعة قانون الإنتخاب الذي يعتمد على الصوت التفضيلي والحاصل الإنتخابي وثانيا إلى طبيعة المزاج الشعبي في كسروان الموزع بين الحزبي والزعاماتي والعائلات التقليدية والمستقلين. والأخيرة شبه منكفئة ومحبطة نظرا إلى الهم الإجتماعي والإقتصادي. إزاء هذا الواقع ارتأينا تشكيل لائحة من غير المستقلين تعتمد على التحالفات وبعد صدور النتائج يكون لكل نائب رأيه وخياراته. لكن الثابت أننا لن نتحالف مع الأحزاب".
العقد كثيرة باعتراف النائب روكز "لكننا سنفككها واللائحة صارت شبه مكتملة". نسأل عن إمكانية التحالف مع الوزير السابق زياد بارود ويجيب: "حتى اللحظة لم يعلن عن رغبته بالترشح" ويضيف: "لا يستخفن أحد بصعوبة تركيبة منطقة كسروان من هنا سنخوض الإنتخابات ضمن لائحة تكفل لنا الحد الأدنى من الإنسجام لتأمين الحواصل".
على بعد أيام من إقفال باب الترشح لا تزال عاصمة الموارنة تعيش حالا من الفتور واللامبالاة "وهذا الجو ينسحب على كل لبنان لأن الهم المعيشي بات ثقيلا جدا وهاجس اللبنانيين تأمين صفيحة بنزين وربطة خبر وعلبة دواء أو كيفية الدخول إلى المستشفى". وعند هذه الهواجس يسكت روكز عن الكلام المباح لينصرف إلى إتمام لائحة تحاكي أسماؤها وجع إبن كسروان وهموم اللبنانيين.