ضبابية الانتخابات تزيد بعد موقف السنيورة: هل يتحالف سعد والبزري؟
كتب محمد دهشة في نداء الوطن:
لا يزال الغموض يلف مشهد الانتخابات النيابية في دائرة صيدا – جزين، وتُعدّ الاكثر تعقيداً وتشابكاً بين القوى السياسية عقب تطورين بارزين ساهما في زيادة غموضها لترقى الى مستوى الدائرة "العجيبة الغريبة"، مع استبعاد حصول اي مرشح على حاصل انتخابي لوحده يبني عليه في ارساء تحالفاته.
التطور الاول: قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي وعزوفه مع تيار "المستقبل" عن خوض الانتخابات والتزام رئيسة الكتلة النائبة بهية الحريري به، ما يعني عملياً خلط كل التحالفات والتوقعات.
الثاني: فك بعض التحالفات وابرزها للامين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور اسامة سعد، او عدم الرغبة في تكرار تجربة دورة 2018 بين "التيار الوطني الحر" وكل من الدكتور عبد الرحمن البزري ومسؤول "الجماعة الاسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمود.
ووفق مصادر متابعة، يمكن رصد سلسلة مؤشرات في هذه الدائرة رغم الغموض والضبابية وأبرزها:
- موقف الرئيس فؤاد السنيورة الاخير لجهة ضرورة عدم مقاطعة الانتخابات والحفاظ على الانخراط في الحياة السياسية اللبنانية، وقد قرأه البعض في صيدا على انه اعلان نوايا على ترشحه لخوض غمارها وربما على رأس لائحة في بيروت مع استبعاد ذلك في صيدا حتى الآن، في وقت لاقى فيه موقفه استياء من انصار "التيار الازرق" لعدم الالتزام بقرار الحريري، وقد عبر عن ذلك بوضوح الامين العام احمد الحريري الذي اكد "ان قرار الرئيس الحريري يمثلني وحده"، مقابل استمرارغياب اي حركة سياسية او انتخابية لممثلي رجل الاعمال بهاء الدين الحريري في المدينة او تسريب حتى نية عن ترشيح احد ودعمه.
- عدم استبعاد عقد تحالف بين سعد (بعد انفراط عقد التحالف مع الثنائي الشيعي)، والبزري (غير الراغب بتكرار تجربة انتخابات 2018 مع "التيار الوطني الحر" ولن يكون المرشح الحليف للسلطة أو مرشحها)، لخوض غمار الانتخابات معاً، وقد سبق ان خاضا تجربة انتخابية مماثلة في الانتخابات البلدية والتي أوصلت البزري الى رئاسة البلدية في استحقاق العام 2004، وقد نقل عنه رداً على سؤال "لا أعتقد مبدئياً أن ثمة ما يمنع مثل هذا التحالف مع سعد والتفاهم، خصوصاً أنه سبق أن خضنا معاً أكثر من تجربة في الشأن العام سابقاً وما زلنا ندرس مثل هذا الخيار ونقيم كل الاحتمالات المرتبطة به".
- تسجيل اول ترشيح رسمي في المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين التابعة لوزارة الداخلية والبلديات ومن خارج المألوف والمتوقع، وهو للدكتورة رنا وليد الطويل (37 عاماً) وهي طبيبة اسنان تعمل ما بين لبنان والسعودية وتقيم في الهلالية – صيدا.
- اعلان رئيس المنظمة اللبنانية للعدالة الدكتور علي صادق الشيخ عمار رغبته بالترشح مجدداً بعدما قررت المنظمة ترشيح أحد أعضائها للإنتخابات، حيث يتوقع ان يجول وفد من قيادتها على عدد من الأحزاب والمؤسسات والهيئات للتشاور بالأوضاع العامة والشأنين السياسي والإنتخابي.
- تكتم الدكتور حمود على اللقاءات الانتخابية التي تجري بعيدا من الاضواء سواء في صيدا او جزين بانتظار اتضاح المشهد الانتخابي لجهة التحالفات، وسط الحديث عن مفاجأة فيها، مقابل اتجاه رجل الاعمال مرعي ابو مرعي لعدم ترشيح احد والاكتفاء بالكتلة الناخبة في الدعم.
- ترجيح قرار حزب "القوات اللبنانية" دعم ترشيح الدكتورة غادة ايوب بو فاضل كمرشحة مستقلة غير حزبية، عن المقعد الكاثوليكي في جزين، فيما حزب "الكتائب" يدرس خياره بين ترشيح عضو المكتب السياسي عن منطقة جزين كلود حجار او الاكتفاء بدعم مرشح مستقل او من ناشطي الحراك.
- ازدياد عدد المرشحين من مجموعات انتفاضة تشرين وابرزهم الناشط اسماعيل حفوظة، الشيخ عبد الغني عنتر، الناشطة هانية الزعتري والعميد المتقاعد جوزيف الاسمر، في وقت قرر بعضها دعم سعد لمواقفه الداعمة للحراك الشعبي.
ـ استمرار الخلافات الداخلية في "التيار الوطني الحر" لاختيار اسماء المرشحين في الدائرة وخاصة بين النائب زياد أسود والنائب السابق أمل ابو زيد، ليبنى على الشيء مقتضاه في التحالفات، مقابل ارتياح النائب ابراهيم عازار على وضعه الانتخابي.