في دائرة الغزاة
يوم احتدم الخلاف حول مشاركة حزب الله في القتال الدائر في سوريا، خرج الامين العام لحزب الله امام جماهيره وقال: إن اقتضى الامر أنا ذاهب شخصياً الى سوريا. طبعاً لم يذهب السيد حسن نصرالله الى سوريا بل زاد من خططه العسكرية ومن عديده واكمل حربه سبيلا الى تحقيق الغايات من دخول تلك الحرب.
امين عام حزب الله كرر تلك العبارة الشهيرة (وإن كلفت الطائفة الشيعية عشرات الضحايا) قبل ايام لكن وجهة حديثه هذه المرة لم تكن الداخل السوري بل الداخل اللبناني وتحديداً منطقة بعلبك لشحذ الهمم ورفع الحاصل الانتخابي وبالتالي منع أبناء المنطقة الذين يخالفونه الرأي في السياسة من دخول الندوة البرلمانية. لكن السيد لم يكتف بالخطاب التشجيعي والتحفيزي لحث الرأي العام الدائر في فلكه على التصويت للائحته بل ذهب ابعد من ذلك ووضع خطة تشبه التكتيك العسكري لتسجيل النقاط على قاعدة "بتلعبوا بملعبنا،منلعب بملعبكن".
ويكشف مصدر مطلع على كواليس العملية الانتخابية في منطقة كسروان-جبيل عن خطة اعتمدها الحزب في تلك الدائرة ذات الاغلبية المسيحية قضت بترشيح مسؤول الحزب الشيخ حسين زعيتر على لائحة جان لوي قرداحي. ويروي المصدر "رشح الحزب غريباً عن الدائرة لن يحصل على اصوات المواطنين ولا سيما المقربين من حزب الله وبالتالي يتم توجيه هؤلاء الى التصويت بكثافة لجان لوي قرداحي ليكون نظير اميل رحمة في الدائرة، في المقابل، ان سقط زعيتر فالمقعد سيكون من نصيب شخصاً قريبا من بيئة حزب الله، فيكون نصرالله فاز بنائب ماروني "حزبلاوي" الهوى في عقر المنطقة المسيحية ولم يخسر النائب الشيعي كما انه قد يحرم مرشح القوات اللبنانية زياد حواط من النجاح ويسقط أحد المرشحين العونيين وليد خوري وسيمون ابي رميا.
ولكن، وبعيداً من العملية الانتخابية ثمة سؤال واحد وحيد... سؤال يعيد اللبنانيين بالذاكرة الى خطاب مسؤول حزب الله في ثمانينيات القرن الماضي حسن نصرالله حين قال ان كسروان هي للمسلمين والمسيحيون أتوا اليها غزاة... فهل تحرك حزب الله يهدف الى التذكير بهذا الحديث ام انه مجرد تكتيك انتخابي.