كسروان: باسيل يتهرّب من حزب الله و"يرميه" على الخازن
كتب وليد حسين في المدن:
أعادت إمكانية خوض الوزير السابق زياد بارود معركة الانتخابات خلط أوراق التحالفات في دائرة كسروان جبيل، خصوصاً بين قوى المعارضة. فدخول بارود إلى أي لائحة معارضة تعطي دفعاً قوياً لها، خصوصاً في ظل الاستطلاعات التي تظهر تقدم شعبيته في الدائرة، وتراجع شعبية الأحزاب، وإبداء أكثر من خمسين بالمئة من السكان عن رغبتهم بالتصويت لقوى التغيير وليس للأحزاب التقليدية.
افرام يعيد حساباته
بعد محاولات منصة "نحو الوطن" إقناع بارود بتشكيل لائحة معارضة من المجموعات التغييرية الصرف، مختلفة عن اللائحة التي يقوم بتشكيلها النائب نعمة افرام مع حزب الكتائب والكتلة الوطنية، وبعدما قطعت المفاوضات مع بارود شوطاً كبيراً، خاف افرام من الموجة الشعبية التي قد تحصل في الدائرة، وفي دوائر أخرى، تعمل "نحو الوطن" عليها.
وعليه، أعاد افرام حساباته وذهب إلى خيار استقطاب بارود على لائحته رغم رفض حزب الكتائب سابقاً لهذا الخيار، خوفاً من نجاح بارود وسقوط الوزير السابق سليم الصايغ.
استدرك افرام أن هذه الحسابات تنطلق من قراءة شعبيةِ القواعد الحزبية، أي ليس عموم المواطنين. ومبنية على نتائج انتخابات العام 2018، وليس كقراءة لمزاج الجمهور الواسع الذي سيندفع إلى التغيير. وتنطلق من عدم قراءة التغيرات التي قد تحصل شعبياً في حال تمكنت المعارضة من خلق موجة شعبية. فالأخيرة قد تغير معالم الدائرة مثلما قد تغيرها بكل الدوائر، وهي ليست رهاناً في الفضاء، في ظل الانهيار الحالي. فخروج المعارضة بلوائح قوية منافسة للأحزاب تقلب المعادلات الشعبية.
تواصل مع سعيد
ووفق مصادر "المدن"، عملت أكثر من جهة على إقناع بارود وافرام بضرورة خوض الانتخابات بلائحة واحدة قوية تجمع عليها معظم المجموعات. وبات هذا الخيار مرجحاً، رغم أن بارود لم يعط الكلمة النهائية بعد.
ليس هذا وحسب، بل تضيف المصادر أن افرام أعاد حساباته من جديد ليس في كسروان، بل في جبيل أيضاً. فقد كان متردداً بخوض معركة جدية في جبيل بداية. واجتمع منذ يومين بالنائب السابق فارس سعيد لدعم اللائحة، لكن لم يبدر عن اللقاء أي شيء بعد.
ووفق مصادر متابعة، يعلم سعيد أن دعمه لمرشح مستقل في جبيل على لائحة افرام يهدد نيابة إما مرشح القوات اللبنانية النائب زياد الحواط أو مرشح التيار الوطني الحر سيمون أبي رميا (أو وليد الخوري). بينما سعيد يصرّ على مشروع اسقاط مرشح حزب الله، الذي لا فائدة انتخابية منه في حال تحالف التيار الوطني الحر أو النائب فريد الخازن مع حزب الله. ولا فائدة سياسية من هذا المشروع في حال تحالف سعيد مع الخازن كما فعل في الانتخابات السابقة.
منافسة بين الخوري وابي رميا
أما على ضفة التيار الوطني الحر، فتشير مصادر متابعة إلى أن النائب السابق وليد الخوري قرر الترشح على لائحة "التيار" إلى جانب النائب سيمون أبي رميا، بعدما كان يرفض بشكل قاطع هذا الأمر، مصراً على أن يكون هو المرشح الوحيد للائحة. واقتنع بهذا الخيار بعد تمنيات كثيرة من رئيس الجمهورية على قاعدة المنافسة الحرّة، ومن يسبق الثاني بالأصوات يفوز بالمقعد النيابي، بشرط عدم تجييش أبي رميا القواعد الحزبية لصالحه، على حسابه هو حليف "التيار".
ويبدو أن الخوري رضي بهذا الخيار خصوصاً بعد تراجع أرقام أبي رميا، التي باتت تقدر بنحو ستة آلاف صوت، وفي ظل وجود قيادات وسطية في "التيار" ستعمل على تجيير الأصوات التفضيلية له، كما أكدت المصادر.
التيار يتجنب حزب الله
مع دخول الخوري إلى اللائحة يصبح تحالف "التيار" مع حزب الله غير مربح انتخابياً. فبأصوات الخوري في جبيل وأصوات المرشحين السند للوزيرة ندى البستاني في كسروان، يضمن "التيار" المقعد الثاني بلعبة كسر الأصوات. بينما في حال تحالف مع حزب الله يمتص مرشح الحزب رائد برّو من حواصل التيار. وبالحسابات الانتخابية يتأمن الحاصل الثاني ويذهب لحزب الله، وما يتبقى من كسر الأصوات لا يؤهل اللائحة للحصول على مقعد ثالث، ولا يؤمن "التيار" الفوز بمقعده الثاني. ما دفع "التيار" إلى خيار المرشح الشيعي ربيع عواد، الذي ترشح على اللائحة في العام 2018.
الخازن مربك بحزب الله
تبدل هذه المعطيات عند "التيار" ترجح دخول مرشح حزب الله على لائحة فريد الخازن، كما يرغب زعيم المردة سليمان فرنجية. لكن الخازن مربك بالتحالف مع حزب الله في كسروان تحديداً، وفي الدائرة بشكل عام بسبب النقمة المسيحية على الحزب، وأكثر إرباكاً له تجاه الاكليروس أيضاً. لذا، يبحث الخازن عن مرشحين سند في جبيل وكسروان لتأمين الحاصل قبل تجرع التحالف مع الحزب. وذهب إلى خيار ترشيح إميل نوفل عن منطقة الشطيب الشمالي في جبيل ومرشح آخر من آل خيرالله في الساحل. لكن ترشح وليد الخوري ورئيس المجلس الثقافي في جبيل نوفل نوفل، في الشطيب الشمالي، يضعف مرشح الخازن إميل نوفل.
وبحث الخازن عن مرشحين في كسروان وتواصل مع المرشح توفيق سلوم، القيادي السابق في التيار الوطني الحر، لاستقطاب أصوات العونيين المعترضين على رئيس التيار جبران باسيل وعلى ترشيح ندى البستاني، بغية تأمين حاصل نجاحه. وتواصل مع النائب شامل روكز، التائه بين الترشح في المتن أو كسروان. ولم يحسم أي منهما بعد.
فالخازن خائف من تشكيل المعارضة لائحة قوية في الدائرة قادرة على استقطاب النقمة الشعبية، ما يرفع الحاصل الانتخابي لصالح المعارضة وليس الأحزاب والزعامات. وبالتالي بات الخازن أمام امتحان تجرع كأس التحالف مع حزب الله.