مرشح؟ إتصل بنا
صيدا-جزين: الحريري

صيدا-جزين: الحريري "متريّث" ومأزق التيار بين أسود وأبو زيد

جاء في المدن:
 
ما زالت قوى المعارضة تراوح مكانها في المفاوضات التي تجريها لتشكيل لوائح موحدة في كل لبنان، ولم تحسم خريطة التحالفات بعد. ورغم إطلاق عدد من المجموعات في صيدا لائتلاف معارض من رحم 17 تشرين، إلا أن ما ينطبق على هذه المعارضة في صيدا، ينطبق على كل لبنان. ففي حال تشكلت في لبنان جبهة معارضة تضم الأحزاب التقليدية (التنظيم الشعبي الناصري والحزب الشيوعي) ومجموعات 17 تشرين، ستشكل في صيدا جزين لائحة واحدة. لكن العقبة ليست في رفض بعض المجموعات الأحزاب التقليدية، بل رفض هذه الأحزاب لهكذا جبهات انتخابية من دون وجود قواسم مشتركة سياسياً.  

سعد-بهاء
بات وضع المعارضة أشبه بموضوع عودة سعد الحريري إلى لبنان. فحسم تيار المستقبل خياراته الانتخابية مرتبط بعودة سعد من عدمها. وسيكون مصير "المستقبل" الانتخابي معلقاً بشخص سعد، لناحية الحفاظ على الجزء الأكبر من مقاعده، أو تلقي المزيد من الخسارات الكبيرة التي تعرض لها في السنتين المنصرمتين. وقوى المعارضة أيضاً أمام استحقاق استنهاض الشارع، من خلال تكتل معارض في كل لبنان بلوائح موحدة، أو تشتت الأصوات وخسارة إمكانية الربح في أكثر من دائرة. 

تؤكد المصادر أن الموقف الوحيد الذي يحدد إذا كان سعد سيترشح أم لا، يؤخذ منه شخصياً. وهو لن يعلن هذا الموقف النهائي قبل التأكد من أن الانتخابات النيابية ستجري وتُحدد مواعيدها بشكل نهائي وجدّي. وهذا ما يدفع "المستقبل" في صيدا إلى التريث في خياراته الانتخابية. وعن إمكانية تقدم بهاء الحريري في صيدا، مستغلاً تراجع تيار المستقبل وشعبية النائبة بهية الحريري، أكدت المصادر أن أهل صيدا لا يكرهون بهاء حباً بسعد الحريري. بل هو غير مرغوب به في المدينة، لأن خيارات أهل صيدا مختلفة عن خياراته. هو يستطيع الاستفادة من الرواتب التي يدفعها لبعض الأنصار الذي جندهم في المدينة، فقط. لكن حدوده تقف عند هؤلاء وهم بالعشرات.

شعبية الحريري
وتعتقد المصادر أن شعبية سعد الحريري لن تتراجع أو تتآكل أكثر مما حصل في السنتين السابقتين. لقد خسر ما خسره ولم يبق لديه ما يخسره. أي بخلاف الأحزاب الأخرى التي بدأت تحسب حساب الخسارة. فباستثناء القوات اللبنانية، كل الأحزاب لديها خسارات ستدفع ثمنها في صناديق الاقتراع. حتى حزب الله سيخسر بين جمهوره العريض، وليس الضيق الذي ما زال ملتفاً حواليه. وهذا ما قد يدفع البعض إلى تأجيل الانتخابات.

مجموعات تشرين
على مستوى ائتلاف 17 تشرين للتغيير في صيدا-جزين، الذي تشكّل مؤخراً من نحو 18 مجموعة كانت تنشط في ساحة إيليا، ما زالت الأمور غير واضحة. فقد ألّف هذا التحالف لجان تواصل لدرس الخيارات الانتخابية، لكن طبيعة توجهات المجموعات المنضوية فيه (من اليسار وصولاً إلى الإسلاميين المنضوين في مجموعة شباب المساجد)، ووجود توجهات مختلفة بين هذه المجموعات لناحية خوض الانتخابات مع الأحزاب التقليدية، يصعب المهمة أمام مجموعات تشرين لصالح القوى السياسية في المدينة. هذا فضلاً عن عدم وجود امتداد لهذا التحالف في منطقة جزين.
ووفق المصادر، ثمة انقسام بين المجموعات التي ترفض الأحزاب التقليدية (التنظيم الشعبي الناصري والحزب الشيوعي وتيار المستقبل..)، وبين من يعتبر أن التنظيم والشيوعي جزء من 17 تشرين. لذا، تؤكد المصادر أنه في حال تشكلت قوة معارضة ولائحة موحدة في كل لبنان، ويكون الشيوعي والتنظيم جزءاً منها، فللتحالف حظوظ في الربح على مستوى الدائرة. وفي حال عدم توصل الأحزاب والمجموعات لهكذا تفاهمات، تكون التحالفات موضعية أو مناطقية، وتبقى صيدا منقسمة بين أسامة سعد وبهية الحريري. 

التيار وخسارة مقاعده
أسوة بكل لبنان، يعاني التيار الوطني الحر من خسارة مدوية في الدائرة، ومن تراجعه إلى ما دون الحاصل الانتخابي بأشواط كثيرة عن العام 2018. فقد التيار حلفاءه في كل لبنان، وفي صيدا سيخسر التحالف مع الدكتور عبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية (أكثر من سبعة آلاف صوت في انتخابات العام 2018). ما يجعل التيار أمام سيناريو خسارة المقعدين في جزين. فالجماعة الإسلامية ستكون أقرب إلى تيار المستقبل (في حال عقد تحالفات لمقايضة الأصوات في باقي الدوائر) أو حتى إلى مجموعات 17 تشرين، خصوصاً أن الجماعة كانت مشاركة في كل تحركات تشرين. لكنها تبقى غير مقبولة من المجموعات في حال أصرت على ترشيح أشخاص حزبيين. أما البزري فهو أقرب إلى أسامة سعد، إلا إذا تدخل حزب الله وأقنعه بالبقاء على لائحة الوطني الحر.  

أسود-أبو زيد
لكن رغم ذلك، تبقى معضلة التيار الوطني الحر كبيرة في الدائرة. فهو بلا حليف سني وبلا حليف شيعي (تيار المستقبل أقرب إلى التحالف مع مرشح رئيس المجلس النيابي نبيه برّي في جزين إبراهيم عازار). وقد أقدم رئيس التيار جبران باسيل على تجيير ماكينته الحزبية ضد النائب زياد أسود وأسقطه في الانتخابات الداخلية لصالح ترشيح أمل أبو زيد. وهذا ما أدى إلى خلافات عميقة في التيار. فوفق المصادر، فإن شعبية أسود في الشارع المسيحي في جزين والقضاء كبيرة، بينما قوة أمل أبو زيد تبقى داخل الكتلة الحزبية. وبات التيار ملزماً بأن يأخذ القرار بمن يخوض الانتخابات.

ما دون الحاصل
وتؤكد المصادر أن أصوات التيار كانت أقل من حاصل انتخابي بقليل (أقل من 13 ألف صوت والحاصل كان 13147 صوتاً) في العام 2018. ولم يتمكن من الحصول على مقعدين إلا بأصوات صيدا (البزري والجماعة). ومع تراجع شعبية التيار سينزل إلى ما دون الحاصل بكثير. وهو يعيش صراعاً لأن أمل أبو زيد لا يقبل أن ينفق أمواله بلا ضمان أن يكون المرشح الوحيد للتيار، وإمكانية الحصول على المقعد الماروني، فيما أسود لا يقبل أن يجير أصواته للتيار من دون أن يكون مرشحه الوحيد. وهذا يعزز حظوظ قدامى العونيين، الذين سيكون لهم مرشح من مدينة جزين، لأن العونيين باتوا أمام خيارين: الاعتكاف أو التصويت العقابي ضد خيارات باسيل.