"شمالنا" يطلق الانتخابات التمهيدية: حدشيت جدار بوجه قوات بشري
كتب وليد حسين في المدن:
تجربة واعدة
قام هذا التحالف "بوجه سيطرة تحالف المافيا والسلاح والمحاصصة على قرار البلد، ومصادرة قرار النّاس من قبل أقليّة مدجّجة بالمال والسّلاح"، كما جاء في كلمة الإطلاق. وهو يعبّر عن التجربة الوحيدة الفريدة والواعدة لقوى الثورة في لبنان حتى الساعة، بعد فشل كل المساعي لتوحيد قوى المعارضة في لائحة مشتركة. ويريد التحالف "إسترجاع السياسة للنّاس وأن يكونوا أسياد قرارهم وشركاء في صنع السياسات في لبنان". ولأن الانتخابات المقبلة يجب أن تكون "معركة النّاس لاختيار الأفضل"، وفر التحالف لسكان الأقضية الإربعة فرصة لاخيار مرشحيهم، من خلال انتخابات تمهيدية، يعبرون من خلالها عن نوعية ممثليهم لمستقبل هذا البلد، كما قال الناشطون في حفل الإطلاق.
الانتخابات التمهيدية
وتقوم هذه الانتخابات التمهيدية في الأقضية الأربعة، على فتح الباب للناخبين للتسجيل وفتح باب الترشح لمن يرغب بأن ينضم للائحة الثورة. وبعد انجاز تسجيل الناخبين الراغبين بالتصويت للمرشحين، يحدد التحالف يوماً للاقتراع العام في مراكز التحالف في الأقضية، ومن بعد عبر تقنيات إلكترونية. وذلك بإشراف الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات، لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات. إذ يتوقع أن تنتهي مرحلة التسجيل والترشح في النصف الأول من شباط المقبل.
واختار التحالف نظاماً انتخابياً يعتبر من أكثر النظم الانتخابية حضارية وعدالة في التمثيل في العالم، أي نظام "الصوت البديل"، الذي يعطي الناخب خياراً واسعا في توزيع صوته. إذ يقوم الناخبون بترتيب المرشحين حسب الأفضلية وذلك من خلال ترتيب المرشحين تفاضلياً من الرقم واحد وحتى آخر شخص مرشح. وينجح المرشحون المحددون للدائرة الذين يحصلون على أعلى الأصوات.
معايير الترشح
أما اختيار المرشحين من قبل التحالف فسيكون وفق معايير محددة لضمان عدم دخول أحزاب المنطقة على الخط وترشيح أشخاص تحت اسم الثورة. وتقوم لجنة الإشراف بالتأكد من استيفاء المرشحين الشروط المطلوبة، مثل التمتع بالسيرة الحسنة والكفاءة وعدم وجود أي شبهات عليهم، وعدم الانتساب لأي حزب سياسي من أحزاب المنظومة أو تأييدها، والّا يكونوا قد شغلوا سابقاً أي منصب في المجلس النيابي أو في الوزارة، والحصول على موافقة نصف أعضاء الهيئة العامة في القضاء الذي يترشحون عنه.
حضانة وحصانة شعبيتان
ويؤكد الناشطون لـ"المدن" أن التحالف يتواصل مع شخصيات ومفاتيح انتخابية ومخاتير ورؤساء بلديات داعمة للثورة في كل قرى القضاء. وستكون المرحلة المقبلة أساسية في كيفية تنظيم الحملة الانتخابية في كل قرية، حيث تنظم ندوات مع السكان للوقوف عند تطلعاتهم. ويستند التحالف في جولاته هذه على أعضائه من سكان المنطقة، والعديد منهم ناشطون في الثورة، وكانوا منظمين في أحزاب المنطقة، وتركوها بعد 17 تشرين. وهذا يشكل للتحالف حاضنة وحصانة شعبيتين تمنع أحزاب المنطقة من تخريب أي لقاء. إذ يتوقع الناشطون أن تزداد النقمة عليهم من أحزاب المنطقة بعد التقدم الذي أحرزوه.
شاعر ضد السلطة ببشري
أما آخر الإنجازات التي حصلت، بعيداً عن تواصل شخصيات وازنة في أكثر من قضاء لدعم هذا التحالف والجيل الشبابي الواعد، إعراب الشاعر وأستاذ الأدب العربي قزحيا ساسين الترشح للانتخابات التمهيدية. وهو أبن بلدة حدشيت في قضاء بشري. وهو يعتبر من قدامى "المناضلين" في القوات اللبنانية في المنطقة، منذ أيام الوصاية السورية ومحنة سجن سمير جعجع. ويمثل في وجدان أهالي حدشيت أحد رموز "مقاومة الاحتلال السوري والتشبث بالأرض". وانتقل في السنوات الأخيرة لمناهضة "سلطة الأمر الواقع"، التي تمثلها القوات في بشري.
حادثة الحائط في حدشيت
ووفق الناشطين ستكون حادثة بناء الحائط المؤدي إلى مقابر القرية في حدشيت في شهر نيسان الفائت، بمثابة حائط انتخابي لقوى تحالف شمالنا الشبابية، بوجه القوات. فقد أدت تلك الحادثة إلى ارتفاع نقمة السكان ضد النائبة ستريدا جعجع، التي أرسلت قوى الأمن الداخلي لهدم الحائط الذي كان يعمل على تشييده كاهن الرعية. وقُرعت حينها الأجراس ووقف السكان إلى جانب الكاهن ومنعوا قوى الأمن من هدم الحائط. علماً أنه قبل هذه الحادثة كانت الخلافات بين الكاهن وستريدا جعجع وانتقلت بعدها لتصبح بينها وبين السكان، كما يقول الناشطون.
وتعتبر حدشيت ثاني أكبر كتلة ناخبة بعد بشري. والمقاطعة فيها كانت مرتفعة في الانتخابات السابقة. وقد حصلت فيها القوات على 62 بالمئة من الأصوات، من أصل 2100 مقترع. وهي من القرى التي يوجد فيها صوت معترض في القضاء. لكن في حال فاز المرشح قزحيا ساسين في الانتخابات التمهيدية، وترشح على لائحة "تحالف شمالنا" في الانتخابات النيابية، سيندفع معظم السكان للتصويت له، فهو محبوب من الجميع بما فيهم القواتيين. علماً أن الصوت الاغترابي لافت هذه المرة في البلدة. فقد تسجل 900 ناخب في دول الاغتراب من حدشيت، ومعظمهم داعمين للثورة، كما يؤكد الناشطون.