عَالكتف حمَال
راجي السعد، المرشح عن المقعد الماروني في قضاء عاليه (دائرة الشوف-عاليه) على لائحة "المصالحة" (الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية وتيار المستقبل) والوريث السياسي لعمه النائب فؤاد السعد يعاني من وضع إنتخابي صعب لا يُحسد عليه.
فالخبير الإقتصادي الحائز على شهادة في الاقتصاد من جامعة القدّيس يوسف في بيروت، والداخل حديثاً الى المشهد السياسي، بعدما قرر عمه التقاعد بفعل تقدمه في السن، لن يكون سهلاً عليه منافسة المرشح الماروني على لائحة التيار الوطني الحر سيزار أبي خليل الذي أمن وصوله بفعل لعبة الحواصل.
فجميع استطلاعات الرأي تشير إلى حصول لائحة جنبلاط على ما يقارب الـ 7.8 حواصل فيما لائحة التيار الوطني الحر وارسلان على أكثر من 3.6 حواصل بقليل، فيما يبقى أحد الحواصل ضائعا ويمكن أن يذهب إلى المجتمع المدني والكتائب. إذا ترتيب السعد يأتي في آخر لائحة جنبلاط من حيث الأولوية، فبيك المختارة يضع نصب عينيه تعزيز حضور نجله تيمور، الطري العود في معركته الإنتخابية الأولى وفي اختباره السياسي الأول على مستوى زعامة آل جنبلاط. لا يمكن لوليد بيك تجيير الأصوات للسعد في عاليه لأنه سيأتي على حساب حصاد الشوف، فأي خطوة من هذا القبيل هي بمثابة إطلاق النار على رجلي تيمور سياسيا. هذا الوضع عبّد الطريق أمام سيزار أبي خليل لدخول الندوة البرلمانية على درب حريري أشبه ما يكون بالمنديل الحريري الذي يلفه على رقبته في مختلف المناسبات الرسمية.
وبما أن لقضاء عاليه مقعدين مارونيين، فمن المرجح أن يكون المقعد الثاني من نصيب المرشح الماروني الثاني على لائحة "المصالحة" هنري الحلو المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ووريث النائب الراحل بيار الحلو.
وفي هذا الإطار، نقل عن المرشح القواتي عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه أنيس نصار، قوله في إحدى الجلسات الإنتخابية الضيقة إن "الإشتراكي" لن يمنح أصواتاً تفضيلية للسعد، كاشفاً أن مسؤولين إشتراكيين جزموا له أن السعد لن يحصل إلا على أصوات إشتراكيي الإغتراب.
تلك الرواية ليست سراً، كما يقول أحد مراقبي العملية في تلك الدائرة، ويروي أن الهدف الأساس يكمن في تأمين وصول المرشحين الرئيسيين أي تيمور جنبلاط، مروان حمادة، نعمه طعمه، بلال عبدالله، ناجي البستاني (حليف الإشتراكي) أكرم شهيب، هنري حلو وراجي السعد الذي يأتي في نهاية الترتيب من حيث الأصوات التفضيلية.
هذا ويجزم المصدر أن "الإشتراكي" لن يقدم على منح السعد أصواتاً تفضيلية مرجحاً مثلاً كفته على كفة درزي في ملئ المقاعد التي ستحصدها اللائحة.