لائحة افرام تتصدّر كسروان.. وندى البستاني تسبب صداعاً للعونيين
كتب وليد حسين في المدن:
من بين كل القوى السياسية، يُعتبر التيار الوطني الحر الأكثر تخبطاً في كيفية مواجهة استحقاق الانتخابات النيابية، في حال لم يتم تأجيلها. فنتائج استطلاعات الرأي التي تجريها مختلف الجهات الحزبية وغير الحزبية، كفيلة وحدها بتأجيل الانتخابات، بما تتضمنه من حجم المقاطعة وسعة الاستياء، وذلك بمعزل عن كل المشاكل السياسية والاقتصادية، التي تدفع قوى السلطة لعدم خوض غمار التجربة.
تجربة كميل شمعون
اقتراحات كثيرة تعرض في غرف التيار لكيفية خوض المعركة. فالحسابات التي تجرى على أصوات التيار في عزّ العهد في العام 2018 لا تُصرف في الانتخابات المقبلة بأكثر من كتلة نيابية تضم بين تسعة وعشرة نواب، بعد خسارة التيار كل حلفائه. لكن مع حساب تراجع شعبية التيار، سينخفض العدد أكثر. وهذا رهن الموجة الشعبية التي قد تؤثر على نتائج الانتخابات لجميع القوى السياسية.
ومن ضمن الاقتراحات المتداولة في "التيار"، أقله في كسروان، اقتراح تشكيل لائحة من شخصيات مستقلة، كما فعل رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون في العام 1957. أي خوض المعركة بوجوه لا تنتمي للتيار، لكسب التأييد الشعبي وتلافي التراجع المقلق. لكن رئيس التيار رفض الأمر متمسكاً بترشيح الوزيرة السابقة ندى البستاني.
رفض كبير لبستاني
وكذلك، تم التداول بتشكيل لائحة تضم أعضاء من التيار حصراً في كسروان، لإرضاء جميع التياريين وضمان أصواتهم، طالما لا يوجد له حلفاء. فقد تبين أن هناك رفضاً كبيراً لبستاني في كسروان. والمضي بها كمرشحة أساسية يؤدي إلى مزيد من تراجع شعبية التيار، وخصوصاً في المناطق الجردية حيث توجد معاقل التيار. لكن باسيل رفض هذا المقترح أيضاً، ويصرّ على ترشيحها، كما تؤكد مصادر مطلعة.
جبهة اللا أحد
الأرقام صادمة في جبيل وكسروان. ورغم أن استطلاعات الرأي لا تعبر عن سلوك الناخب يوم الاقتراع، وقد تكون مجتزأة في كيفية إجرائها، ثمة استطلاع أظهر أن 46 بالمئة في جبيل و48 بالمئة في كسروان أبدوا عن رأيهم بأنهم لن يقترعوا لأحد. وذلك وفق عينة تمثيلية في جبيل شملت 1402 شخصاً (باستثناء القرى الشيعية، حيث مُنعوا من تعبئة الاستمارات) و1439 شخصاً في كسروان. وقد أبدى نحو سبعين بالمئة من السكان عن أن همهم المعيشي يطغى علي كل شيء، بينما اعتبر نحو 58 بالمئة أن لا ثقة عندهم بأن انتخابات العام 2022 ستؤدي إلى التغيير.
الحواط وافرام في الصدارة
ورداً على سؤال عن الحزب الأقرب إلى الشخص، تصدرت القوات بنحو 28 بالمئة ثم التيار بنحو 21 بالمئة والكتائب بنحو 3.3 بالمئة في جبيل، وكذلك تصدرت القوات بنحو 25 بالمئة، ثم التيار بنحو 17 بالمئة فالكتائب بنحو 6.7 بالمئة في كسروان. أما على مستوى المرشحين، فتصدر الاستطلاع في جبيل النائب زياد الحواط بنحو 28 بالمئة ثم سيمون أبي رميا بنحو 14 بالمئة، يليه فارس سعيد بنحو 2.4 بالمئة، ونعمة افرام نحو 1.4 بالمئة (وضع اسم افرام، الذي يترشح في كسروان، في جبيل، لاختبار شعبيته هناك نظراً لمصالحه والتوظيفات في شركاته). وفي كسروان تصدر افرام المرشحين بنحو 13 بالمئة ثم نائب القوات اللبنانية شوقي الدكاش بنحو 10 بالمئة وندى البستاني نحو 3.2 بالمئة.
على مستوى المقاعد وكيفية توزعها على القوى السياسية والمحلية تشير الإحصاءات إلى حصول القوات اللبنانية على حاصلين والتيار الوطني الحر حاصلين (مع دعم من حزب الله) ونعمة افرام-المعارضة مقعدين مضمونين والتنافس على الثالث. وفي حال توافق النائب فريد الخازن مع منصور البون تحصل اللائحة على مقعد، وتستطيع المنافسة على المقعد الثاني في حال جيّر الثنائي الشيعي جزء من الأصوات لها.
توزيع الأصوات الشيعية
ووفق المصادر، تم التداول بإمكانية توزيع الشيعة أصواتهم في جبيل بين لائحتي التيار وفريد الخازن. أي يتم توزيع الأصوات على المرشحين الشيعيين في اللائحتين لضمان فوز المقعد الشيعي للحلفاء. فالثنائي الشيعي لن يكرر تجربة تشكيل لائحة بمفرده وخسارة الأصوات مثلما حصل في الانتخابات السابقة. بل يخرج من المعركة لدعم الحلفاء ويرضي باسيل وحليفه سليمان فرنجية، أي فريد الخازن.
القوات والمرشحات
على مستوى لائحة القوات اللبنانية تشير المصادر إلى أن الحواط غير قادر على الإنفاق على حملته الانتخابية مثل العام 2018 (يحكى عن أنه أنفق نحو 10 ملايين دولار)، وقد يتعرض لخسارة جزء لا بأس به من الأصوات لصالح لائحة افرام-المعارضة. وقد حاولت القوات استقطاب يمنى الجميل للترشح في كسروان، كي تحدث خرقاً في أصوات حزب الكتائب الذي يرشح الوزير السابق سليم الصايغ. كما عرضت القوات على فارس سعيد ترشيحه في كسروان عوضاً عن جبيل. لكن لم تصل القوات إلى أي نتيجة في كلا الحالتين. وباتت أقرب إلى ترشيح الإعلامية نبيلة عواد لاستقطاب بعض "أصوات المشاهدين"، مثلما فعلت في العام 2018 بترشيح جيسيكا عازار في المتن.
المعارضة وسعيد
ووفق مصادر مطلعة على مفاوضات تشكيل لائحة المعارضة، بات الاتفاق شبه منجز بين "الكتائب" وافرام لتشكيل لائحة تضم مرشحين عن الكتلة الوطنية والخط التاريخي للتيار الوطني الحر وغيرهم. وفي حال لم يترشح فارس سعيد على أي لائحة، وهذا المرجح، ولأن لا حظوظ له بالنجاح في جبيل، يصبح جزءاً من معادلة رفع حظوظ لائحة المعارضة (الأقرب إليه بالخط السياسي المعارض لحزب الله). وتضمن اللائحة ثلاثة مقاعد تكون جميعها في كسروان، وتصبح خسارة ندى البستاني المعركة أمراً محققاً. فالمقاعد الخمسة في كسروان تتوزع على ثلاثة للمعارضة وواحد للقوات وآخر للخازن، ويخسر التيار المقعد الثاني في لعبة كسور الأصوات.