سليلة السيدة زينب.. لا تصلح لترشيحات "حزب الله" النيابية؟
كتبت صفاء عيّاد في المدن:
"هل من مرشحة أُخت للإنتخابات النيابية؟"، هو ليس سؤلاً عابراً أو ساخراً طُرح بعدما أعلن أمين عام "حزب الله"، حسن نصرالله، في خطابه الأخير، أسماء مرشيحه إلى للإنتخابات النيابية المرتقبة. فالأسماء، كما البرنامج الإنتخابي، مكررّة، وما من جديد سوى وجهَي مُرشحَي دائرة زحلة، رامي أبو حمدان، ودائرة جبل لبنان-جبيل، رائد برو. حتى شعار "باقون..نحمي ونبني"، استمرار وتكرار لرطانة الموسم الانتخابي الماضي.
لكن، منذ العام 1992، أي بعد ثلاثين عاماً على دخول الحزب الحياة البرلمانية اللبنانية، ما زالت المرأة مغيبة تماماً عن المشهد السياسي، سواء النيابي أو الوزاري، في صفوف حزب الله. لكنها حاضرة بشكل آخر، الطيف الذي يحيطه الإعلام الحزبي والحربي بهالة ساطعة. فهي "أم وأخت وزوجة الشهيد"، مثل والدة القيادي عماد مغنية، التي لُقبت "بأمّ الشهداء"، والتي لم يوفّر الحزب مناسبة دينية أو إحتفالاً لعيد الأمّ إلا وأَبرَزَ حضورها ومواساتها "لأمهات الشهداء".
لم يُغفل نصرالله مناسبة عاشورائية إلا وأبرزَ فيها دور السّيّدة فاطمة، إبنة النبي محمد، لدورها البالغ الأهمية في تربية الأسرة ومهامها الجوهرية الى جانب الإمام علي. كما رفع الحزب، خلال انخراطه في القتال في سوريا، شعار "لن تُسبى زينب مرتين"، و"كلنا فداكِ يا زينب"، وسط التشديد على صلابة وخطابة السّيدة زينب، شقيقة الإمام الحسين، في محضر يزيد بعد واقعة كربلاء، فالسّيدة زينب كانت حاضرة فكرياً وسياسياً وإعلامياَ في واقعة كربلاء. أمام هذه الأدبيات السياسية، لماذا تنحصر نساء "حزب الله" في "التوابيت" واللغة، وتُغيَّب عن العمل السياسي في العام 2022؟
بررّ نصرالله بوضوح، في مقابلة تلفزيونية مع قناة الميادين في 3 ديسمبر/كانون الأول 2018، أسباب عدم ترشيح إمرأة للمجلس النيابي، بإعتبار أن عمل النائب مشوّه حالياً في لبنان. وقال حرفياً: "إن تعيين إمرأة وزيرة في الحكومة وارد، لكن في موضوع النواب لأكون صادقاً وشفافاً، يجب أن يتمّ تصحيح فكرة عمل النائب". وتابع: "من يريد كوتا نسائية، وهذا لمصلحة النساء وليس ضدهن، يجب أن يغيّر مفهوم النيابة في لبنان".
وتوجه الى مُحاوره بالقول: "إسأل النواب، حين يتناقشون، وعلى المنابر يُحكى، النائب لا يُنظر إليه بكفاءته السياسية ولا القانونية، لا يُسأل إن كان يحضر في اللجان النيابية أم لا، يناقش أم لا، يحضرّ أم لا، يذهب إلى مراكز الدراسات أم لا. النائب رأيناه في التعازي، في الأفراح، في الخدمات، أدخل إبننا إلى الجيش، أركض أمامنا إلى الدوائر العقارية".. وأضاف: "بكل صراحة نحن حزب الله ليس لدينا نساء يقمن بهذه الوظيفة".
لكن نصرالله شدد في خطاباته، خلال السنوات المنصرمة، على الدور "الرّياديّ للمرأة المقاومة"، ولم يُوفر مناسبة للتّمثُّل بالمرأة الإيرانية إنسجاماً مع فكر مرشد الثورة الإيرانية الإمام الخميني، الذي قال "لولا المرأة لما إنتصرنا".. فلماذا لا يحذو الحزب حذوَ إيران؟ علماً أن المجتمع الإيراني محافظ بإكمله، لكن الصورة مختلفة في لبنان، ومهمة النائب مختلفة أيضاً.
فنسبة النساء المنضمات الى "حزب الله" لا تقل عن 50% من عديد الحزب، وفق دراسة أعدها التجمع النسائي الديموقراطي في 2014، تحت عنوان "إحتياجات تنظيمية لتعزيز مشاركة النساء في الأحزاب والنقابات في لبنان". ووفقاً للدراسة، يتألف المجلس السياسي لحزب الله، من 20 عضواً، بينهم سيدة واحدة. وهناك سيّدة واحدة أيضاً، في المجلس التنفيذي، من أصل 30 عضواً. وعلى مستوى الوحدات داخل الحزب، ترأس النسّاء اللجان الخاصة بالنساء، ولا نجد إمرأة واحدة على رأس قطاع غير نسائي، حتى لو كان تربوياً أو بيئياً أو صحياً. وهناك سيّدة واحدة على مستوى نائب مسؤول وحدة في الحزب كله.
فإذا كان الحزب يولي أهمية كبرى لدور المرأة، كما يزعم، ويُفعّل نشاطاتها إعلامياً وفي ساحات القتال والحروب النّفسّية في العداء إسرائيل، فهل يُعقل بأنه يعجز حتى الآن عن أن يضُمَ الى صفوفه النيابية أو الوزارية إمرأةً واحدة، علّها تكون قادرة على إثبات قُدراتها التشريعية في المجلس النيابي حيث عجز الرجال النواب من "حزب الله" عن إثبات الكفاءة التشريعية ليقتصر حضورهم، كما قال نصرالله، على الخدمات والعزاء والخدمات الزبائنية؟
ولماذا لم يُصَب الحزب بالعدوى من حليفه الإستراتيجي "حركة أمل" التي رشّحت النائب عناية عز الدين في الإنتخابات النيابية السابقة والمرتقبة، وهي التي كان لها حضورها التشريعي والقانوني، بعيداً من مواقفها السياسية. وعز الدين، منذ توليها الحقيبة الوزارية، كانت محطّ إهتمام البيئة الشيعية التي إعتبرتها "شبيهة النساء الشيعيات من حيث الحجاب"، وشبيهتهن أيضاً "لناحية تاريخها العائلي المقاوم للإحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى مستواها العلمي والثقافي الواسع".
المرأة في "حزب الله" ما زال مُحرّماً عليها الدخول إلى معترك العمل النيابي والوزاري، في حين تُسنَد إليها العديد من المهام الإدارية واللوجتسية المتعلقة بالتحضير للعملية الإنتخابية التي لا تمثيل له فيها ولا قَول. وهل يُعقل أنه، قبيل أيام قليلة من الإحتفال بيوم المرأة العالمي، ما زالت صورة "المرأة" في أحد أكبر الأحزاب في لبنان، مغيبة من العمل السياسي؟
لم يُغفل نصرالله مناسبة عاشورائية إلا وأبرزَ فيها دور السّيّدة فاطمة، إبنة النبي محمد، لدورها البالغ الأهمية في تربية الأسرة ومهامها الجوهرية الى جانب الإمام علي. كما رفع الحزب، خلال انخراطه في القتال في سوريا، شعار "لن تُسبى زينب مرتين"، و"كلنا فداكِ يا زينب"، وسط التشديد على صلابة وخطابة السّيدة زينب، شقيقة الإمام الحسين، في محضر يزيد بعد واقعة كربلاء، فالسّيدة زينب كانت حاضرة فكرياً وسياسياً وإعلامياَ في واقعة كربلاء. أمام هذه الأدبيات السياسية، لماذا تنحصر نساء "حزب الله" في "التوابيت" واللغة، وتُغيَّب عن العمل السياسي في العام 2022؟
بررّ نصرالله بوضوح، في مقابلة تلفزيونية مع قناة الميادين في 3 ديسمبر/كانون الأول 2018، أسباب عدم ترشيح إمرأة للمجلس النيابي، بإعتبار أن عمل النائب مشوّه حالياً في لبنان. وقال حرفياً: "إن تعيين إمرأة وزيرة في الحكومة وارد، لكن في موضوع النواب لأكون صادقاً وشفافاً، يجب أن يتمّ تصحيح فكرة عمل النائب". وتابع: "من يريد كوتا نسائية، وهذا لمصلحة النساء وليس ضدهن، يجب أن يغيّر مفهوم النيابة في لبنان".
وتوجه الى مُحاوره بالقول: "إسأل النواب، حين يتناقشون، وعلى المنابر يُحكى، النائب لا يُنظر إليه بكفاءته السياسية ولا القانونية، لا يُسأل إن كان يحضر في اللجان النيابية أم لا، يناقش أم لا، يحضرّ أم لا، يذهب إلى مراكز الدراسات أم لا. النائب رأيناه في التعازي، في الأفراح، في الخدمات، أدخل إبننا إلى الجيش، أركض أمامنا إلى الدوائر العقارية".. وأضاف: "بكل صراحة نحن حزب الله ليس لدينا نساء يقمن بهذه الوظيفة".
لكن نصرالله شدد في خطاباته، خلال السنوات المنصرمة، على الدور "الرّياديّ للمرأة المقاومة"، ولم يُوفر مناسبة للتّمثُّل بالمرأة الإيرانية إنسجاماً مع فكر مرشد الثورة الإيرانية الإمام الخميني، الذي قال "لولا المرأة لما إنتصرنا".. فلماذا لا يحذو الحزب حذوَ إيران؟ علماً أن المجتمع الإيراني محافظ بإكمله، لكن الصورة مختلفة في لبنان، ومهمة النائب مختلفة أيضاً.
فنسبة النساء المنضمات الى "حزب الله" لا تقل عن 50% من عديد الحزب، وفق دراسة أعدها التجمع النسائي الديموقراطي في 2014، تحت عنوان "إحتياجات تنظيمية لتعزيز مشاركة النساء في الأحزاب والنقابات في لبنان". ووفقاً للدراسة، يتألف المجلس السياسي لحزب الله، من 20 عضواً، بينهم سيدة واحدة. وهناك سيّدة واحدة أيضاً، في المجلس التنفيذي، من أصل 30 عضواً. وعلى مستوى الوحدات داخل الحزب، ترأس النسّاء اللجان الخاصة بالنساء، ولا نجد إمرأة واحدة على رأس قطاع غير نسائي، حتى لو كان تربوياً أو بيئياً أو صحياً. وهناك سيّدة واحدة على مستوى نائب مسؤول وحدة في الحزب كله.
فإذا كان الحزب يولي أهمية كبرى لدور المرأة، كما يزعم، ويُفعّل نشاطاتها إعلامياً وفي ساحات القتال والحروب النّفسّية في العداء إسرائيل، فهل يُعقل بأنه يعجز حتى الآن عن أن يضُمَ الى صفوفه النيابية أو الوزارية إمرأةً واحدة، علّها تكون قادرة على إثبات قُدراتها التشريعية في المجلس النيابي حيث عجز الرجال النواب من "حزب الله" عن إثبات الكفاءة التشريعية ليقتصر حضورهم، كما قال نصرالله، على الخدمات والعزاء والخدمات الزبائنية؟
ولماذا لم يُصَب الحزب بالعدوى من حليفه الإستراتيجي "حركة أمل" التي رشّحت النائب عناية عز الدين في الإنتخابات النيابية السابقة والمرتقبة، وهي التي كان لها حضورها التشريعي والقانوني، بعيداً من مواقفها السياسية. وعز الدين، منذ توليها الحقيبة الوزارية، كانت محطّ إهتمام البيئة الشيعية التي إعتبرتها "شبيهة النساء الشيعيات من حيث الحجاب"، وشبيهتهن أيضاً "لناحية تاريخها العائلي المقاوم للإحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى مستواها العلمي والثقافي الواسع".
المرأة في "حزب الله" ما زال مُحرّماً عليها الدخول إلى معترك العمل النيابي والوزاري، في حين تُسنَد إليها العديد من المهام الإدارية واللوجتسية المتعلقة بالتحضير للعملية الإنتخابية التي لا تمثيل له فيها ولا قَول. وهل يُعقل أنه، قبيل أيام قليلة من الإحتفال بيوم المرأة العالمي، ما زالت صورة "المرأة" في أحد أكبر الأحزاب في لبنان، مغيبة من العمل السياسي؟