مرشح؟ إتصل بنا

"شمالنا" تتقدم: جبران "على الزيح" بالبترون.. والقوات بالصدارة

بمعزل عن أن التداول بمقترح شن معركة إسقاط الوزير جبران باسيل في معقله في البترون ما زال قائما بين قوى المعارضة، يبدو أن التطورات التي شهدتها الدائرة، وخصوصاً بعد نشر أرقام المغتربين، ستجعل الأمر ممكناً ومن دون الحاجة إلى تجييش قوى المعارضة كلها في وجه باسيل لحرمانه من مقعده الحالي. 

توقعات أولية
المعطيات الانتخابية في دائرة الشمال الثالثة، قبل البحث بأصوات المغتربين، تشير إلى أن القوات اللبنانية ستحافظ على ثلاثة مقاعد. وينال فرنجية، مع جزء من الحزب القومي السوري، مقعدين. والتيار الوطني الحر يحوز مقعداً واحداً (في دائرة الخطر أيضاً). ويفوز ميشال معوض مع حزب الكتائب ومجد حرب بمقعدين، ما يجعل حظوظ تحالف "شمالنا" لمجموعات الثورة في كسب مقعدين. ويبدو أن جميع الأحزاب في هذه الدائرة تعاني من تراجع في شعبيتها، بما فيها القوات اللبنانية، التي تعيش حالة استنهاض كبيرة، وتنشط بين المغتربين أكثر من غيرها. 

تقدم "شمالنا"
ووفق بعض الإحصائيات، التي جرت من طريق التواصل المباشر مع الناخبين (في الانتخابات معبّرة أكثر من استطلاعات الرأي) تعتبر أرقام بشري جيدة لتحالف شمالنا. فقد تبين أن نحو 20 بالمئة من الناخبين في بشري يريدون الاقتراع لـ"التحالف"، وأصواتهم مضمونة. وهناك نحو 19 بالمئة لم يحددوا خيارهم في انتظار معرفة الأشخاص المرشحين. هذا فضلاً عن وجود آراء بين السكان بأن القوات تعتبر بمثابة السلطة في بشري، وهناك امتعاض كبير من النائبة ستريدا جعجع، أشبه بالمشاكل التقليدية بين عامة الناس والمشايخ، بما تحمله من تفاوت اجتماعي وطبقي (في كل انتخابات يشاع الأمر عينه عن النائبة جعجع، وتعود وتظهر صناديق الاقتراع العكس). ما يجعل رهان تحالف شمالنا على استنهاض الشارع ضد السلطة (القوات) كبيراً. لذا، طرح البعض في الكواليس إمكانية ترشّح سمير جعجع شخصياً هذه المرة، رغم عدم واقعية وجدية هكذا طروحات، لاستنهاض الدائرة ولبنان كله.

ميزان الذهب
تتميز القوات عن غيرها بأنها تحسب الأصوات بميزان من ذهب. في كل لبنان تصب القوات الأصوات التفضيلية على مرشح واحد. إلا في بشري هي بحاجة إلى توزيع الأصوات التفضيلية على مرشحين. لكن هذه المرة ستعيد القوات حساباتها. ففي حال كان ربح المعارضة في مقعد بشري، سيكون أحد المقعدين بخطر. 

مقعد مضمون لـ"شمالنا"
الأرقام الحالية المضمونة لتحالف شمالنا تنطلق من نحو 8 آلاف صوت موزعة على أكثر من 1500 صوت في بشري، وأكثر من ألف صوت في البترون، ونحو 3500 صوت في زغرتا، وأكثر من 1500 صوت في الكورة. هذا من دون احتساب أصوات المغتربين والصوت الاعتراضي على الأحزاب، الذي بدأ يبرز من خلال اللقاءات التي تعقد في المنطقة. لذا، التوقعات هي في ربح مقعدين في الدائرة، وفق ما تؤكد المصادر. 

جبران ثالثاً
تبقى أم معارك هي الدائرة في البترون. بعض الإحصاءات تشير إلى أن باسيل يستطيع تجيير بين 6 و7 آلاف صوت في البترون. والقوات نحو 9 آلاف صوت. وفي حال تحالف الكتائب مع مجد حرب (المدعوم من بهاء الحريري) وصبت أصوات اليسار (أكثر من ألف صوت) وبعض العائلات، التي صوّت لباسيل في الانتخابات السابقة، يحل حرب ثانياً في البترون، بعد القوات، ويخسر جبران. 

وتؤكد المصادر أن باسيل خسر أصواتاً كثيرة حتى في التيار، كما هي الحال في كل لبنان (تراجع التيار بين 30 وخمسين بالمئة حسب كل دائرة). وسيخسر الأصوات السنّية في البترون، ويخسر أصوات المناطق الجردية من بعض العائلات التي وعدها بالحصول على مقعد وزاري. هذا فضلاً عن إشكالياته في مدينة البترون ذاتها، حيث تراجعت شعبيته بنحو خمسين بالمئة.

خسارة الحلفاء كلهم
ووفق المصادر، وضع جبران "على الزيح" من دون أصوات المغتربين للداخل. لكن مع تصويت المغتربين للبنان (نحو 27 ألف ناخب مغترب على مستوى الدائرة ضمنها نحو 6 آلاف صوت في البترون)، لا يكون باسيل في دائرة الخطر بل سقوطه محتم. 

وتوضح المصادر، أن باسيل خسر كل حلفائه في لبنان بشكل عام. وفي البترون خسر الأصوات السنية وأصوات آل حرب وعائلات أخرى، وفي الكورة خسر الأصوات السنية وأصوات تحالفه مع المستقبل وفريد مكاري ومعوض. هذا من دون حساب أنه سيكون للخط التاريخي مرشح في الكورة. وفي زغرتا خسر باسيل معوض، وفي بشري لا وزن انتخابياً له (حتى بلدة حصرون التي تعتبر بغالبيتها "تيار" صوّتت المرة الماضية لابن الضيعة النائب جوزيف إسحاق).  

لذا، التقديرات هي في حصول التيار على نحو ألف صوت في الكورة. وفي زغرتا نحو 1700 صوت (تراجعت شعبية التيار كثيراً) ونحو ألف صوت في بشري. وفي البترون نحو 7 آلاف صوت. وفي حال ارتفعت نسبة المشاركة بمعركة إسقاطه يصبح تلقائياً بلا مقعد، بعدم حصول لائحته على الحاصل الانتخابي. 

فاتورة حلفاء حزب الله
وتوضح المصادر أن باسيل بحاجة لحليف كي يصل إلى الحاصل. ولا يوجد أي حليف له. وحتى لو حصلت مساعي لإصلاح الحال مع سليمان فرنجية لن تتكلل بالنجاح. فقد "ربح التيار رئاسة الجمهورية على ظهر فرنجية". وفي الانتخابات النيابية دعم باسيل معوض ضد فرنجية. والأخير بات في دائرة خطر خسارة المقعد الثاني في زغرتا، خصوصاً أن حلفاء حزب الله المسيحيين في مأزق، ويدفعون فاتورة مرتفعة الثمن. فكيف في هذه الدائرة التي ترتفع فيها الحظوظ الشعبية للمعارضة من خلال رفع السقف ضد سلاح حزب الله؟ 

أما الحزب القومي المنقسم إلى أكثر من جبهة (بين فرنجية وباسيل وتحالف شمالنا) فيحسب للتحالف مع باسيل ألف حساب. فهو مع باسيل سيكون رافعة للائحة فقط من دون الفوز بأي مقعد. بينما مع فرنجية يكسب مقعداً في الكورة. 

السقوط بلا تحالف ضده
وتشير المصادر إلى أن معركة إسقاط جبران جذابة. لكنها نظرية ولا يمكن تطبيقها عبر عقد تحالفات بين القوى التقليدية ومجموعات الثورة. بل إن التعويل هو على سقوطه من دون نيل لائحته الحاصل الانتخابي.

مجموعات الثورة في ظل الأرقام الحالية، وفي ظل الاستنهاض الذي تقوم به، لن تتحالف مع معوض، خصوصاً أن الصوت الاعتراضي الزغرتاوي موجّه اليوم ضد فرنجية ومعوض. كان في السابق الصوت المعترض على فرنجية يذهب لمعوض، لكن في ظل وجود البديل عن الطرفين الزغرتاويين التقليديين، سيذهب الصوت المعترض لمجموعات تحالف شمالنا. وتعول الأخيرة على أن أصوات المغتربين في الدائرة بمعظمها معارضة. وتشير الإحصاءات الأولية للمغتربين إلى حصول معوض على نحو ألفي صوت وفرنجية نحو ألف صوت، والقوات نحو 4 آلاف صوت، كما أكدت المصادر.