زيارة الجميل لواشنطن...رهان على دور الجيش وحماية الانتخابات
كتبت المركزية : شيء ما لم يتظهّر إعلاميا من زيارة رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل إلى الولايات المتحدة التي شملت في محطاتها لقاءات مع مسؤولينفي الخارجية وأعضاء من مجلس الشيوخ والنواب ولجنة الصداقة اللبنانية – الأميركية لإيصال صوت المعارضة اللبنانية السيادية التغييرية الى دوائر القرار الأميركي. وحتى لا يبقى الصوت محصورا ضمن أربعة جدران كان القرار في إيصال الصدى عبر المحاضرات التي ألقاها في عدد من المعاهد العالمية حيث شرح حقيقة الوضع اللبناني بسوداويته وأهمية إحداث التغيير حفاظاً على هوية لبنان ودوره.
لكن الأبرز والأهم تمثل باللقاءات والمحاضرات التي ألقاها في عدد من الولايات الأميركية لحث المغتربين على أهمية المشاركة في الإنتخابات المقررة حفاظا على حقهم الدستوري وإيمانا بدور هذا الصوت في إحداث التغيير المنشود.
نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية سليم الصايغ يضيء عبر "المركزية" على بعض خفايا الزيارة ونتائجها المرتقبة على المديين المتوسط والبعيد منطلقا من الأهداف التي وضعها الجميل على جدول أعمال زيارته، وفي الأولويات "التأكيد على رهان اللبنانيين والقوى المعارضة والثورة على دور الجيش اللبناني والدعم غير المشروط للقيام بمهماته الوطنية بدءاً من حفظ الحدود وحماية المؤسسات الشرعية".
ويلفت الصايغ إلى أن إصرار الجميل على هذه النقطة ياتي على "خلفية النقاش الحاصل داخل الكونغرس الأميركي بين تيارين: الأول الذي يعتبر أن لبنان ميؤوس منه بسبب إمساك حزب الله بكل مؤسساته الشرعية ومن ضمنها مؤسسة الجيش اللبناني وعليه يجب وقف كل المساعدات العينية والعسكرية لا سيما النوعية منها التي تقدمها الولايات المتحدة إلى الجيش اللبناني. في حين يصر التيار الثاني على اعتبار الجيش المؤسسة الضامنة وحجر الزاوية التي تحفظ سيادة لبنان واستقلاله".
الإنتخابات النيابية وأهمية الإستحقاق في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها البلاد كانت من النقاط الرئيسية التي طرحها رئيس حزب الكتائب على المسؤولين في مراكز القرار الأميركي "صحيح أن كل الأفرقاء في لبنان ينادون بضرورة إجراء الإنتخابات النيابية، لكن من وراء الكواليس تسعى المنظومة الحاكمة الى تعطيلها إن من خلال الطعن بها أو من خلال استعمال صوت المغترب وتجييره إلى ما يخدم مصالحها ومواقعها". ويستعيد الصايغ بعضاً من ممارسات المنظومة في انتخابات العام 2018 حيث عمل البعض على تحويل بعض السفارات إلى مراكز اقتراع ونقل المغتربين إلى لبنان على نفقة مكاتب هذا المرشح أو ذاك عدا عن شطب أسماء مقترعين". وللحؤول دون تكرار هذه السيناريوهات كان التركيز خلال اللقاءات على ضرورة حماية الإنتخابات من الخارج أي من خلال السفارات والقنصليات .
على مستوى الداخل اللبناني يقول الصايغ "إما أن تكون الديمقراطية مكتملة المواصفات أو لا تكون. لذلك نطالب بضرورة تأمين الحماية ومراقبة سير العملية الإنتخابية عن كثب منذ بدء الترشيحات حتى لحظة فتح الصناديق وفرز الأصوات لأن المنظومة الميليشياوية ستسعى لضربها وتشويهها وتحوير النتائج إن لم نقل إلى تعطيلها، وهذا ما يستدعي مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وأن يكون شريكا فاعلا فلا يكتفي بالمراقبة عن بعد وتسجيل ملاحظات".
واستطرادا يؤكد أن الدولة التي تفرض عقوبات على شخصيات سياسية وحزبية وتساهم في تفكيك المنظومة لا يستحيل عليها الدخول مباشرة على خط مراقبة الإنتخابات النيابية ونحن على ثقة أن مطلبنا هذا ليس مستحيلا على المجتمع الدولي عموما والولايات المتحدة خصوصا".
يبقى ملف التحقيق في جريمة المرفأ الذي وضعه الجميل على طاولة المباحثات مع المسؤولين في مراكز القرار الأميركي"فمن حق أهالي الضحايا وحق اللبنانيين أن يعرفوا من قتل أولادهم؟ ومن دمر بيروت؟". ويضيف الصايغ: "نحن لا نتهم حزب الله على العكس هو من يضع نفسه في قفص الإتهام ويؤكد على ارتباطه بهذه الجريمة من خلال إصراره على "قبع" البيطار. وعليه نطالب المجتمع الدولي بأن يكون جاهزا لتحمل مسؤولية هذا الملف القضائي في حال الإمعان بعرقلته على رغم كل محاولات فريق المعارضة بالتصدي".
ويختم الصايغ: "قد لا يتنبه البعض إلى الخطوات العملية التي يقوم بها المجتمع الدولي والولايات المتحدة خصوصا لإخراج لبنان من فكي المنظومة الميليشياوية الحاكمة وهذا ما يؤكد أن الإهتمام بلبنان قائم دوليا وهو غير متروك. المهم شعبو ما يتركو ولن يفعل. هذا ما أردنا أن نقوله للأميركيين".